البصل يعمق جراح الديكتاتور التركي.. وهاشتاج للسخرية من حزب أردوغان

الجمعة، 30 نوفمبر 2018 12:00 م
البصل يعمق جراح الديكتاتور التركي.. وهاشتاج للسخرية من حزب أردوغان
ازمه البصل فى تركيا

 
تعيش تركيا أزمة طريفة من نوعها، جعلتها تدخل في نوبة بكاء جماعية: المواطنون بالسخرية، والحكومة بالدموع، فقد اختفى البصل من بيوت الأتراك وأسواقهم فجأة بسبب الغلاء، وتضاعفت أسعاره إلى مستويات خرافية مقارنة بأيام مضت، واختفت معه وجبة الشعب المفضلة «المانامان»، فيما تبحث الحكومة عن قشرة تغطي بها فشلها، بعد أن قررت خفض حصة كل أسرة إلى 2 كيلو فقط، كأنها في حالة حرب، بحسب ما ذكره موقع عثمانلي.
 
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، قد أعلن يوم الأربعاء، عن تفاؤله بتحسن الاقتصاد التركى فى نفس اليوم الذى أعلنت فيه اثنين من كبرى الشركات التركية إفلاسهما، وبينما يفضل الرئيس التركى الحديث عن انخفاض معدلات الفائدة باعتباره وسيلة لمنع انزلاق الليرة أكثر، فإن الواقع يقول إن مسلسل الانهيار التركى كان أمرا محتوما منذ سنوات.
 
شركة DSG للإنشاءات أعلنت عن إفلاسها فى نفس يوم تصريحات أردوغان، الشركة كانت من أهم شريكات المقاولات والإنشاء فى تركيا وكانت ساهمت فى بناء مطار إسطنبول الجديد. وفي خطوة جديدة من ديكتاتور تركيا، لكبح جماح التضخم وتردي الأحوال الاقتصادية في البلاد، شنت الحكومة التركية حملة على «البصل»، الذي ارتفعت أسعاره بنسبة 100 في المئة خلال أسبوع واحد.
 
 
 
ويشكو الأتراك من الارتفاع الكبير في أسعار المنتجات الغذائية، وأبرزها البصل الذي كان يباع الكيس منه بنحو 50 سنتا أميركيا، الشهر الماضي في إزمير، وأصبح يباع الآن بدولار، وسط توقعات أن ترتفع أسعاره لتصل إلى دولارين بحلول نهاية العام الجاري.

«لو سمحتم لا تبكوا البصل» هاشتاج تصدر مواقع التواصل الاجتماعي في تركيا، سخر به النشطاء من حزب العدالة والتنمية الذي حكم البلاد منذ 15 سنة ارتفعت خلالها أسعار البصل بنسبة  1251%، كما سخر من الرئيس رجب إردوغان المترف في قصره المليء بكل الخيرات ومن بينها - قطعا - البصل.

مفجر ثورة «لا تبكوا البصل» هو رئيس حزب الشعب الجمهوري، كمال كيليتش دار أوغلو، الذي نشر عبر صفحته الرسمية على تويتر مقطعا - يوضح الارتفاع الملحوظ في أسعار البصل- حظي بآلاف التعليقات التي تهكمت على الحزب الحاكم برئاسة رجب إردوغان.

Mardin’de bir depoda 30 ton soğan ele geçirildi https://t.co/AfZwjdwyLq pic.twitter.com/2VNigMSG7K

بطريقة كارتونية ظهر «البصل» في الفيديو ينعي حاله وهو يقول: كنت بـ1.5 ليرة في أول السنة، أصبحت الآن بـ 5 ليرات، ماذا نفعل؟، هل سيتم حظري من المطابخ؟.. يا عالم هل سيؤكل بعد ذلك «المانامان» دون بصل؟، بينما ينتهي  المقطع بعبارة «لا تبكوا البصل من فضلكم».

وتسلم حزب «العدالة والتنمية» الحكم في 2002 حين كان سعر كيلو البصل 0.8 قرش فقط - أقل من ليرة - ليرتفع سعره بسبب القرارات الاقتصادية الخاطئة إلى  543.2 % في أكتوبر ويسجل 2.38 ليرة، ويقفز  في نوفمبر إلى 5 ليرات، بينما يتوقع التجار أن يصل إلى 10 ليرات نهاية العام الجاري.

برر رجب إردوغان الارتفاع المبالغ فيه لأسعار البصل إلى ما وصفه باحتكار التجار للسلعة قائلا، الثلاثاء الماضي: سنداهم مخازن البصل، فلا يحق لأحد أن يقدم لشعبي سلعا غالية، مهددا التجار بدفع الثمن غاليا.

 
View image on Twitter
 

وأمر وزير المالية التركي بيرات البيرق، المفتشين في المناطق الزراعية في البلاد، بضبط تجار الجملة الذين يقومون بتخزين محاصيل البصل، لرفع الأسعار. من جانبه، كان أردوغان قد قال إنه «ليس من حق أحد أن يبيع منتجات باهظة الثمن لمواطني»، حسب ما نقلت تقارير إعلامية تركية.

ويوم الخميس الماضي، عثر مسؤولو البلدية في مدينة ماردين جنوب شرقي البلاد، على 30 طنا من البصل في مستودع، وتم اتخاذ إجراءات قانونية ضد مالك المنشأة. وأثارت هذه الإجراءات سخرية رواد مواقع التواصل الاجتماعي، الذين اعتبروا أن هناك إجراءات أكثر أهمية يتعين على الحكومة اتخاذها، لإنقاذ الاقتصاد من وضعه المتدهور.
 
وقال أحد رواد مواقع التواصل: «اعتقلوا مهربي البصل!»، وقال آخر: «كنا نقرأ الاخبار بشأن الأسلحة أو المخدرات. الآن نحن نكتشف الخضروات».
 
يشار إلى أن المعدل السنوي للتضخم في تركيا قد ارتفع إلى 25 في المائة في سبتمبر، وهو أعلى معدل منذ 15 سنة، بينما فقدت الليرة التركية ما يقرب من 40 في المائة من قيمتها.
 

ووفقا لدراسة أعدها اتحاد نقابات العاملين بالقطاع العام في تركيا، فإن الارتفاع في  أسعار المواد الغذائية وصل إلى 12.56 % في سبتمبر الماضي، بينما زادت المواد الغذائية بنسبة 0.9% في أكتوبر، وخلال الفترة نفسها  حقق الخبز والدقيق والبرغل والمكرونة زيادة بنسبة 29.1%، وحققت الزيادة في أسعار اللحوم والأسماك 21,81%، أما البيض ومنتجات الألبان فقد وصلت نسبتها إلى 41.2%. 

وفي العام الأخير ارتفعت أسعار زيوت الطعام 19.48%. وصعدت أسعار الفاكهة بنسبة 36,47%، فيما حققت الخضراوات زيادة بنسبة 207.55%. والبقوليات 6.74%. 

تحت شعار «مكافحة التضخم» حاولت الحكومة خفض أسعار جميع المنتجات، إلا أن الزيادة في أسعار المواد الغذائية استمرت في شهر أكتوبر، وحذرت الدراسة من أن الضغط على محدودي الدخل وصل إلى نقطة لا يمكن تحملها، خاصة في ظل الأزمة الاقتصادية الطاحنة التي تضرب البلاد.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق