ثلث قصار القامة بالعالم في مصر.. 200 ألف منهم يطالبون بتفعيل ضمهم لذوي الاحتياجات الخاصة

الأحد، 09 ديسمبر 2018 04:00 ص
ثلث قصار القامة بالعالم في مصر.. 200 ألف منهم يطالبون بتفعيل ضمهم لذوي الاحتياجات الخاصة
قصار القامة
ريهام عاطف

 
«قصار القامة» فى مصر يمثلون ثلث عدد الأقزام فى العالم، حيث يتخطى عددهم 200 ألف قزم لهم عالمهم الخاص، فمنهم من تقوقع داخل عالمه، ومنهم من اعتبر قصر القامة ليس إعاقة وإنما هو انطلاقة، وفى عام 2014 قام الفنان خليل جمعة بتأسيس فرقة الأقزام للفنون الشعبية، كما نجح العديد منهم فى تحقيق الميداليات المختلفة فى مجال الرياضة مثل محمد رفيق الذى نجح فى الحصول على الميدالية الذهبية فى بطولة أفريقيا لرفع الأثقال، ودخل آخرون مجال التمثيل والشعر والأدب والمحاماة. 
 
وترجع أسباب التقزم كما أشارت العديد من الأبحاث الطبية إلى نقص التعظم الغضروفى ونقص فى هرمون النمو أثناء فترة الطفولة والذى يتم إفرازه بواسطة الغدة النخامية التى تعرف باسم المايسترو، ويكون هذا الهرمون وظيفته التحكم فى عملية التمثيل الغذائى.
 
وحاول الأقزام خلال السنوات الماضية الحصول على حقوقهم المشروعة، وتوفير الغطاء الاجتماعى الذى يمكن أن يلتف حوله الجميع للحصول على المساعدات سواء الصحية أو الاجتماعية، والتعبير عن آرائهم ومشكلاتهم، فنشأت فى البداية جمعية الأقزام ثم تلتها العديد من المحاولات. 
 
أحمد عبدالرازق، "رئيس رابطة الأقزام"، أثنى فى البداية على كل الجهود التى تقوم بها الدولة خاصة بعد ضم الأقزام ضمن ذوى الاحتياجات الخاصة بموجب المادة 81 من الدستور المصرى، وقال: «إن مواد القانون كافية وتغطى أغلب احتياجاتنا وكل ما نتمناه هو أن تكون اللائحة التنفيذية بنفس قوة القانون، وأن يتم تفعيله ولا يصبح مجرد حبر على ورق، فما هو سبب التباطؤ فى إصدار اللائحة التنفيذية رغم أن الرئيس عبدالفتاح السيسى وافق على القانون فى شهر فبراير الماضى، وآلية التنفيذ هى الأهم ونحن نحتاج إلى الحصول على حقنا فى نسبة الـ 5% وهو ما قد يوفر لنا فرص عمل، بالإضافة إلى الحصول على سيارات بدون جمارك ومعاش ورعاية صحية وكل ذلك من شأنه توفيرحياة كريمة لنا».
 
وأضاف أن هناك العديد من المشكلات التى تواجهنا سواء عند دخول المدارس أو فى العمل، فالمشكلة الحقيقية هى الجهل بتطبيق مفهوم الدمج وعدم توفير الأماكن المناسبة لتستقبل المدارس ذوى الإعاقة والأقزام، والمشكلة الأهم والتى تجعل الكثير من الأقزام يصابون بالانطواء هى نظرة المجتمع لنا، فهى العائق الحقيقى، ولذلك نسعى لتوعية المجتمع وتغيير تلك النظرة، وهذا أيضا هو دور الإعلام ورجال الدين فى المساجد والكنائس، خاصة ونحن فى عام ذوى الاحتياجات الخاصة، فلا بد من تقدير قيمة الإنسان مهما كان الاختلاف، ويجب على الدولة الاهتمام بالتوعية وزرع مبادئ الأخلاق فى الأطفال، بجانب تطويرمناهج التربية والتعليم، والاهتمام بالبحث العلمى وتحفيز العلماء على ذلك بجانب الاهتمام بالصحة، وكل ذلك يقلل من الإعاقة ومشاكلها ويساعد ذوى الإعاقة على التعايش بإعاقتهم دون الإحساس بالاختلاف.
 
ويقول محمد على، الطالب بكلية الحقوق، إن قصار القامة لا يحصلون على أى من حقوقهم وكثير منهم لا يستكملون مراحلهم الدراسية، نتيجة نظرة المجتمع السلبية لهم وعدم تقديرهم كغيرهم من أقرانهم من الأسوياء وكل ما يحتاجه القزم هو توفير كل سبل الرعاية منذ الصغر مع إتاحة وسائل مواصلات مناسبة لطبيعة حالتهم ومساكن ضمن الأسر الأولى بالرعاية مع توفير كارنيه التأهيل المهنى وشهادة الـ 5 % لكى توفر له وظيفة محترمة، فأنا عانيت كثيرا حتى أكمل تعليمى ويكون لدى شأن فى المجتمع ولولا تشجيع أبى وأمى ما تقدمت خطوة. 
 
«أنا مبعرفش أجرى ورا الأتوبيس وفى الفصل كنت بعانى لأنى مش شايف السبورة، بالإضافة إلى سخرية زملائى منى وبصراحة مستحملتش وسبت التعليم كله ومن يومها وأنا بشتغل أى حاجة».. بهذه الكلمات المشبعة بالمرارة عكس «حسن عمران» قهوجى، حالة الأقزام.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق