السفير حسام زكي لـ"صوت الأمة": الصراع على الثروة والسلطة يزيد الفرقة بين الأطراف الليبية "2-2"

الأربعاء، 21 نوفمبر 2018 09:00 ص
السفير حسام زكي لـ"صوت الأمة": الصراع على الثروة والسلطة يزيد الفرقة بين الأطراف الليبية "2-2"
السفير حسام زكي

- الحل في ليبيا يعتمد على الليبيين أنفسهم.. ودور المجتمع الدولي تقديم المساعدة فقط

- تركيا هاجمت مؤتمر باليرمو لأنه لم يحقق مصلحتها.. ودخول قوات أجنبية لليبيا فكرة غير جيدة وليست واردة

- الحرب في اليمن منعت سقوطه بالكامل في أيدي الحوثيين وحافظت على أرضية للحكومة الشرعية 

- رصدنا محاولة المبعوث الأمميي إلى اليمن تفادي الجامعة العربية وعدم الرغبة في التحاور معها

- الوضع السورى معقد جدًا.. وقرار عودة مقعد سوريا للجامعة يحتاج لتوافق جماعي غير متوفر الآن
 
 
شدد السفير حسام زكي، الأمين العام المساعد بالجامعة العربية - رئيس مكتب الأمين العام، أن الوضع في ليبيا يعتمد على الليبيين أنفسهم، في حين يقتصر دور المجتمع الدولي على تقديم المساعدة فقط، مؤكدًا على أن الوضع يتطلب مزيد من الصبر والتشجيع وبعض الحزم، "لأن ما يزيد الفرقة بين الأطراف الليبية هو الصراع على الثروة والسلطة، وكلما استمر هذا الصراع استمر مع الوضع الليبي بالشكل الحالي، وقد يسوء، لذلك لابد من حسم هذا الصراع لتأخذ الأزمة طريقها للحل".
 
_U9A7015
 
وتحدث السفير حسام زكي فى الجزء الثانى من حواره مع «صوت الأمة» عن مؤتمر باليرمو الذي عقد الأسبوع الماضي في إيطاليا بشأن ليبيا، بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي، قائلًا أن الجامعة العربية وجدت في هذا المؤتمر جهد طيب من جانب إيطاليا لما لها من دور مهم في الأزمة الليبية، وتستطيع أيضًا أن تؤثر إيجابًا "إذا أرادت" على الوضع فى ليبيا، مؤكدًا "أعتقد أن الإيطاليين بذلوا جهود مخلصة في المؤتمر بهدف دعم الجهد الدولي لتسوية الوضع الليبي، لكن هناك أطراف عديدة تتداخل في الوضع الليبي ومصالحها متضاربة مع بعضها، فكان من الطبيعى أن يهاجم وزير خارجية تركيا المؤتمر لأنه لم يحقق مصلحته من خلاله، إلا أن الجلسات التي شهدها المؤتمر وفّرت فرصة طيبة لليبيين ليتحاوروا ويتوصلوا لمخرج لأزمتهم".
 
_U9A7024
 
وردًا على سؤال حول رؤيته لما يتردد بشأن وجود صراع بين إيطاليا وفرنسا فيما يتعلق بالأزمة الليبية، وتأثير ذلك على حل تلك الأزمة، قال زكي "واضح أن هناك بعض التنافس بين الدولتين مع أنهما ينفوا ذلك، وفي تقديري هذا التنافس لم يصل للدرجة التي تؤذي بها الوضع الليبي الذي يحتاج بطبيعة الحال لتنسيق دولي وعربي وإقليمي، فتدهور الوضع في ليبيا لا يعود على الخارج بقدر ما يعود على الداخل".
 
وأكد السفير حسام زكي على الخطر الذي يمثله طرح فكرة دخول قوات أجنبية لليبيا، وقال أن هذه الفكرة "ليست واردة وليست فكرة جيدة على أية حال، إلا إذا صار إجماع ليبي على دعوة قوات معينة لمساعدتها في القيام بأحد أدوراها، وأنا لا أرى أن هناك إجماع من هذا النوع، فالمسألة في ليبيا تحتاج لنزع سلاح المليشيات وليس دخول قوى جديدة على الأرض، أما السيناريوهات العسكرية التي تتحدث عن حسم الأزمة الليبية فالجامعة العربية تراها غير مجدية".
 
_U9A7074
 
وبشأن الأزمة اليمنية، أشار السفير حسام زكي إلى أن هناك بعض التطور الحاصل في الملف اليمني، وهذا التطور مرصود منذ فترة بسيطة، وقد يؤدى لإنهاء العمليات العسكرية والإسراع من وتيرة الحل السياسي، وقال أن "الحرب في اليمن لا يمكن أن تستمر إلى ما لا نهاية، خاصة أنها حتى الآن حققت أهداف لا بأس بها، أولها منع سقوط اليمن بالكامل في أيدي الحوثيين، واستطاعت أيضًا الحفاظ على أرضية للحكومة الشرعية داخل اليمن، كما استطاعت أن تضع المجموعة الحوثية في موقف الدفاع وهذا أمر مطلوب، أما المسار السياسي، فاليمن بلد معقد للغاية به كم هائل من التحالفات والتشابكات والتقاطعات، وليس من المطلوب من المجتمع الدولي أن يواكب كل هذه التطورات ويصل بالوضع إلى نهاية مثالية، لكن المطلوب أن يصل باليمن إلى السلام والاستقرار، وعدم تهديد اليمن لجيرانه، وأن يكون محكومًا من قبل قوى لها ولاء للخارج وتحديدًا إيران، فإذا استطعنا أن نصل باليمن لهذه الأهداف فسيكون الوضع مثالي".
 
IMG_2877
 
وأكد زكي أن "هناك دفع نحو تسريع وتيرة بدء العمل السياسي بشكل أكبر ما كان عليه في السابق، والأمم المتحدة تتصدر هذا الدور عن طريق مبعوثها لليمن، لكننا رصدنا أن هذا المبعوث لم يحضر للجامعة العربية مثله مثل مبعوثي سوريا وليبيا، والجامعة العربية تستغرب هذا الموقف وقمنا بإيصال هذه المعلومة له أكثر من مرة إلا أنه إتضح محاولته تفادي الجامعة العربية، وأنه لا يريد من يتحاور معها وهذا أمر سلبى جدًا، في ظل عدم قدرته حتى الآن على تحقيق تقدم ملحوظ في هذا الملف".
 
_U9A7162
 
وحول سؤال عن القمة العربية الأوربية القادمة والتي ستعقد في مصر وهل سيكون لها تأثيرًا على أزمات المنطقة أم أنها ستقتصر فقط على اللاجئين والمهاجرين، قال السفير حسام زكي أن الجامعة العربية مقبلة على 3 قمم هامة خلال الربع الأول من العام المقبل، فهناك قمة عربية تنموية فى 20 يناير 2019 فى بيروت، وقمة عربية أوربية في فبراير بمصر، والقمة العربية الدورية في تونس نهاية شهر مارس المقبل، مشيرًا إلى أن القمة العربية الأوربية لن تقتصر على مناقشة مشكلة اللاجئين والمهاجرين فقط، موضحًا أنه حتى الآن لم يتم تحديد موضوعات القمة، وخلال أيام سيتم عقد اجتماع بين مسؤولين من الجامعة العربية وأوروبيين لوضع الموضوعات التي ستناقشها القمة، وستكون كل المواضيع الخاصة بالجانب الأوروبى والجانب العربي مطروحة، وسنصل لجدول أعمال يغطي اهتمامات الجانبين وسيكون هناك بعض الصعوبات لأن هناك مواقف بها اختلافات بين الجانبين.
 
وعن تعامل الجامعة العربية مع التدخلات الإيرانية في المنطقة في ظل وجود علاقات قوية بين دول عربية وإيران، قال السفير حسام زكي أن "الجامعة العرببية دائمًا تدين التدخلات الإيرانية في الشؤون العربية، وتحاول أيضًا خلال مشاركتها في أى محفل دولي أن توضح ما تقدم عليه إيران تجاه المنطقة واستخدامها أوراق ضغط عربية وأوضاع عربية بها هشاشة وضعف من أجل تنفيذ أهدافها السياسية لحماية نظامها والترويج لأفكارها، وأيضًا الضغط على العالم الغربي، كما أن هناك لجنة وزارية عربية مشكلة من مصر، السعودية، الإمارات، والبحرين؛ تجتمع دائمًا على هامش الاجتماعات الوزارية التي تعقد بالجامعة العربية وتصدر بيانات هامة وحادة تجاه التدخلات الإيرانية في الشؤون العربية".
 
_U9A7165
 
هذا وشدد زكي على أن المشكلة ليست في علاقات الدول العربية مع إيران، لكن ما تحاول طهران أن تقوم به في العالم العربي خدمة لأهدافها السياسية والتي لا تهدف إلا لضرب الاستقرار والأمن في العالم العربى.
 
وردًا على سؤال حول أن كانت هناك فرصة قريبة لعودة مقعد سوريا للجامعة العربية، قال زكي أن "هناك أحاديث دارت في الأشهر المنقضية تشير إلى احتمال تغير الموقف العربي إجمالًا تجاه الأزمة في سوريا، لكن هذا الأمر سيتحقق عبر مراحل متعددة وفترة ممتدة من الزمن، لكن لا أرى أن هناك تغير الآن يوحي بتغيير وشيك لعودة مقعد سوريا في الجامعة"، مشددًا على أن "الوضع السورى معقد جدًا، والسياسة المطبقة في الجامعة العربية بتعليق عضوية سوريا حاليًا تم اعتمادها منذ 7 سنوات، وحدثت تطورات أمنية وسياسية عديدة خلال هذه المدة، وأيضًا الدول الأعضاء رأت أن عودة سوريا لشغل مقعدها في الجامعة (ليس الآن)، وحتى نصل لهذا القرار لابد أن يكون هناك توافق جماعي من الدول الأعضاء رغم وجود بعض التغيرات الطفيفة في بعض الدول تجاه الأزمة".
 
IMG_2924

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق