تركيا خاوية على عروشها.. كيف أجبر ديكتاتور أنقرة الشباب على الفرار؟

الأربعاء، 12 ديسمبر 2018 10:00 ص
تركيا خاوية على عروشها.. كيف أجبر ديكتاتور أنقرة الشباب على الفرار؟
الرئيس التركي رجب طيب اردوغان

انكشف الوجه القبيح لعشرات الجمعيات التركية التي تستغل الغطاء الخيري، من أجل دعم الجماعات الإرهابية- تحت رعاية الرئيس الديكتاتور رجب طيب أردوغان- فتجد جمعيات الخير في تركيا تستجدي عطف المواطنين بدعوى الإنفاق على المشروعات الخيرية وبناء المساجد والمستشفيات ومساعدة الفقراء واللاجئين، ومن ثم تقدمها على طبق من ذهب إلى الميليشيات الإرهابية لمواصلة القتل والدمار في سوريا، التي يدعمها إردوغان بأموال الشعب الفقير. وهو ما دفع الشباب إلى الهروب.
 
تركوا كل شيء، بعدما أغلق رجب إردوغان في وجوههم أبواب الحلم والحياة، ولو عند حد الكفاف، ودفعهم للهجرة بكل اتجاه، للخلاص من القمع والجوع، والفرار من سلطنة بلا مستقبل، حتى بات هروب الشباب أشبه بتهجير قسري لجيل كامل، بات يطلق عليه جيل الفرار.

صحيفة كابيتال اليونانية نشرت أمس الاثنين تحقيقا بعنوان "آلاف الشباب يهجرون تركيا"، مشيرة إلى المستقبل المظلم الذي يواجه الأجيال الشابة هناك، على خلفية الأزمة الطاحنة التي يتعرض لها الاقتصاد التركي، بالتوازي مع الهبوط الحاد لليرة.

الصحيفة لفتت إلى بيانات معهد الإحصاء في أنقرة التي تؤكد ارتفاع أعداد النازحين من البلاد إلى 250 ألف شخص خلال عام 2017 فقط. وتوقعت تزايد أعداد المهاجرين العام الجاري بسبب ارتفاع حدة الأزمة، بينما يدير معظم الشباب والمتعلمين ظهورهم لإردوغان.

"كابيتال" قالت إن ما يقرب من نصف المهاجرين تتراوح أعمارهم بين 25 و34 سنة، 57٪ منهم يعيشون في المدن الكبرى مثل إسطنبول وأنقرة وإزمير، التي يرتفع بها معدل معارضة حكومة العدالة والتنمية، حسب استطلاعات الرأي الأخيرة.

القمع والفصل التعسفي والتنكيل ممارسات أجبرت الشباب على الهروب من الانتقام المباشر، في أعقاب مسرحية الانقلاب في يوليو 2016، فلم يعد الأتراك يرون مستقبلاً في البلاد التي تقيد سلطاتها حقوقهم الأساسية.

استندت الصحيفة إلى تقرير آخر أعده حزب الشعب الجمهوري، أظهر أن العمالة الماهرة باتت تفضل الهجرة والعيش بالخارج، نتيجة للضغوط السياسية والاضطرابات الاقتصادية المتزايدة خلال حكم حزب العدالة والتنمية الممتد منذ في 2002.

التقرير الذي حرره نائب رئيس الحزب فتحي أشيكال أكد هجرة 69 ألفا و326 مواطنا خلال عام 2016، مشددا على تزايد هجرة العقول يوميا بسبب السياسات الجائرة، لافتا إلى أن اثنين من كل 5 مهاجرين تتراوح أعمارهم بين 20 و34 عاما، وأن نسبة النساء في أوساط الفارين ارتفعت خلال عام واحد من 37% إلى 42 %.




احتلت تركيا المرتبة الثالثة عالميًا بين الدول الأكثر تهجيرًا للأثرياء، حسب التقرير، ويشغل المتعلمون وسكان المدن نسبة كبيرة من بين المهاجرين، ففي عام 2017 غادر أكثر من 5 آلاف مستثمر، بينما شهدت الثلاث سنوات الأخيرة هروب 13 ألف رجل أعمال، لتخسر أنقرة 220 مليار دولار نتيجة فرار الطبقة الرأسمالية إلى 20 دولة عضوة في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية.

أضاف التقرير: خلال عام 2016 كان أكثر من 1000 مهندس من بين 24 ألفا توجهوا للعمل خارج تركيا، بينهم نحو 100 مهندس معماري، مؤكدا أن الأكاديميين والأطباء بين المهن التي تتزايد معدلات هجرتها بسرعة، وتتمتع بأهمية كبيرة في الخارج.

أحد الأسباب الأساسية لهجرة العقول تتمثل في سياسات حزب العدالة والتنمية، وأن تطبيق برامج عودة خاصة للتصدي لها يعد اعترافا صريحا بها، غير أن الحكومة لا ترى أن إجراءاتها الخاطئة أساس للمشكلة، فيما يعتقد حزب إردوغان أنه بوسعه مواجهة الأزمة بالسياسات السطحية.

الأمر لم يقتصر على الأتراك، إذ كشفت بيانات معهد الإحصاء التركي عن ارتفاع نسبة فرار الأجانب إلى البلدان الأخرى، بنسبة 42%، لتصل إلى 253 ألف مغادر عام 201، بينهم  54% من الرجال و47.7% من النساء.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق