الحبيب علي الجفري يفتح القضية مجددا.. الجنة ليست حكرا على المسلمين

السبت، 01 ديسمبر 2018 02:00 ص
الحبيب علي الجفري يفتح القضية مجددا.. الجنة ليست حكرا على المسلمين
الداعية الإسلامى الحبيب الجفرى

أثارت تصريحات الداعية الحبيب على الجفري، بخصوص من يدخل الجنة؟، جدلا على الساحة، والتي قال فيها إنه غير صحيح أن كل من هو ليس مسلم لن يدخل الجنة، لأن الله قال لا يعذب قوم حتى يبعث رسول، وأن هناك من لم يصلهم الدين بشكل صحيح.

تصريحات الجفري جاءت خلال محاضرة في الندوة الدينية التى عقدت بجامعة حلوان، قال فيها: «بعض الناس يرون أن الإسلام هو أبو بكر البغدادي أو هو داعش، وهذا غير صحيح، وعلينا أن نصحح هذا، من الممكن أن نحاسب نحن المسلمين على عدم توصيل الرسالة الصحيحة والدين الصحيح لغير المسلمين».

عدد من أساتذة الفلسفة والفقه الإسلامي، علقوا على تلك التصريحات، وما تمثله، فى ظل الحديث المتكرر عن ضرورية تجديد الخطاب الديني.

آمنة نصير
آمنة نصير
 

الدكتورة آمنة نصير، أستاذة العقيدة والفلسفة الإسلامية، بجامعة الأزهر الشريف، قال إن كل شيء بميزان، وغير المسلم من الممكن أن يدخل الجنة بالتأكيد، طالما كان يوحد بالله، ويقوم بأعمال أخلاقية، ولا يؤذى الناس.

وأضافت أن الجنة والنار بيد صاحبها، وأن اعتبر من يعطى لنفسه حق الحديث فى هذا الأمر، سوء أدب مع صاحب الحق الأوحد وهو الله تعالى، ولا أدرى لماذا يعطى الإنسان لنفسه حق، هو حق الله المنفرد.

وتابعت أنها لا تحب التدخل في الأعمال التي تخص الذات الإلهية، مضيفة: «أنا لا أحب أن يتدخل الإنسان فى أمر من أمور الأولوهية، فنحن ليس فى استطاعتنا ذلك، وهناك أمور بيد الخلق وحده، نحن نحسن الظن بالناس، ونعمل الخير و الصالح للناس، ثم نترك وزن الأمور ودخول الجنة والنار لصاحب الحق الأوحد فيها وهو الله سبحانه وتعالى».

 

الدكتور أشرف منصور أستاذ الفلسفة بجامعة الإسكندرية، اتفق مع الجفري في تصريحاته، غير أن السبب الذي تعلل به الداعية الصوفي غير مقبول لدكتور الفلسفة، بل تحدث عن أسباب أخرى، منها قوله تعالى: «إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (البقرة 62). وقوله أيضا: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ وَالنَّصَارَىٰ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (المائدة 69).

أشرف منصور
أشرف منصور

وتابع أن الإسلام ليس شرط لدخول الجنة، فأصحاب الديانات الأخرى أيضاً سيدخلون الجنة حسب هاتين الآيتين، بل إن الصابئين الذين ليسوا أهل كتاب ينضمون إلى تلك الفئة التي لن يظلمها الله، وديانة الصابئة ليست سماوية، والله ليس بظالم حتى يدخل كل شعوب الأرض النار ويختص المسلمين وحدهم بالجنة، العدل الإلهي يقتضي أن يدخل كل الناس الجنة، والمقياس هو فعل الصالحات فقط بصرف النظر عن العقائد.

 

واستشهد الدكتور أحمد سالم أستاذ الفلسفة الإسلامية جامعة طنطا، أيضًا بالآية الكريمة: «إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ» الحج/17، بأن الإيمان والجنة ليست قاصرة على المسلمين فقط.

وأضاف أن الاعتقاد الديني الشائع، بين أبناء الديانات الإبراهيمية، بأن كل وطائفة منهم هي الأصح، لكن الله هو من يفصل فى النهاية بين جميع البشر، موضحا الدين اختيار علينا، لا اختيار لنا، موضحًا أن البعض يركز على النقاط الذى بها اختلافات بين الأديان، والتى تؤدى إلى الصراعات، غافلين فكرة أن الأديان كلها للتقرب إلى الله، وأن الله فى القرآن، تحدث عن المسيحيين بعيدا عن التكفير، فى نصه تعالى: "لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُم مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ" المائد (82).

أحمد سالم

 

تعليقات (1)
ومن الجهل ما قتل.. وإليكم رد الشبهات:
بواسطة: أ.د. محمد عبد العليم الدسوقي الأستاذ بجامعة الأزهر
بتاريخ: الأحد، 02 ديسمبر 2018 02:25 ص

1) من استدل بآيتي البقرة، والمائدة 69، جوابه: أنهما مقيدتان بنحو ما جاء في الآية 6 من سورة البينة، ونظيرها الآيات 17، 72، 73، 77: 81 من سورة المائدة، وقوله عليه السلام كما في صحيح مسلم (153): (والذي نفس محمد بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة: يهودي ولا نصراني، ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به، إلا كان من أصحاب النار)، والمراد بقوله: (هذه الأمة) هنا: (أمة الدعوة الموجودة في زمنه ومن سيوجد إلى يوم القيامة)، وبقوله: (وَلَمْ يُؤْمِنْ بِالَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ)، أي: من الشرع في الكتاب والسنة، وأن محمداً عليه السلام خاتم الأنبياء.. وفي الحديث دلالة على نسخ الإسلام لكل ما سبقه من سائر الديانات، فإن قيل: لم خصَّ النبي اليهود والنصارى؟، فالجواب: قول النووي في شرح مسلم 2/ 365: "وإنما ذكر اليهودي والنصراني تنبيهاً على من سواهما، وذلك لأن اليهود والنصارى لهم كتاب، فإذا كان هذا شأنهم مع أن لهم كتاب، فغيرهم ممن لا كتاب له أولى". 2) أما من استدل بآية المائدة 82، فجوابه ما جاء بعدها من قوله تعالى: (وإذا سمعوا ما انزل على الرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق يقولون ربنا آمنا فاكتبنا مع الشاهدين.. الآيات 83: 86). 3) وأما من استدل بآية الحج 17 فجوابه: أنها لبيان أنه لا إكراه في الدين وأن الله محاسب كل إنسان على معتقده، وليس فيها ما قد يفهمه البعض من أن للإنسان أن يعتقد ما يراه بدون محاسبة ولا عقاب.. وكلي أمل ورجاء ألا يتكلم في الدين إلا من اختصهم الله بالعلم الشرعي، فلا يعقل أن يكون لكل تخصص علماؤه الذين يفتون فيه، إلا الدين يفتي فيه كل من هب ودب!.

اضف تعليق