أزمة سور الأزبكية

الثلاثاء، 18 ديسمبر 2018 09:54 ص
أزمة سور الأزبكية
حسين عثمان يكتب:

33 تاجراً فقط من أصل 107 من تجار الكتب بسور الأزبكية، هم المُتَوَقَع تواجدهم حتى إشعار آخر، في معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الخمسين، اليوبيل الذهبي للمعرض، المُنْتَظَر أن يبدأ في الثالث والعشرين من يناير القادم، ويستمر لمدة أسبوعين، ويُقَام لأول مرة بمركز مصر للمؤتمرات والمعارض الدولية بالتجمع الخامس.

سور الأزبكية لمن لا يعلم، هو أشهر سوق لبيع وشراء الكتب المستعملة في مصر، ويقع بجوار مسرح العرائس بميدان العتبة، ويخدم في الأساس هواة الكتب النادرة، والراغبين في شراء كتب قديمة لم تعد تصدر في طبعات جديدة، وكذلك القراء ممن أرهقتهم الأوضاع الاقتصادية إلى حد محاولة إشباع هوايتهم بأسعار زهيدة، ولأن جمهور سور الأزبكية يمثل قطاعاً كبيراً من رواد معرض القاهرة الدولي للكتاب، اهتمت الهيئة العامة للكتاب، الهيئة المنظمة للمعرض، بمراعاة تخصيص مساحة خاصة له طوال سنوات طويلة ماضية، وهي المساحة التي تشهد إقبالاً هائلاً كل عام، يُصَنِفْها ضمن الفئات الأكثر مبيعاً للكتب مقارنة بمختلف أجنحة المعرض الأخرى المحلية والأجنبية.

الموقع الجديد لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، اعتباراً من دورته الخمسين القادمة، يُبَشِر بتلافي سلبيات عديدة ومريرة عانى منها رواده كثيراً، في موقعه السابق بأرض المعارض الدولية بمدينة نصر، في محاولة جادة للحفاظ على مكانة المعرض الدولية، والتي هددتها بالفعل عشوائية متوحشة لم يسلم منها المجتمع المصري بالكامل في السنوات الأخيرة.

أحد ملامح عشوائية معرض القاهرة الدولي للكتاب في أعوامه الأخيرة، تجلت في الساحة الخاصة بسور الأزبكية في المعرض، والتي وصل بها الحال إلى حد بيع روائع الكتب، على طريقة بيع الملابس الداخلية في الموسكي، بواسطة باعة أشكالهم غريبة على مثل هذه المعارض الثقافية، يعتلون الكتب بأقدامهم ولا يتنافسون إلا في الضوضاء، ولم يقف الأمر بمنافذ سور الأزبكية عند هذا الحد في معرض القاهرة الدولي للكتاب، بل زاد تجاره طينهم بلة باحتراف بيع الكتب المزورة، كل إصدارت العام السابق على المعرض، الأوسع انتشاراً والأكثر مبيعاً، مصرية أو عربية أو أجنبية، تجدها معروضة على الملأ هناك، وبأسعار تقل 50% عن إصداراتها الأصلية.

التعميم في هذا الطرح الأخير، قد يظلم بعض تجار سور الأزبكية، ولكنهم قلة في كل الأحوال، فالقابض على جمر الضمير من هؤلاء التجار، يتوه وسط زحمة المنحرفين منهم بحجة ضعف قدرات القراء الشرائية، منهج روبن هود الشهير، ويستكمل القراء حلقات الجريمة، بشراء هذه الكتب المزورة وبنفس الحجة، ضيق ذات اليد.

الأزمة مستحكمة الآن بين طرفيها، هيئة الكتاب وتجار سور الأزبكية، الراغبين في التواجد بالمعرض بكامل قوتهم كما جرت العادة، الـ33 جناحاً المُخَطَطَة لسور الأزبكية بالمعرض، لا تستوعب تجاره جميعهم، وتنصيص المساحة لمضاعفة عدد التجار إلى 66 حل غير عملي من الهيئة، فمساحة الجناح الواحد لا تزيد على 9 أمتار مربعة، وأتصور أن تضييق الهيئة على تجار سور الأزبكية، بعضه يعود إلى الرغبة في الحد من سلوكياتهم المشينة في السنوات الأخيرة، مواجهة غير مباشرة في واقع الأمر من القائمين على هيئة الكتاب، ظاهرة الأيدي المرتعشة الحاكمة لسلوك معظم كوادر الحكومة، الحلول المُسَكِنَة، ومهما تقول هنا، فلا حياة لمن تنادي، القربة اتهرت.

انتقال معرض القاهرة الدولي للكتاب إلى موقعه الجديد في يوبيله الذهبي، لازم يكون نقلة نوعية في تاريخه، وخصوصاً في النواحي التنظيمية، وتوفير الأجواء المناسبة لطبيعته، وتواجد سور الأزبكية بكامل طاقته من مقومات نجاح المعرض، حتى ولو في مساحات خارجية في محيطه، والحزم هو الحل، يا تلتزم، يا تتفضل مع السلامة.         

   

            

    

 

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق