كريسماس «أسود» على السياحة في تركيا.. كيف حول أردوغان اسطنبول لمدينة أشباح؟

السبت، 01 ديسمبر 2018 09:00 ص
كريسماس «أسود» على السياحة في تركيا.. كيف حول أردوغان اسطنبول لمدينة أشباح؟
احتفالات الكريسماس

 
مع اقتراب مواعد أعياد رأس السنة، توقع محللون أن يشهد الموسم السياحي في تركيا انخفاضا ملحوظا، مؤكدين أنه لا يتوقع الكثيرون أن تزدحم أنقرة كما في السابق بالمسافرين والسياح والراغبين في قضاء العيد فى أنقرة، لأسباب تعززها الأرقام.
 
وأشارت إحصائيات مؤخرا تراجع حركة السياحة، نتيجة انعدام الأمان وزيادة نسبة الانتهاكات بحق السياح ومخاوف أمنية من تكرار سيناريو هجمات يناير 2017 الدامية على اسطنبول.
 
وقال أصحاب الفنادق في مدينة «اسطنبول» التي كان تعد إحدى المدن النابضة بالحياة فى هذا الوقت من العام، إن أرقاما متدنية في إشغال الفنادق هذا فصل الشتاء من العام، لاسيما وبالتزامن مع أعياد الكريسماس ورأس السنة.
 
وتكبد قطاع السياحة، بحسب الإحصاءات شبه الرسمية التي تصدر عن المنظمات والجمعيات المعنية بالمجال، فى تركيا خسائر ضخمة خلال عام 2017، فقد شهدت كثيرًا من الهجمات الإرهابية التي استهدفت السياحة، كما تكبدت على مدار الأعوام الثلاث الماضية خسائر فادحة، متأثرة بالأزمات السياسية والأمنية المتتالية التي تقف ورائها سياسات الدكتاتور التركى رجب طيب أردوغان.
 
ويشن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، حملة قمعية ضد المعارضة، مستغلا محاولة الجيش التركي الأخيرة للإطاحة بنظام حكمه في مايو 2016.
وذكرت تقارير لشركة (ForwardKeys) المختصة بتحليل معلومات السفر، أن عدد السياح الذين دخلوا تركيا عن طريق المطارات انخفض بنسبة 21%، إثر محاولة الإطاحة بحكم أردوغان والاعتداءات التي تبناها كلا من «داعش» و«حزب العمال الكردستاني».
 
 
كما ذكرت التقارير، حجوزات الفنادق من قبل السياح تراجعت بنسبة 69% في الأسبوع الذي تلى الاعتداء على مطار أتاتورك في اسطنبول في أواخر شهر يونيو 2016. وتراجعت إيرادات قطاع السياحة التركى بواقع 27.2% بحسب تقرير نشره معهد الإحصاء في عام 2017.
 
هذا الأمر دفع الحكومة التركية للبحث عن تنشيط السياحة في إسرائيل، وأعلنت المشاركة في معرض السياحة المتوسطي الدولي، الذي انعقد في الـ 7 فبراير 2016 في تل أبيب بعد قرابة شهرين من عودة العلاقات الدبلوماسية والتطبيع الكامل بين نظام أردوغان وحكومة الاحتلال الإسرائيلي.
 
وبخلاف سياسات النظام التركي، فإن الأزمة الاقتصادية أيضا ستلقى بظلالها على أعياد رأس السنة فى تركيا، وفقد تراجع معدل النمو الاقتصادى في تركيا، ليصل إلى 5.2 بالمائة على أساس سنوي في الربع الثاني من العام، في الوقت الذي تعاني فيه البلاد من أزمة عملة، ويعاني الاقتصاد التركي من صعوبات كبيرة، بعد هبوط حاد في قيمة الليرة.
 
وفي استطلاع لوكالة رويترز، أشارت التوقعات إلى نمو نسبته 5.3 بالمائة في الربع الثاني. وقد ارتفعت العملة التركية إلى 6.4550 ليرة للدولار بعد البيانات من 6.4850 ليرة قبل صدورها. وأظهرت بيانات معهد الإحصاء التركي، أن الناتج المحلي الإجمالي زاد 0.9 بالمائة بعد التعديل، في ضوء العوامل الموسمية والتقويم مقارنة مع الربع السابق.
 
ويتوقع مسئولون أن ينكمش الاقتصاد في الربع الثالث، وأن يسجل معدل نمو نحو 4% في العام كله، وهو ما يقل عن النسبة التي تستهدفها الحكومة عند 5.5%.
 
وبحسب التقارير، فإن هناك أسباب عديدة جعلت السياح يعزفون عن تركيا التي كانت مدينة اسطنبول الوجهة السياحية الأولى قبل أن تصبح مدينة أشباح تموج بعدد من الجرائم المسلحة وتعج بالكثير من جرائم الاغتيالات السياسية.
 
وفي تقرير سابق نشرته صحيفة «عكاظ» السعودية، تحت عنوان «بالأرقام.. تركيا ليست آمنة»، في ظل ارتفاع كبير في عدد الجرائم المروعة مؤخرا، كما تشير لغة الأرقام تشير إلى حدوث تحول كبير في السنوات التي حكم فيها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان هذا البلد من حيث معدل الجريمة والجرائم السياسية.
 
وشهدت تركيا عام 2017 فقط جرائم مروعة بدءا من المذبحة الدموية التي حدثت فى رأس السنة بمطعم بإسطنبول وراح ضحيتها 39 شخصا دفعة واحدة وجرح على إثرها 69 آخرون، في حين سجلت جرائم الأسلحة النارية زيادة بنسبة 28% خلال 2017 مقارنة بـ2016، وظلت جرائم السلاح تحقق ارتفاعا ملحوظا من 2013 وحتى نهاية 2017 بنحو 61%.
 
كذلك، احتضنت الأراضي التركية 3 آلاف و494 جريمة باستخدام أسلحة نارية خلال العام الماضي، ونتج عنها إصابة 3 آلاف و529 شخصا ومقتل 2000 و187 شخصا.
 
وما يزيد من قلق السياح السعوديين والخليجيين أن مدينة اسطنبول، أكبر المدن التركية والوجهة السياحية الأولى قد «حلت في صدارة المدن التركية من حيث أعداد القتلى والمصابين بنحو 250 حالة وفاة و316 إصابة، وجاءت العاصمة أنقرة فى المرتبة الثانية بمعدل 123 وفاة و195 إصابة، تلتها أزمير فى المرتبة الثالثة بواقع 114 وفاة و91 إصابة».

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق