جابر عصفور: الأزهر يعرقل تجديد الخطاب الديني

الأحد، 09 ديسمبر 2018 01:00 م
جابر عصفور: الأزهر يعرقل تجديد الخطاب الديني
الدكتور جابر عصفور- وزير الثقافة الأسبق

 
قال الدكتور جابر عصفور، وزير الثقافة الأسبق، إن «المشهد الثقافي الآن ربما بدا أفضل لأنه أصبح هناك اتفاق على أهمية الثقافة، فالثقافة في الفترات السابقة لم يكن هناك اهتمام بها، ولكن من الواضح أنه مع بداية الفترة الثانية من حكم الرئيس عبدالفتاح السيسي بدأت الثقافة تدخل ضمن الأولويات.
 
وأضاف عصفور، في تصريحات صحفية، أن ما يحدث الآن أمر جيد، لأنه من البداية أقول إنه لن تتحقق التنمية من غير الثقافة، والآن أصبح الاهتمام بالثقافة جزءا من خطة التنمية، وما يقال عن بناء الإنسان بشكل عام هو جزء منه بالدرجة الأولى ثقافة.
 
وتولى عصفور، حقيبة «الثقافة» فى فترة مهمة للغاية، وقبلها وبعدها وأثناءها دخل فى معارك كثيرة حول العديد من القضايا الفكرية، ودائما ما كانت تصريحاته محورا للكثير من الجدل، خاصة فيما يتعلق بدعوته لإنتاج أفلام تجسد الأنبياء والرسل.
 
وعن ملف تجديد الخطاب الديني، كشف وزير الثقافة الأسبق، وجود عراقيل بشأن تجديد الخطاب الديني، متابعا: «أظن أن على رأس هذه العراقيل الأزهر، لأن الأزهر للأسف تحول إلى سلطة دينية، رغم أنه لا يوجد في الإسلام سلطة دينية، وللأسف هذا أول شيء يعرقل تجديد الخطاب الديني».
 
وتابع: «من المفارقات أن الذى جمد الخطاب الديني هو المطلوب منه تجديد الخطاب الديني، فلا يمكن أن تطلب ممن تسبب في الأزمة أن يحل الأزمة بل تطلب من غيره في هذه الحالة أن يحلها»، مشيرا إلى أن تجديد الخطاب الديني يتم من خلال أقلية أزهرية مستنيرة ومجموعة من المثقفين العارفين بتراثنا، والمثقفين المدنيين، فمع هذه الأقلية المستنيرة ومع المثقفين المهتمين بالتراث يمكن تجديد الخطاب الديني.
 
وحول دور السينما والمثقفين والأدب في مواجهة الفكر المتطرف، قال عصفور: «أظن أنه دور مهم جدا، فمن الممكن حلقة تليفزيون أو تمثيلية من مسلسلات وحيد حامد، أو أسامة أنور عكاشة لها تأثير أهم من 100 كتاب خاصة أن المجتمع المصري ما زال يعانى من الأمية، فالدور الثقافي هو دور جوهري ومحوري فى مواجهة ثقافة التخلف التي تتحول إلى إرهاب ديني».
 
وعن معركته الكبيرة بشأن تجسيد الأنبياء في الدراما والسينما مع الأزهر، قال وزير الثقافة الأسبق: «ما زلت عندي رأيي إلى الآن.. مازال رأيى أن الأزهر مخطئ في منع الأفلام الخاصة بالصحابة والرسل، فالمسيحى يريد فيلما يجد فيه النبي عيسى فهذا شأنه فهو موافق على ذلك فتخيل مصر التي عرضت فى الخمسينيات فيلما لطه حسين كرواية كان اسمه الوعد الحق، ونشرها طه حسين وتحولت لفيلم سينمائي باسم ظهور الإسلام، وظهر فيه كل الصحابة الذين كانوا حول النبي (ص) وقت ظهور الإسلام، ولم يكن هناك أي شىء يحول دون ذلك».
 
وأضاف: «وأنا شخصيا وأنا طالب شاهدت هذا الفيلم، وأتذكر المشاهد حين كان الكفار يعذبون المسلمين ويضعون حجارة وحديدا على أجسادهم وعلى سيدنا بلال ويقولون اكفر بإسلامك فكان يرد أحد أحد، فأنا مازلت أتذكر هذا الأمر، وقد تأثرنا كثيرا بالصحابة الأوائل، وما لقوه من عذاب في أيام الجاهلية حتى نصر الله الإسلام، وتأسست الدولة الإسلامية مع سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام، فأنت تمنع أشياء هي مهمة للغاية بالنسبة للناس، فأنا دخلت السينما مع الناس وشاهدت فيلم (عذاب المسيح)، ورأيت بنفسى مسلمين ومسيحيين كيف تأثروا بالعذاب الذي تعرض له سيدنا المسيح».
 
وأكمل عصفور: «أنت توضح في الأفلام التضحيات التي بذلها الأنبياء من أجل نشر دين الله من خلال الاستعانة بكل وسائل التكنولوجيا في إظهار هذا الأمر، فهذا سيكون له تأثير كبير على الناس، ومنع هذا الأمر هو جمود وعدم فهم لطبيعة التكنولوجيا الحديثة التي أصبحت في عقول الناس».
 
وتابع: «فالعالم يتحدث الآن عن الجينوم وكيف تغير الجينات قبل أن يتكون الجنين، وهناك تطور علمى مذهل فى أن تتحكم فى بذرة الجنين من خلال وسائل معينة، وتزيح من خلال خلايا بعينها كل الأمراض التى قد تحدث فى وقت لاحق للجنين فالدنيا تغيرت، والتقدم العلمي المذهل في كل مجالات المعرفة يجعلك تغير آراءك وأفكارك وتعاملك الديني، فلابد أن تعمل حاجة جديدة اسمها فقه الاستحداثات، وثمة تجد صالح الجماعة فاذهب إليه». 
 
وحول طريقة مواجهة فتاوى التيار السلفي، قال عصفور إنه ممكن بكل الوسائل الممكنة، «أولا الرد بالكلمة وهذا يفعله كبار المثقفين، وثانيا ببقية أدوات الثقافة ونقول للأعور أنت أعور في عينه، وليس هناك شخص لديه قداسة وحق الاجتهاد مكفول لكل إنسان، وحق الخطأ وارد لكل مسلم».
 
وعن استمرار حزب النور حتى الآن رغم أن الدستور ينص على منع الأحزاب الدينية، علق وزير الثقافة الأسبق: «هذا هزار، وجود أحزاب دينية يعني أننا نهزر، وأنا موافق على ما يقوله الرئيس بأننا دولة مدنية ديمقراطية حديثة، وما يتعارض مع دولة مدنية ديمقراطية حديثة لابد من الإطاحة به بوضوح وحسم  ومن غير أن أمسك العصا من المنتصف».
 
وحول ما يطرحه البعض عن دعوات للمصالحة مع الإخوان، شدد عصفور على أنه لا مصالحة مع الإخوان، مضيفا: «لا بالطبع.. لا مصالحة مع الإخوان لأن الإخوان مشروعهم بناء دولة دينية، وبناء دولة دينية سيقودك إلى كارثة، فعلينا أن ننظر إلى مصر قبل الإخوان ومصر بعد الإخوان، ونرى مصر خلال السنة المهببة التي استولوا فيها على الحكم فى مصر.. وأن نعرف ما خسرناه على كل المستويات، فأى مصالحة هذه إذا كان مشروع الإخوان ضد مصر كدولة وكأفراد، فهم ضد الدولة المدنية من الأساس لأنهم يؤمنون بفكرة الخلافة».
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق