قيادي بتيار المستقبل اللبناني لـ«صوت الأمة»: أفعال حزب الله ترجمة لإرادة إيران

الثلاثاء، 27 نوفمبر 2018 08:00 م
قيادي بتيار المستقبل اللبناني لـ«صوت الأمة»: أفعال حزب الله ترجمة لإرادة إيران
رئيس الوزراء اللبناني المكلف سعد الحريري
منة خالد

أمام حالة الجدل التي تواجهها لبنان، وَسَط الضغوطات التي يُمارسها حزب الله على حكومة سعد الحريري ووضع عراقيل أمام تشكيل الحكومة المُقبلة، يؤكد الحريري في أخر مؤتمر له أمس أنه متمسك بالدستور الذي يضمن له عدم وجود سُلطة قانونية تنتزع تكليفه بتشكيل الحكومة.

ويدور لبنان في حلقة مفرغة في مسار تشكيل الحكومة الجديدة منذ 6 أشهر حيث يسعى "الحريري" المُكلّف بتأليف حكومة وحدة وطنية تضمه و29 وزير وسط صراعات بين القوى السياسية على حجم التمثيل وتقاسم الحقائب الوزارية، في الوقت ذاته يُفاجأ المسؤولين في حزب الله القوى السياسية بتصريحات تهدف إلى رفع مستوى الضغوط التي تمارس على رئيس الوزراء اللبناني، واصرار الحزب عن مطلب تمثيلهم داخل الحكومة الجديدة.

هناك تساؤلات حول طبيعة الحزب وتحركاته التي تُخدّم على مصالح إيران- على حساب استقرار لبنان، وتعديه على طوائفها، هذا ما يؤكده زياد طاهر، عضو المكتب السياسي لتيار المستقبل اللبناني، إذ أكّد أن حزب الله لا يتنصّل بوصله الإيراني بل يفخر أنه صناعتها، فهو يتعامل معها على أنها ليست اتهام، وهو حزب تكوينه الفطري ديني، ودوره المُعلن موالاته لإيران، وأن أي حديث عن فصل سياسة حزب الله عن إيران هو مُجافي للحقيقة.

ويقول "طاهر" لـ "صوت الأمة"، إن وجود حزب الله "تخطّى الواقع اللبناني" لإرتباطه بالكيان الإيراني، وهو جزء أيضًا من العقوبات الأمريكية المفروضة على إيران .. فهناك عقوبات خاصة فرضها الرئيس الأمريكي على قيادات الحزب في تعاملاته مع إيران رغم أنها الدولة المُموّلة له. وكل المؤشرات تقول أن هناك شكوك حول أفعال حزب الله بأنها ترجمة لإرادة إيرانية في الواقع.

ويُضيف " في وجهة نظرنا كتيار مستقبل نراه حزب متشدد، وحزب الله كحزب مُمثّل في البرلمان لديه نواب أانتخبوه، وهو يُمثل كتلة كبيرة من الشيعة في البرلمان تكوينه أتى من رحم الكيان الإيراني، ويمكن أن نواجهه في حال تفعيل دور المؤسسات، ودعم المؤسسة العسكرية والجيش اللبناني، وتفعيل دور الأجهزة  التي تُعزز حضور الدولة".

يؤكد عضو تيار المستقبل، أن تشكيل حكومة لبنان أهم ملف وحدث دائر الآن في المنطقة، وأن رئيس الوزراء اللبناني يواجه أزمة عرقلتها للمرة الثانية، وما يحدث واجهه منذ 6 أشهر .. "سعد الحريري وطني ويسعى لبناء بلاده وهو قادر على تخطي الأزمة".

يقول زياد طاهر، أن ما يقوم به حزب الله هو تدخل في تمثيل الطائفة السنية من خلال تقديم بعض الساسة السنة التابعون له للمشاركة في الحكومة، مضيفًا أن حزب الله لا يمتلك الحق بتمثيل أي طائفة، وليس له الحق في ترشيح أسماء تُمثل السُنة، بل أن ما يفعله يعتبر إنذار في الوقت نفسه للطوائف الأخرى، وقد يكون مُقدمات للتدخل في تمثيل الطائفة المسيحية والطائفة الدرزية في مرحلة مقبلة.


تبادل الاتهامات في شأن تحمل مسؤولية تعطيل الحكومة
 

يصر المسؤولين في حزب الله على رفع مستوى الضغوط التي تُمارس على الحريري، من خلال الدفع بـ "سُنة 8 آذار" وهم المتحالفين داخل تكتل "اللقاء التشاوري"، استمرار التزام الحزب بالدفاع عن مطلب تمثيلهم داخل الحكومة المقبلة.

أما الحريري، يصف هذا التكتل بأنه مُصطنع، وتم تشكيله خصيصًا ليكون أداة بيد حزب الله لتعطيل تشكيل الحكومة. حتى أنه يرفض الاجتماع بالنواب السنة المستقلين بصفتهم تكتلاً، ونوّه خلال حديثه بالمؤتمر أمس، أنه سبق واستقبل الكتل التي كانوا ينتمون إليها. وتؤكد الأوساط السياسية اللبنانية، أن الحريري مستعد لاستقبال هؤلاء ولكن بشكلِ فردي وليس بصفتهم تكتل سُني مستقل.

وفي ظل هذه الأزمة، لم تظهر أي ليونة في مواقف حزب الله وتيار المستقبل حول العقدة المستجدة التي ظهرت بشكل مفاجئ بعد أن تمت حلحلة العقدتين، الدرزية والمسيحية، اللتين كانتا تعطلان ولادة الحكومة.. وبرغم التوتر الحاصل بين الحزب والرئيس المكلّف، ورغم تبادل الطرفين الاتهامات في شأن تحمل مسؤولية تعطيل الحكومة، إلا أن الحزب لا يطرح في الوقت الراهن الانقلاب على التسوية الرئاسية التي كان حزب الله شريكا فيها.

ويقول السياسي اللبناني، إن إيران التي تبحث عن سبل حماية نفوذها الإقليمي، تسعى حاليًا للضغط من خلال تعطيل الانتخابات في لبنان، وأيضًا في العراق، فهي تسعى أن تكون لاعبًا مقررًا في تعطيل أو تسهيل أي حلول يتم تداولها إقليميًا ودوليًا.

ويشترط الأمين العام لحزب الله، حسن نصرالله، تمثيل  سُنة ثمانية آذار في الحكومة قبل أن يقدم الحزب - وحليفته حركة أمل ضمنا- أسماء وزرائه إلى الرئيس المكلف. وكانت الصفقة التي تمت بين الحريري وفريق الرئيس اللبناني ميشال عون قد نصت على أن يبقى الحريري رئيسًا للوزراء طوال فترة العهدة.

وكان الحريري قد هدد قبل أسابيع، وقبل ظهور أزمة "سُنة 8 آذار" أنه لن يعود إلى القبول بتشكيل الحكومة إذا ما اضطرته الضغوط للاعتذار عن مهمته. ما دعى الرئيس اللبناني إلى وصف أزمة تشكيل الحكومة بأنها "عقدة كبيرة" وهو ما جعل المراقبين يرجحون تأجيل البت في مصير الحكومة إلى السنة الجديدة.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق