«الجنس في الجنة» يشعل الفتنة بين العلماء: ليست هذه أصول الدين

الجمعة، 07 ديسمبر 2018 09:00 ص
«الجنس في الجنة» يشعل الفتنة بين العلماء: ليست هذه أصول الدين
فتنة الجنس فى الجنة تشتعل بسبب تصريحات خالد الجندى

 
أثارت تصريحات الشيخ خالد الجندي، الداعية الإسلامي، وعضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، حول عدم وجود علاقات جنسية في الجنة، واختفاء الأعضاء التناسلية، وبطلان مهمتها، وتلاشي هذه الأعضاء بتوقف وظيفتها، حالة من الجدل الواسعة بين علماء الدين.
 
الجندي نفى أيضا مسألة الزواج من الحور العين، أو التناسل، أو وجود الحيض والنفاس والولادة، و«الاستحلام»، والشهوة، و«التغوط»، وهي الحاجة إلى دخول دورة المياه، معللا ذلك بقاعدة: «لا نعبدك طمعا في جنتك أو خوفا من نارك.. بل نعبدك لأنك أهل لذلك.
 
في غضون ذلك، شن الدكتور عبدالفتاح خضر، أستاذ الدراسات القرآنية بجامعة الأزهر، هجوما على الداعية خالد الجندي، متابعا: «يثير البلبلة مع قرين له لشغل الرأي العام في فروع الدين لإحداث ضجة إعلامية في الوقت الذي ينشغل فيه العالم ببيع التقنيات لنا بالمليارات».
 
وأضاف خضر، في تصريحات صحفية في وقت سابق من يوم الخميس، أنه «بدلا من إثارة هذه الأمور هو والهلالي، كان يجب عليهما التركيز على تنمية وبناء الذات ودفع الناس للعمل بعيدا عن أحاديث الجنس والشهوة والمساس بأمور المواريث وغيره».
 
وتابع: «نحن بحاجة إلى العمل والانشغال بقضايا كبرى.. ليست هذه أصول الدين، ومع ذلك نقول أن شهوة العاطفة لا الحاجة هي التي تقود المؤمن في الجنة لطلب الملذات، فما يطلبه المؤمن من أكل وشرب في الجنة ليس بسبب الجوع بل من باب شهوة العاطفة أنه يريد التلذذ بطعم الأكل، لأن الجنة لا يوجد فيها جوع بل للتلذذ بشهوة العاطفة».
 
وبحسب خضر، فإن «العلاقات الجنسية موجودة في الجنة بنفس الطريقة وهي التلذذ بنعيم الجنة للمؤمن، ولمن ترك الحرام في الدنيا لوجه الله فيمنحه الله إياه للتنعم والتلذذ به ومنه الحور العين، وأن يعطي الرجل الواحد قوة 100 رجل في الجماع، وذلك بنص أحاديث ثابتة فى مسألة قوة العلاقة».

photo

عبد الفتاح خضر أستاذ الدراسات القرآنية

 
وأكمل: «أما وجود الحور العين والعلاقة نفسها فدل عليه قوله تعالى: (وزوجناهم بحور عين)، و(وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ)، ما يدل على وجود شهوة، ووجود حور عين.. قد يختلف شكل العلاقة لكنها موجودة بشهوة موجودة في الإنسان».
 
ولفت خضر، إلى ما رواه الترمذي عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ: «يُعْطَى الْمُؤْمِنُ فِي الْجَنَّةِ قُوَّةَ كَذَا وَكَذَا مِنَ الْجِمَاعِ"، مدللا بالحديث على وجود الجماع، والعلاقة الجنسية بل ومضاعفتها في الجنة». 
 
بدوره، أكد الدكتور نوح العيسوي، مدير عام فتوى وزارة الأوقاف، أن العلاقات الجنسية في الجنة موجودة بنصوص القرآن والأحاديث، ولم ينكرها أحد بل هناك اتفاق حولها، ولا يوجد خلاف في هذه الأمور بين العلماء إلا في القدرة على الإنجاب من عدمه، حيث نصت أحاديث نبوية على أن الانجاب يكون تلبية لرغبة الرجل بأن يأتيه الطفل في ساعة مكتملا.
download
الدكتور نوح العيسوي
 
وأضاف العيسوي، في تصريحات صحفية في وقت سابق من يوم الخميس، أن «العُلَماء اختلفوا في ذلك، فقال بَعْضهم هناك توالد ونسْل، مُسْتَدِلِّين بحديثٍ رَوَاه التِّرمذي بسند حسن: (المؤمن إذا اشتهى الوَلَد في الجنة كان حمله ووضعه وسِنُّه في ساعة كما يَشْتهي)، قال الترمذي: اختلف أهل العلم في هذا، فقال بعضهم: في الجَنَّة جماع ولا يكون ولد، وهو مروي عن طاووس وعن مُجاهد والنخعي، وقال إسحاق بن إبراهيم في هذا الحديث: إذا اشتهى ولكن لا يشتهي».
 
ولافت مدير عام فتوى وزارة الأوقاف، إلى أن هناك رأييْن في التَّوالد، قال بعضهم: لا توالد، وقال بعضهم الآخر: فيه توالد ولكن إذا اشتهى الرجل ذلك، ويكون الحمل والوضع والسن ـ الذي يريده الإنسان طِفْلًا أو شابًا مثلًا ـ في ساعة أي زمن وَجيز، وهذا الكلام قيل: إنه موقوف لم يُرفع إلى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ، وقيل: مرفوع إليه بإسناد حسن، أو كالمرفوع إليه؛ لأنه لا مجال فيه للرأي.
 
من ناحيته، رفض النائب الدكتور عمر حمروش، أمين سر اللجنة الدينية بمجلس النواب، وأستاذ أصول الفقه بكلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر، التعليق على الفتوى.
 
وقال حمروش: «هذه أمور يعلمها الله والكلام فيها معناه كأننا نحاسب الله تبارك وتعالى وحاشاه أن يحاسبه أحد، والأولى ألا ننشغل بغيبيات دقيقة لم نراها ووردتنا في أحاديث ونفتي بفتاوى تضيق الأمور وما عند الله كثير يجب أن نتوقف حياله فيما لم نراه وهي فروع يجب ألا تشغلنا».
 
990
عمر حمروش أمين سر اللجنة الدينية
 
وأضاف حمروش، في تصريحات صحفية في وقت سابق من يوم الخميس، أن «العمل الصالح أولى فهو الذى يقربك من الله ويدخلك الجنة والله يعطي العطاء الوفير أكبر من تخيلاتنا ونقاشتنا، التي نبتذلها وكأننا نحاسب ربنا وهو الذي يعطى دون حساب فلماذا العد والتفصيل في ذلك.
 
وطالب أمين دينية النواب، الجميع بالتوقف عن مثل هذه الأمور والانشغال بالعمل، والتدقيق في كل كلمه، أما ما هو في علم الله فلا كلام فيه حتى لا نتخبط ونخطئ عن جهل منا بما غاب عنا.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق