مطالبنا أو الفوضى.. لماذا تصر «السترات الصفراء» على حرق باريس؟

الأربعاء، 05 ديسمبر 2018 04:00 ص
مطالبنا أو الفوضى.. لماذا تصر «السترات الصفراء» على حرق باريس؟

مع ارتفاع حدة التظاهرات التى ضربت باريس فى الأيام الماضية يبدو أن الأوضاع فى العاصمة الفرنسية تتجه نحو الأسوأ، لاسيما بعدما أسفرت موجة الفوضى التي سادت شوارع باريس عن حالة وفاة الأحد الماضى، بالإضافة إلى عشرات المصابين، فيما أزدادت أعمال العنف والفوضى جراء استهداف سيارات المواطنين، والمحال التجارية والبنوك.

وتأتى تظاهرات حركة "السترات الصفراء"  نتيجة حالة من الغضب جراء القرارات التى اتخذها الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون، بهدف تحقيق الإصلاح، ومن بينها ارتفاع أسعار الوقود، فيما أكدت مصادر حكومية أن رئيس الوزراء  الفرنسي إدوار فيليب، سيعلن تعليق زيادة الضرائب على الوقود.

ويأتى القرار المحتمل بتعليق ارتفاع أسعار الوقود، بناء على حوار أجراه رئيس الوزراء الفرنسى مع عدد من الزعماء السياسيين فى باريس، بناء على توجيهات رئاسية لإيجاد حل للاحتجاجات التى اجتاحت البلاد، فيما رفضت حركة السترات الصفراء مشاركتها فى الحوار، ولم تلبى الدعوة التى أعلنتها الحكومة الفرنسية.
 
وقالت الرئاسة الفرنسية إن الرئيس الفرنسي بعد اجتماعه مع عدد من الوزراء، طلب من وزير الداخلية تهيئة قوات الأمن لمواجهة الاحتجاجات فى المستقبل، مطالبًا من رئيس الوزراء إجراء محادثات مع زعماء الأحزاب السياسية وممثلى المحتجين.
 
وتعكس التقارير الصحفية التي تتحدث عن تعليق زيادة الضرائب على الوقود، مدى خطورة ما وصلت إليه فرنسا من وضع أمني صعب، فربما تكون هذه التقارير هى بالونة اختبار لجس نبض المحتجين بعدما أدت المظاهرات إلى خسائر كبيرة وأضرار مادية في كافة الشوارع المحيطة بالمظاهرات.
 

وربما تدفع التطورات الكبيرة فى الأحداث التى شهدتها فرنسا، رئيس الوزراء الفرنسى إدوار فيليب إلى اتخاذ قرار بالتراجع عن زيادة أسعار الوقود، بحسب ما ذكرت مصادر حكومية، أملا فى أن يحقق هذا القرار قدرا من الهدوء فى الشوارع الفرنسية، وبالتالى احتواء حالة الفوضى المتزايدة التى تشهدها منذ أيام.

 

 

اشتباكات أمام قوس النصر
 
وخرجت مجموعة "السترات الصفراء" في الفترة الاخيرة لقيادة الاحتجاجات أدت بعد ذلك إلى اشتباكات أمام قوس النصر، الأمر الذى أدى إلى كثرة الحديث عن التراجع المحتمل عن قرار ماكرون بزيادة أسعار الوقود متعارضًا مع ما سبق وأعنه حول رفضه الكامل لفكرة تقديم أية تنازلات لمن أسماهم بـ"مثيرى الفوضى"، مؤكدا أنه لن يساوى بين المخربين ومريدى الفوضى، والمواطنين المعبرين عن آرائهم.
 
 

قوس النصر عانى من الاستهداف من قبل المتظاهرين

 
قوس النصر عانى من الاستهداف من قبل المتظاهرين

 

 

وأسفرت حصيلة الاحتجاجات التى دخلت أسبوعها الثانى، عن قرابة 120 مصابا، و412 معتقلا بحسب مسئولين أمنين، ذلك بخلاف تعطل مرافق حيوية، واتلاف وحرق مبانى حكومية وخاصة، وهو ما دفع وزير الداخلية كريستوف كاستانير، لعدم استبعاد اللجوء لفرض حالة الطوارئ.

 

محاولات لتنظيف الشوارع فى باريس
 
محاولات لتنظيف الشوارع فى باريس

 

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق