«تتبدل الأحوال وتظل صنعته خالدة».. محطات رئيسية في حياة نجيب محفوظ

الثلاثاء، 11 ديسمبر 2018 11:00 م
«تتبدل الأحوال وتظل صنعته خالدة».. محطات رئيسية في حياة نجيب محفوظ
كتب| أحمد قنديل

«في عام 2463، جلست الجدة متكأة بجوار أحفادها أعلى البساط التكنولوجي الطائر، يتجولون في الأرجاء وسط زحام السيارات الطائرة، ثم همت العجوز كما جرت العادة لتستعرض حدوتها التاريخية عبر شاشة العرض التساعية الأبعاد، وبمجرد أن حركت الأزرار، وبدأت الصور والمقاطع التاريخية في الظهور عبر الشاشة الحديثة لترصد شكل مصر إنذاك الوقت، واندمجت الجدة في سرد للروايات المصرية التي تعود وقائعها إلى ما يقرب من 600 عام، باغتها أحد الأطفال بسؤاله عن هوية مؤلف تلك الروايات، وهو ما دفع الجدة للابتسام تعبيرًا عن سعادتها بافتتاح الحديث حول الرجل الذي بقيت ذكراه محفورة في سجلات تاريخ الأمم العربية رغم تغير كل شيء من حولهم».. ربما تتغير بعد مئات السنين ملامح الكون وقد تكون أقرب لهذا التصور أو ما عكسه تمامًا تزامنًا مع ما نشهده يومًا تلو الأخر، إلا أن هناك ما سيظل راسخًا في العقول والقلوب ولن يختفي أبدًا مهما تبدلت الأحوال.

أحد الأمور القليلة التي لا يمكن أن تمحى أبدًا مهما تغيرت الأحوال أو مر الوقت، هو  الروائي المصري نجيب محفوظ الحاصد الأول لجائزة نوبل في الأدب العربي، وكذلك أعماله التي متوقع لها بقائها خالدة لتضمنها أجزاء غير بقليلة لتاريخ الأحوال المصرية.

تحل اليوم في الحادي عشر من ديسمبر ذكرى ميلاد الكاتب والروائي المصري نجيب محفوظ، والتي اعتمدت أغلب أعماله على رصد أحوال الحارة الشعبية وما تمثله من عوالم.

 

المسيرة الحياتية

وُلد نجيب محفوظ في حي الجمالية بالقاهرة، وكان والده يعمل موظفاً، وكان نجيب أصغر إخوته، ولأن الفرق بينه وبين أقرب إخوته سنًا إليه كان عشر سنواتٍ فقد عومل كأنه طفلٌ وحيد، والتحق بجامعة القاهرة في 1930 وحصل على ليسانس الفلسفة، ثم انضم إلى السلك الحكومي ليعمل سكرتيرًا برلمانيًا في وزارة الأوقاف، ثم مديرًا لمؤسسة القرض الحسن في الوزارة حتى 1954. وعمل بعدها مديراً لمكتب وزير الإرشاد، ثم انتقل إلى وزارة الثقافة مديرًا للرقابة على المصنفات الفنية، وفي 1960 عمل مديرًا عامًا لمؤسسة دعم السينما، ثم مستشارًا للمؤسسة العامة للسينما والإذاعة والتلفزيون، وكان آخر منصبٍ حكومي شغله كان رئيس مجلس إدارة المؤسسة العامة للسينما، وتقاعد بعده ليصبح أحد كتاب مؤسسة الأهرام، في فترة توقفه عن الكتابة بعد ثورة 1952 من السيدة عطية الله إبراهيم، وأخفى خبر زواجه عمن حوله لعشر سنوات متعللاً عن عدم زواجه بانشغاله برعاية أمه وأخته الأرملة وأطفالها.

 

مسيرته الأدبية

بدأ نجيب محفوظ الكتابة في منتصف الثلاثينيات، وكان ينشر قصصه القصيرة في مجلة الرسالة، ونشر روايته الأولى عبث الأقدار التي تقدم مفهومه عن الواقعية التاريخية. ثم نشر كفاح طيبة ورادوبيس منهيًا ثلاثية تاريخية في زمن الفراعنة.

في عام 1945 بدأ نجيب محفوظ خطه الروائي الواقعي الذي حافظ عليه في معظم مسيرته الأدبية برواية القاهرة الجديدة، ثم خان الخليلي وزقاق المدق، ومن أشهر أعماله: الثلاثية وأولاد حارتنا والتي مُنعت من النشر في مصر منذ صدورها وحتى وقتٍ قريب، لاتهامه بتعمد طعن الأديان من خلال روايته، وتعد رواياته من أكثر الأعمال التي ترجمت لأعمال فنية معروضة على الشاشة.

ويُصنف أدب محفوظ باعتباره أدبًا واقعيًا، فإن مواضيعا وجودية تظهر فيه.

 

محاولة اغتياله

تعرض محفوظ في أكتوبر 1995، لمحاولة اغتيال، حيث أقدمن شابين على طعنه في عنقه، لاتهامه بالكفر والخروج عن الملة بسبب روايته المثيرة للجدل أولاد حارتنا.

 

وفاته

تُوفي نجيب محفوظ في بداية 29 أغسطس 2006 عن عمر ناهز 95 عامًا إثر قرحة نازفة بعد عشرين يوماً من دخوله مستشفى الشرطة في حي العجوزة في محافظة الجيزة لإصابته بمشكلات صحية في الرئة والكليتين.

وبعد مرور 12 عام على وفاة محفوظ، و 80 سنة على أول رواية كتبها، إلا أن الجميع وصف أعماله بالخالدة لما تتضمنه من واقعية اجتماعية ترصد تاريخ مصر خلال عصور مختلفة.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق