غارة أزهرية على فتوى الشيخ خالد: كلام الجندي يدخل في باب فوضى الفتاوى

السبت، 15 ديسمبر 2018 05:00 م
غارة أزهرية على فتوى الشيخ خالد: كلام الجندي يدخل في باب فوضى الفتاوى
الشيخ خالد الجندي

- ياسر: الشيخ متخصص فى الإتيان بالغرائب.. وشبل: الإنسان فى الآخرة سيكون بكامل هيئته التى خلقه الله عليها 
 
بعد التصريحات المثيرة للشيخ خالد الجندى، والتى أحدثت ضجة كبيرة لتناوله الحياة الجنسية فى الجنة، مع غياب الأعضاء التناسلية. كان لعلماء التفسير والحديث بالأزهر أقوال أخرى ردا على هذا،  ففى البداية أكد د. أحمد عشماوى أستاذ التفسير بأصول الدين جامعة الأزهر أن الله سيبدل خلق الإنسان بما يتناسب مع النعيم والمتعة، والعملية الجنسية تدل عليها ظواهر النصوص وهناك الذين أقلعوا عن الحرام فى الدنيا لأن الله سيعوضهم فى الجنة بدليل قوله «وزوجناهم بحور عين»، فما هو الأنس والنعيم والمتعة فى جلوس إنسان مع إنسانة دون أى معانقات وملامسات؟! فالزواج موجود بمضمونه وبمحتوياته، وكلمة «وزوجناهم» معناها نكاح وهو تلامس الرجل بالمرأة.
 
وأشار عشماوى إلى أنه إذا كان ظاهر اللغة العربية وظواهر النصوص القرآنية تدل على ذلك، فلا داعى للتأويل، مؤكداً أن كلام «الجندى» مرسل ولا يقوم على دليل، ونرد عليه بقوله: «قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين» فإن أتى بدليل من القرآن والسنة أومن أقوال الصحابة أو التابعين على كلامه هذا، فسنسلم به، لأن هذا من شأنه إثارة بلبلة بين الجماهير.
 
ويرى «عشماوى» أن كلام الجندى يدخل تحت «باب فوضى الفتاوى» ولفت الأنظار، ومن ِشأنه تفتيت وحدة المسلمين وإحداث فتنة كبيرة.
 
وأضاف العشماوى: فى سورة الرحمن هناك تصريح فى آخرها «ولمن خاف مقام ربه جنتان» فالله يتكلم بالتفصيل فى المرحلة الأولى «فيهن قاصرات الطرف لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان».  فمعنى كلمة «لم يطمثهن» تأكيد على أنهن أبكار، فالله يطمئن الناس بهذا النعيم، نعيم خالص فيه صفاء وراحة وهدوء واطمئنان بأن هذه الحور لم تكن لأحد غيره ولم تر أحدا غيره.
 
وأكد عشماوى أن الطمث كناية عن الجماع. واستكمل فى سورة الواقعة الله يقول «إنا أنشأناهن إنشاء فجعلناهن أبكاراً عربا أترابا» فالله يتكلم عن الحور العين أن تخليقهن جميل وليس لهن مثيل، ويتكلم عن البكارة. وقال عشماوى إن كل الحور العين وزوجات المؤمنين فى الجنة سيكن أبكارا وأن المؤمنين بأنفسهم سيفضون غشاء البكارة. 
 
وختم العشماوى: أن العلاقة الجنسية مثلها مثل أى متعة الإنسان كان يتشوق إليها فى الدنيا، حتماً ستختلف الأمور، ولكن لصالح المتعة، ولذلك الرسول صلى الله عليه وسلم يقول «ليس فى الدنيا من الجنة إلا أسماء» ومعناها أن المتعة الجنسية ستكون موجودة فى الآخرة بصورة أكبر، وكلام الجندى على خلاف ظواهر القرآن ودلالاته، وعبارة عن زوبعة جديدة تضرب فى صفوف المسلمين وفيها ضياع للدين وهز صورة الآخرة وهذا لا يخدم الإسلام أبداً.
 
فيما يرى د.ياسر أحمد مرسى مدرس التفسير بكلية أصول الدين جامعة الأزهر، أن ما قاله الشيخ خالد الجندى عن لذة النكاح ونفيه وجود أعضاء، فهذا يسمى تخصيص من غير مخصص، فهو يتكلم من غير دليل، وما فى الجنة من نعيم أمر غيبى، والأمر الغيبى لا نؤمن به ولا نعتقده إلا عن طريق السماع من الرسول صلى الله عليه وسلم أو ورود نص فى القرآ، فلا يوجد نص فى القرآن يقول أنهم سيتناكحون عن طريق النظر أو العقل أو ما شابه ذلك.
 
وأكد مرسى أن عبدالله بن عباس رضى الله عنه قال إن فى الجنة نعيم موجود فى الدنيا من جهة الأسماء فقط، لكن اللذة تختلف وكل شىء يختلف، لكن الأدوات التى يتناكح بها الإنسان فى الدنيا هى نفسها الأدوات التى يتناكح بها فى الآخرة.
 
وأشار د. ياسر إلى أن العلماء قالوا إن النكاح شرع فى الدنيا لكى تتذوق الناس لذة الجماع أو النعيم الذى يكون فى الآخرة، فكلامه هذا ينفى ما قاله العلماء، فهو مشروع لأن فيه لذة، ومشروع لأنه فيه بقاء للجنس البشرى والنوع الإنسانى إلى آخره، والآيات فى القرآن الكريم عن النكاح والنعيم فى الآخرة تؤخذ على ظاهر الألفاظ المعهودة عند المخاطبين، وفى التفسير تحمل اللفظة الواردة فى القرآن الكريم على معناها الحقيقى المعروف، ففى آيات كثيرة نكاح الحور العين ولهم فيها كذا وكذا فالذهن ينصرف تلقائياً إلى لذة الجماع المعروفة والمعهودة فى الدنيا، ولو كانت هذه اللذة مختلفة فعليه أن يأتى بدليل من القرآن أو من السنة.
 
وأكد أن آية «لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان» كناية عن النكاح والجماع والوقاع المعروف، مشيرا إلى قاعدة معروفة فى التفسير وهى أن اللفظ الوارد فى القرآن الكريم يحمل على ظاهره ما لم يأتى دليل يصرفه عن هذا المعنى الحقيقى الظاهرى إلى معنى آخر.
 
وأضاف طريقة: الشيخ خالد الجندى عندما يأتى بغريبة من الغرائب يأتى قبلها بأشياء مسلم بها، ثم يضع غرائبه داخل هذه المسلمات فيأتى فى البداية بمسلمات وأدلة من القرآن والسنة ويأتى فى النهاية بأدلة من القرآن والسنة، ثم يضع فى المنتصف غرائب لكى يتوه الإنسان فيقول الأول كلام صحيح والآخر كلام صحيح، فيفتن الشخص ويجعله يسلم بالغرائب وسط الكلام.
 
من جانبه أكد د. أحمد محمد شبل مدرس الحديث بكلية أصول الدين جامعة الأزهر أن أدوات التناكح ستكون موجودة، فالإنسان سيكون بكامل هيئته التى خلق عليها وفى حديث الرسول صلى الله عليه وسلم الناس سيكونون فى الجنة على هيئة أبيهم آدم، ستون ذراعاً فى السماء، والسؤال هيئة آدم كانت توجد بها أعضاء تناسلية أم لا؟ فكانت هيئة إنسان مكتمل وليست ناقصة، فصورة البشر فى الجنة على صورة أبيهم آدم، وذلك بالكيفية التى كان بها فى الدنيا.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق