أبرز 7 مواجهات تاريخية بين السعودية وإيران..«الشاه والثورة» بداية فتيل الأزمة.. السعوديون يخرجون بمظاهرات ضد نظام الحكم فى 1979.. و«عاصفة الحزم» تتزيل القائمة

الإثنين، 04 يناير 2016 09:00 م
أبرز 7 مواجهات تاريخية بين السعودية وإيران..«الشاه والثورة» بداية فتيل الأزمة.. السعوديون يخرجون بمظاهرات ضد نظام الحكم فى 1979.. و«عاصفة الحزم» تتزيل القائمة
المواجهات بين السعودية وإيران

بعدما شهدت الأوضاع السعودية الإيرانية تطورات عديدة خلال الأيام الماضية لاسيما بعد تنفيذ حكم الإعدام نمر النمر، والاعتداء الإيراني على السفارة والقنصلية السعودية في طهران، وقررت الرياض قطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران وطرد دبلوماسييها.

وتعتبر الأوضاع الحالية، أكبر تطور منذ بداية الأزمة بين البلدين، فلا لأزمة تزداد تأججًا يوما بعد الآخر، حيث شابت العلاقات بين البلدين توترات منذ 1979، العام الذي شهد الثورة الإسلامية الإيرانية والقضاء على أسرة البهلوي، التي كانت على التعاون مع ملوك المملكة منذ نشأت العلاقات الرسمية بين البلدين في 1929.

وترصد «صوت الأمة» أبرز المواجهات التاريخية بين إيران والسعودية.


إيران الشاه والثورة

في الوقت الذي كانت فيه إيران الشاه دولة تتنافس معها السعودية على مناطق النفوذ والسيطرة في الشرق الأوسط وعلى حدود البلدين، فإن إيران الثورة باتت العدو اللدود لها؛ فهي نظام ثوري إسلامي شيعي يسعى لتصدير الثورة، في حين أن السعودية نظام ملكي إسلامي سني.

تصدير الثورة

في عام 1979، وفي خضم أحداث الثورة الإيرانية، بادر السعوديون الشيعة في القطيف إلى الخروج بمظاهرات ضد نظام الحكم في السعودية، وغلب على تلك المظاهرات الطابع الديني الشيعي، في دعوة صريحة لنقل تجربة الثورة الإيرانية إلى السعودية، ما دعاها للرد بحزم على تلك المظاهرات، وتلا ذلك اشتباكات بينهم وبين الحرس الوطني، استمرت الاحتجاجات أربعة أيام فقط، وتعاملت معها السلطات السعودية بحزم وشدة منعًا لتفاقم الأمر.

شعرت السعودية، ومعها دول الخليج، بالخطر الإيراني، وخصوصًا مع وجود أقليات شيعية في السعودية والكويت والبحرين، وأن إيران أعلنت أن تصدير الثورة الإيرانية على رأس أولويات السلطة هناك، ووجدت دول الخليج في العراق في عهد صدام حسين حليفًا يمكن دعمه في مواجهة إيران، ولم تنتظر السعودية كثيرًا، فمع نهاية عام 1980 بدأت الحرب العراقية الإيرانية بدعم سخي من السعودية، وقد ذكرت صحيفة الرأي العام الكويتية أن السعودية قدمت مساعدات عاجلة للعراق بلغت قرابة 6 مليارات دولار، وأكثر من 100 دبابة نقلت على شاحنات إلى العراق عبر الكويت، وأرسلت شركة أرامكو السعودية فرقًا متخصصة لمساعدة العراقيين على إصلاح آبار النفط المتضررة نتيجة القصف الإيراني، فضلًا عن مساعدات أخرى غذائية ودوائية.

إنشاء مجلس التعاون

وفي شهر مايو عام 1981 أعلن رسميًا إنشاء مجلس التعاون الخليجي، الذي ضم كلًا من السعودية والكويت والبحرين والإمارات وقطر وسلطنة عمان، وكانت السعودية تستهدف من وراء تأسيس المجلس إقامة سد دفاعي في مواجهة نفوذ الثورة الإسلامية الإيرانية في المنطقة، ثم في عام 1982 أعلن تشكيل قوات درع الجزيرة المشتركة، هي قوات عسكرية مشتركة لدول مجلس التعاون الخليجي بهدف حماية أمن الدول الأعضاء بمجلس التعاون الخليجي وردع أي عدوان عسكري.

صراع النفوذ

امتدت مناطق صراع النفوذ بين إيران والسعودية لتشمل حدود البلدين القريبة والبعيدة، فقد سعت السعودية، وبالتعاون مع باكستان، إلى الحد من المد الإيراني في الشرق الأدنى، فقدمت باكستان دعمًا لوجستيًا كبيرًا، وقدمت السعودية المال والرجال عبر دعم الجهاديين العرب والأفغان في أفغانستان في وجه احتلال الاتحاد السوفييتي الذي تحالفت معه إيران بعد سقوط الشاه، فعززت إيران في تلك الفترة دعمها للجماعات الشيعية المقاتلة في أفغانستان منعًا لوجود جمهورية إسلامية سنية على حدودها في أفغانستان، واستمرت السعودية وإيران بدعم المتحاربين الأفغان لسنوات طويلة.

حرب الناقلات

في عام 1982 بدأت ما سميت بحرب الناقلات ضمن مجريات الحرب الإيرانية العراقية، فقد سعى العراق إلى ضرب ناقلات النفط الإيرانية؛ لإجبارها على وقف إطلاق النار، ما دفع إيران للرد على مهاجمة سفنها.

وقامت القوى الجوية العراقية بغارات على جزيرة خرج الإيرانية في عام 1984 التي يصدر منها نحو 1.6 مليون برميل نفط يوميًا، كما قامت الطائرات العراقية بضرب 7 سفن بالقرب من خرج، وكرد فعل إيراني هاجمت طهران ناقلة نفط سعودية وناقلة نفط كويتية قرب البحرين، مما دفع السعودية للقيام بتسيير دوريات جوية وحددت منطقة اعتراض جوي، تلا ذلك اشتباك جوي سعودي إيراني، وأسقطت السعودية طائرة إيرانية فوق الخليج بعد أن اخترقت الطائرات الإيرانية الأجواء السعودية.

وبعد يومين من الحادثة فُجِّرت قُنبلة في مبنى السفارة السعودية في بيروت، وهو ما اعتبر رد فعل إيراني على إسقاط الطائرة من قبل السعودية.


الربيع العربي

وفي عام 2011، ومع موجة الربيع العربي التي اجتاحت المنطقة، دعمت إيران الاحتجاجات الشعبية التي قام بها شيعة البحرين في وجه نظام الحكم السني، إلا أن السعودية ودول الخليج شعرت بالخطر الشديد مما يجري في البحرين، فدعمت البحرين في مواجهة الاحتجاجات هناك، وعندما عجزت القوات البحرينية، تدخلت قوات درع الجزيرة، التي تشكل القوات السعودية القسم الأكبر منها، عبر التدخل البري، وفي العام نفسه قامت السعودية بدعم الحراك الثوري السوري ضد نظام الأسد الحليف لإيران بالمال والسلاح، وقامت إيران من جانبها بدعم نظام الأسد بالذخيرة والسلاح والمقاتلين، ليتصارع البلدان على النفوذ في سوريا.

استمرت صراعات النفوذ بين إيران والسعودية في بلدان الشرق الأوسط كافة على مدى العقود السابقة منذ تأسيس الجمهورية الإيرانية حتى اليوم، لكن العقد الأخير شهد تمددًا كبيرًا لإيران مقابل انحسار النفوذ السعودي في كل من سوريا ولبنان والعراق واليمن وأفغانستان وفلسطين، ففي الوقت الذي كانت فيه السعودية تساعد وتحارب تنظيم القاعدة، كانت إيران توسع مناطق النفوذ وتدعم الأقليات الشيعية في محيط السعودية وعلى حدودها الشمالية والشرقية والجنوبية، مما اضطر السعودية ومع العهد الجديد للملك سلمان إلى تغيير استراتيجياتها في دعم الحلفاء إلى التدخل المباشر ضد نفوذ إيران في الشرق عبر عملية "عاصفة الحزم" في اليمن.

الصراع على الأراضي السورية

تريد القيادة السعودية إسقاط نظام الرئيس السوري بشار الأسد بكل الطرق والوسائل، وتوظف كل إمكانياتها المادية وتحالفاتها الإقليمية والدولية لتحقيق ذلك الهدف، من أجل ضرب التواصل بين إيران وحزب الله، وفي المقابل تسعى القيادة الإيرانية لإفشال هذا الطموح السعودي، وحققت نجاحا ملموسا في هذا الصدد حتى الآن، بدليل أن الرئيس الأسد هو الوحيد الذي واجه "ثورة" في إطار ما يسمى بالربيع العربي، وما زال في قمة السلطة في بلاده بفضل الدعم الإيراني، المادي والبشري، واستطاع أن يحقق بعض المكاسب على الأرض رغم ضخامة الهجمة وحجم القوى المقاتلة على الأرض لإسقاطه، حسب دراسة للباحث الفلسطيني منصور أبوكريم.

ودفعت إيران بمستشارين عسكريين لدعم الأسد، منذ الأشهر الأولى للحراك، وسهلت إنتقال حزب الله للقتال إلى جوار النظام، وأرسلت عناصر من الحرس الثوري، ومولت انتقال ميليشيات طائفية عراقية وأفغانية بحجة حماية المراقد الدينية، وواصلت دعم دمشق بالأسلحة والعتاد والأموال، حسب موقع "روسيا اليوم".

ورأت دراسة نشرها موقع قناة «فرانس 24»، أن النزاع بدأ في سوريا بانتفاضة معارضة لنظام الأسد، المنتمي إلى الطائفة العلوية والملتزم بتحالف إستراتيجي قديم مع إيران، ودعمت السعودية المعارضة المنتمية بغالبيتها إلى المذهب السني، ومع تطور الحرب برزت مجموعات إرهابية «داعش» تعتمد خطابا دينيا بحتا، تكفر الشيعة والعلويين وكل ما هو مختلف عنها.

عاصفة الحزم ومواجهة التمدد الإيراني

حسب المحلل السياسي الفسلطيني منصور أبوكريم، أخذ الصراع السعودي الإيراني بُعدا جديدا بعد سيطرة الحوثيين في اليمن على مقاليد السلطة في صنعاء وتمددهم في معظم أراضي البلاد، وفتحت سيطرة الحوثيين الباب أمام العديد من الأسئلة عن طبيعة الصراع الإيراني السعودي، في ظل سعي طهران الحثيث لإيجاد موطئ قدم لها في المنطقة بعد نجاحها في العراق وسوريا ولبنان، الأمر الذي أدى إلى إطلاق المملكة عمليات «عاصفة الحزم» لضرب مواقع جماعة «أنصار الله» في اليمن.

ووجهت الرياض أصابع الاتهام مباشرة نحو إيران، معتبرة أنها الداعم الأول والأساسي لجماعة "أنصار الله" الحوثية، فيما ندّدت طهران بدورها، على الفور بهذه العمليات العسكرية، واصفة الخطوة السعودية بأنّها عدوان خارجي على بلد مستقل، داعية الرياض إلى إيقاف ضرباتها.

وحسب قناة "فرانس 24"، وضع المسؤولون السعوديون تدخلهم العسكري الأخير في اليمن، على رأس تحالف من الدول السنية، في بلد حدودي مع السعودية، في إطار الدفاع عن الشرعية التي يهاجمها الحوثيون الشيعة المدعومون من إيران.

وفي البحرين، تتهم الحكومة المدعومة من السعودية إيران وحزب الله بإثارة الشغب وتشجيع المعارضة الشيعية على التمرد، أما في لبنان، فتدعم الرياض رئيس الحكومة السابق سعد الحريري، أبرز زعيم سني في البلاد، والمعارض لحزب الله الشيعي المدعوم والممول بشكل أساسي من إيران.

وأشار المحللون، لـ"فرانس 24"، أن الصراع ليس بالضرورة دينيا، حيث قال فنار حداد، الباحث في معهد حول الشرق الأوسط في جامعة سنغافورة الوطنية، "عندما يتعلق الأمر بالسياسة الإقليمية، ما يحمل في الظاهر عنوانا طائفيا، ينطوي في الحقيقة على تنافس سياسي، ويتناول هذا الواقع توسيع النفوذ وحماية الحدود والموارد وتأمين خطوط الإمداد في منطقة غير مستقرة".

فيما قالت جين كينينمونت، المتخصصة بشؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في مركز "شاتهام هاوس" بلندن، "غالبا، يتم تصوير الواقع وكأنه أمر بديهي أن يتقاتل السنة والشيعة بسبب تفسير مختلف للإسلام، إلا أن نظرة على التاريخ وعلى الدول الإسلامية تدل على أن الأمر مختلف، إذ أن الانتماء إلى مذهب واحد لا يعني وحدة المصالح".

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق