غريق الوراق وعصابة آخر الليل.. النيل أمامه والبلطجية خلفه (فيديو وصور)

 

لم يكن يعرف أنه خروجه عن خط سيره اليومي الروتيني سيضع حدا لحياته التي ظلت تسير على وتيرة واحدة، فالشاب الثلاثيني النحيل ابن حى الوراق، اعتاد يوميا، الخروج صباحا للعمل بالمقهى الشعبي الذي أصبح جزءا من حياته، والعودة مساءا إلى مسكنه بشارع المسابك، للجلوس بصحبة زوجته حتى الخلود للنوم.

 

ورغم أن يوم «ياسر محمد حسن» التالي لا يحمل جديدا ويمر بنفس تفاصيله، غير أنه أحيانا يجالس أصدقائه فترات قصيرة، يتحدث معهم ثم يتركهم للعودة إلى حياته الهادئة. وفي ليلته الأخيرة عاد «ياسر» من عمله مساء إلى منزله، إلا أن صديقيه «محمود» و«عادل» اللذان يرتبطان أيضا بعلاقة جيرة به طلبا منه قضاء بعض الوقت بصحبتهما.

 

واعتاد الثنائي، التوجه إلى الصيد في نهر النيل القريب من الشارع الذي يقيمون به، فاستجاب لهما «ياسر» ورافقهما إلى حيث مكان الصيد بالقرب من مبنى وزارة الري بالوراق. وجلس الثلاثة سويا، يتابع «ياسر» أدوات الصيد الخاصة بصديقيه ومهارتهما في صيد الأسماك.

 

 

 بعد مرور بعض الوقت فوجىء الأصدقاء الثلاثة، بـ 3 أشخاص يهددونهم بالأسلحة البيضاء والشوم، لسرقتهم بالإكراه، وخلال السرقة حاول «ياسر» الإفلات من الجناة، فقفز بنهر النيل، حاول التشكيل العصابى تتبعه إلا أنه اختفى عن أنظارهم بعد أن ألقوا عليه الحجارة.

 

 عادا صديقاه إلى منزله بعد فشلهما في العثور عليه، اعتقادا منهما أنه تمكن من الهرب والعودة إلى مسكنه، ويكتشفا أيضا أن «ياسر» لم يعد للمنزل، وفي اليوم التالي عثر أفراد أسرته على جثته بنهر النيل، بالقرب من مكان الصيد.

 

فشل «ياسر» في السباحة والهرب من المتهمين، وفارق الحياة خلال محاولته النجاة بنفسه من هجوم الجناة المسلحين، تاركا خلفه زوجة تردد دائما: «ياسر كان غلبان، منهم لله اللى كانوا السبب، خربوا بيتي».

 

 

يحكي «محمود» صديق المجني عليه، وأحد شهود الواقعة: «أثناء تواجدنا للصيد بنهر النيل، فوجئنا بـ3 أشخاص يقتربون منا، وسألونا عن أحد الأشخاص يقيم بالشارع الذى نقيم به، فأجابهم ياسر أنه يعرفه، وهو بمثابة الأخ له».

 

ويضيف: «وعقب ذلك انصرف الأشخاص الثلاثة ثم عادوا مرة أخرى وبحوزتهم أسلحة بيضاء وعصا خشبية (شوم) واعتدوا علينا بالضرب واستولوا على متعلقاتنا، إلا أن ياسر نتيجة لشدة تعرضه للضرب قفز بنهر النيل في محاولة للإفلات منهم، إلا أن المتهمين بدأوا في إلقاء الحجارة عليه أثناء محاولته السباحة بنهر النيل».

 

ويكمل: سمحوا لي ولصديقي عادل بالانصراف، وعقب مغادرة المتهمين بدأنا في البحث عن ياسر إلا أننا فشلنا في العثور عليه، فتوجها إلى قسم شرطة الوراق وحررنا محضرا بالواقعة، ليلقي رجال المباحث القبض على المتهمين».

 

 

وتقول مهما زوجة المجني عليه: «تزوجت ياسر منذ سنوات، كان شابا هادىء الطباع، لا يتحدث إلا إذا وجهت له سؤالا أو فتحت معه موضوعا للنقاش، اعتاد العودة من عمله يوميا والجلوس بالمنزل، لقائه بأصدقائه وجيرانه كان قليلا، كان يواجه صعوبة فى النظر، حيث كان مصابا بضعف النظر».

 

وتضيف: «يوم الحادث عقب عودته إلى المنزل، حضر إليه أحد إليه أحد أصدقائه وعرض عليه التوجه بصحبته إلى الصيد من نهر النيل، فوافقه وتوجه وبصحبتهما صديق لهما ثالث، وبعد مرور عدة ساعات فوجئت بوالدة أحد صديقيه تخبرني أن مجهولين هاجموا ياسر ومحمود وعادل أثناء الصيد، لسرقتهم بالإكراه، وقفز ياسر في نهر النيل، كانت تستفسر عن عودته للمنزل من عدمه، فأجبتها أنه لم يحضر منذ خروجه».

 

وتحكي زوجة الضحية: «توجهنا للبحث عنه فلم نعثر عليه، فذهبنا إلى قسم شرطة الوراق، وحررنا محضرا بالواقعة، وصباح اليوم التالي عثرنا عليه مفارقا الحياة بنهر النيل، كان يبعد عدة أمتار فقط عن مكان الصيد الذي هاجمه فيه المتهمين، وهناك أخبرنا خفير خاص معين لحراسة المنطقة أنه شاهد المتهمين أثناء مهاجمتهم لزوجي وصديقيه بالأسلحة، إلا أنه خشى من الدفاع عنهم خوفا من تعرضه للاعتداء من جانب المتهمين».

 

وتضيف: «ياسر مبيعرفش يصطاد ونظره ضعيف، كان عايش في حاله، لكن منهم لله اللي كانوا السبب، خربوا بيتى وتسببوا فى قتل زوجي، كل اللي عايزاه دلوقتي حقه بالقانون».

 

 

في غضون ذلك، كشفت تحريات الرائد هاني مندور رئيس مباحث قسم شرطة الوراق هوية المتهمين، إذ تبين أنهم كل من: «محمود. س» سبق اتهامه في 11 قضية مخدرات وسرقة ومشاجرات، و«رمضان. ط» و«محمود. م» سابق اتهامهما في عدد من القضايا الجنائية.

 

وألقت الشرطة القبض على المتهمين قبل مرور 24 ساعة على ارتكابهم الجريمة، وبمواجهتهم اعترفوا أمام العميد عمرو طلعت رئيس مباحث قطاع شمال الجيزة، والعقيد محمد عرفان مفتش المباحث الجنائية بارتكاب الواقعة، فأخطر اللواء د مصطفى شحاتة مدير أمن الجيزة، وأمرت النيابة بحبس المتهمين على ذمة التحقيق.