قصة منتصف الليل.. عاشت لابنتها وماتت وحيدة

الثلاثاء، 20 نوفمبر 2018 10:00 م
قصة منتصف الليل.. عاشت لابنتها وماتت وحيدة
إسراء بدر

عاشت "هند" لرعاية طفلتها ورفضت الزواج مجددا بعد تجربة زوجية مريرة نتج عنها طفلة ألقت مسئوليتها الكاملة على عاتقها، دون محاولة من الأب فى النظر إلى إبنته بعين الرأفة، ويسأل عن طلباتها لتلبية إحتياجاتها كأى أب طبيعى.

ظلت "هند" تتحمل هذه المسئولية ففى الصباح الباكر تستيقظ لتذهب إلى عملها فى مصنع ملابس، وبعد عودتها إلى المنزل تجلس على ماكينة الخياطة لتحييك ملابس الجيران والمعارف بمقابل مادى تطور على مدار السنوات ليصل إلى دخل مادى جيد لها ولطفلتها.

 

رغم الصعوبات التى واجهت "هند" فى تربية طفلتها "مروة" إلا أنها رفضت أن تذل لطليقها ليساعدها فى الأمر منتظرة منه يد المساعدة دون طلب عسى أن يصحو بقلبه شعور الأبوة ولو للحظة، ولكن هذه اللحظة لم تأت وظل الحال على ما هو عليه لم تعرف "مروة" سوى والدتها وكلما سألتها عن أبيها تهربت من الإجابة وتحاول تغطية الأمر بشراء الهدايا والألعاب.

 

كبرت الطفلة الصغيرة وفكت ضفائرها والتحقت بالجامعة التى وجدت بها الشاب المناسب ليكون الزوج المستقبلى لها، وبعد تخرجهما أعلنا الخطوبة، وتحملت "هند" كافة نفقات الزواج إلى أن سلمت "مروة" لعريسها فى عش الزوجية، وهنا بدأت الحياة تتغير بالكامل، فالطفلة التى عاشت الأم من أجلها تعيش فى أحضان زوجها، ومسحت من ذاكرتها أمها التى عانت لتصل بها إلى هذا الحال.

 

فقد بعدتها مشاغل الحياة عن أمها بالإضافة إلى أن زجها كان يشعر بالغيرة من الأم الحنونة التى لم تترك إبنتها لحظة فافتعل الكثير من المواقف والخلافات لتبتعد الفتاة عن أمها بأى شكل وتكتفى بزوجها وبيتها وأسرتها الجديدة.

 

وهنا وجدت "هند" أنها فقدت حياتها بالكامل فلم تجد من يسأل عنها إذا كانت حية أم توفاها الله، ففى البداية حاولت أن تنسى الأمر بمد ساعات العمل ولكن مع الوقت شعرت أنها تعمل بلا هدف، فهدفها الذى عاشت من أجله هو إبنتها ،وحاليا أصبح الهدف الوحيد هو توفير وجبة اليوم، وظل سؤال "ماذا بعد" هو المسيطر على عقلها، وبعد مرور عدة أشهر من هذا الحال والمحاولات المستميتة التى باءت بالفشل قررت أن تنهى هذا الوضع المميت، فحبست نفسها فى المنزل وحاطت جسدها بكافة مستلزمات إبنتها فى فترة الطفولة والصور القديمة التى احتفظت بها لإبنتها وظلت على هذا الحال لعدة أيام إلى أن توفاها الله وهى فى أحضان ذكرياتها مع إبنتها.

 

ورغم ذلك لم يشعر أحد بوفاتها سوى جيرانها الذى وصلت إلى منازلهم رائحة كريهة تخرج من منزل"هند" فكسروا باب المنزل ودخلوا ليجدوها ملقاة وسط الذكريات، فقد عاشت لإبنتها وماتت فى أحضان الذكريات دون أن يدرى بها أحد.

 

 

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق