قصة منتصف الليل.. «علا» تنتقم من طليقها وزوجته في «دورة المياه»

الخميس، 06 ديسمبر 2018 10:00 م
قصة منتصف الليل.. «علا» تنتقم من طليقها وزوجته في «دورة المياه»
إسراء بدر

 

استيقظت «علا» على أصوات طرق الباب بشكل مزعج، فأسرعت لفهم سببها فوجدت ابنتها التي لم تتخط الإثنى عشر عاما تقف منتظرة فتح الباب وهي غارقة فى الدموع فحاولت سؤالها عن حالها، لكنها التزمت الصمت ودخلت غرفتها وأغلقت الباب جيدا، حتى لا يتسنى لأحد الوصول إليها، وبعد دقائق عاد الابن الأصغر إلى المنزل وبدأ يروي لأمه ما حدث مع أخته.

حيث قضى الطفلان إجازتهم الأسبوعية في منزل أبيهم وزوجته الثانية، بعد ما انفصل عن «علا» واتفقا على هذه الزيارة منذ عدة سنوات، والتزم الطرفان بها حتى لا ينقطع التواصل بين الأب والأبناء ويتعذبا نتيجة الانفصال الذي لم يكن لهما دخل فيه، وكانت زوجة أبيهما تعاملهما بأسلوب مريب إلى أن صنعت مشكلة هذه المرة حطمت البنت الكبرى نفسيا.

فقد كانت تطلب من الفتاة أن تساعدها في الأعمال المنزلية كأي ابنة ووالدتها، ومع الوقت كانت تتزايد المهام المنزلية ولم تحاول الابنة الاعتراض، خاصة بعدما وجدت أبيها يوافق زوجته على أفعالها فلم تفكر في الشكوى لأمها خوفا من أن تمنعها من زيارة أبيها مجددا، ولكن هذه المرة طلبت زوجة الأب من الابنة أن تغسل دورة المياه جيدا وبعدما انتهت من هذه المهمة وجدت زوجة أبيها تصيح في وجهها وتوبخها، معللة سبب عصبيتها بأن دورة المياه لم تنظف جيدا مثلما تريد.

حاولت الابنة تهدئتها ولكنها لم تنصاع وراء طيبة الطفلة وطلبها العفو فقررت أن تضع لها نصيبها في الطعام فى أرض دورة المياه وقالت: «لو أنتي عاجبك شكل الحمام كدا يبقى تقعدى تاكلي فيه ومن غير طبق، تاكلي الأكل من على الأرض يا إما تنضفيه لحد ما يبقى بيلمع وتقدري تاكلي فيه بدل الطبق».

فالتفتت الفتاة خلفها لتجد أبيها يقف ويلعب دور المتفرج دون إبداء اعتراض على أفعال زوجته ولكن الطفلة هذه المرة لم تتقبل الأمر ودخلت فى نوبة بكاء وخرجت من المنزل مسرعة دون أن تعلق بكلمة واحدة فأيقن شقيقها حينها أنها ستعود إلى المنزل فخرج وراءها ليلحق بها.

فشعرت «علا» بالأسى والحسرة، التي لحقت بطفلتها فقررت أن ترد لطليقها وزوجته الصاع صاعين، فانتظرت للإجازة التالية وهاتفت طليقها وعرضت عليها قبول دعوة تناول الغداء في بيتها هو وزوجته، وهاتفت زوجته لتؤكد عليها الأمر بكلمات محفزة تتخللها ضحكات ومناقشات في أمور الحياة، وكأنها لا تعلم شيء عما حدث مع ابنتها.

وفور وصول طليقها وزوجته استقبلتهما بابتسامة عريضة وعند حلول موعد الغداء فتحت لهم باب دورة المياه وطلبت منهما الدخول ليجدا الأرض تحولت إلى مائدة طعام بها كل ما لذ وطاب قائلة: «أنا حطيت الأكل في أطباق عشان حرام أحطه عالأرض لكن دا الأكل اتفضلوا كلوا»، وأغلقت باب دورة المياه بالمفتاح من الخارج وتركتهما به لليوم التالي دون خوف عليهما، فالطعام متوفر لهما وإذا احتاجوا قضاء حاجتهما فهما بالفعل في دورة المياه، وإذا شعروا بالعطش فالمياه لا يوجد أكثر منها في هذه الغرفة.

وهنا شعرت الأم أنها حصلت على حق طفلتها البريئة التي اعتادت على عدم الشكوى، عندما وجدتها تنظر إليهما وتمحو بيداها آثار دموعها لتتحول لابتسامة رضا عما فعلته أمها لاسترداد كرامتها، وفي اليوم التالي عفت عنهما «علا» وسمحت لهما بالخروج من دورة المياه فحاول طليقها أن يعترض على ما فعله ولكنها اكتفت بقولها: «أنت سيبت بنتك تتهان من مراتك أدام عينيك ومصعبتش عليك إزاي بعد كدا أنت ومراتك تصعبوا عليها، على الاقل أنا حطيتلكم الأكل في أطباق لأنكم حتى لو كلاب أو قطط هاحطلكم الأكل في أطباق معززين مكرمين مش في أرض الحمام».

فالتزم طليقها وزوجته الصمت وخرجا من المنزل بهدوء واستقبلت «علا» من طفلتها قبلة على خدها تحمل كل معاني الحب والتقدير والإعزاز، ورفض الطفلان بعد هذا الموقف التواصل مع الأب مجددا، واكتفيا بمن حافظت على كرامتهما.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة