نقطة نظام .. "فيفى" رجعت تانى لينا!

الأربعاء، 19 ديسمبر 2018 01:23 م
نقطة نظام .. "فيفى" رجعت تانى لينا!
مختار محمود يكتب :

تُقامُ أهمُّ الفعاليات العلمية المُهمة، وتنعقدُ لجان مناقشة رسائل الماجستير والدكتوراه فى صمتٍ تامٍّ، ويتمُّ تتويجُ مصريين بالأوسمة والجوائز الرفيعة بالخارج تقديراً لمُنجزاتهم العلمية، دون أى ضجيج إعلامى يُذكرُ. ويتعرضٌ رجال وعلماء أجلاء خدموا مصر وافتدوها بأرواحهم ويموتون دون أن نسمع عنهم شيئاً. ولكن عندما تعقدُ الراقصة الستينية "فيفى عبده" مؤتمراً لتنبشرنا بعودتها إلى "الهزِّ" مُجدداً، فلا بد أن يتهافت الصحفيون على الحضور، وأن تحتشد ميكروفونات الفضائيات أمامها، وتهتم برامج التوك شو، وتتصدر أخبارها الصفحات الرئيسية للبوابات الألكترونية، ويتم تصميم البانرات لتجميع كل الأخبار ذات الصلة بهذه العودة المُباركة.
 
الحدثُ جللٌ، ويرقى إلى كونه "ظاهرة كونية" لا تتكرر إلا كل قرن من الزمان على الأكثر، ومن ثمَّ فلا بد أن تحتشد جميع وسائل الإعلام أمام "فيفى عبده". من المؤكد أن الراقصة العجوز لم تقصد أن تعقد مؤتمرها تزامناً مع ختام مؤتمر "مصر تستطيع بالتعليم"، ولكن ما حدث أن أخبار ومتابعات المؤتمر الأخير تراجعتْ تماماً إلى الخلف، احتراماً وتقديراً لصاحبة الصون والعفاف والمعالى، إنها "فيفى"، وما أدراك ما "فيفى"؟ "فيفى" التى كانت تمتلك، فى سنواتٍ سابقةٍ، نفوذاً طاغياً لم يتحصلْ عليه كبار المسؤولين من الوزراء والمحافظين وغيرهم، ما دفع أحد الكتاب، يومئذ، إلى أن يُصدر كتاباً مثيراً بعنوان: "زمن فيفى عبده".
 
 
الكتاب، الذى حقق شهرة كبيرة، كان انعكاساً لوضع بائس وباهت، كان يجب أن يزول مع زوال أوضاع أخرى. ولكن "فيفى" أسطورة لا تزول. الأساطير يجب أن تظل خالدة خلود الدهر. تزامناً مع العودة الحميدة لصاحبة "5 أموااااه".. كانت صحيفة يومية رصينة تُجرى حواراً مطولاً، هو الثانى خلال أقل من 20 يوماً، مع الراقصة "دينا"، تحدثت خلاله، كما لم تتحدث من قبل، عن مهنة الرقص ودوره فى بناء المجتمعات وإصلاح الأمم، ودعتْ إلى ضرورة تطهير صفوف الراقصات الشرقيات المصريات، من "المُدعيات" اللاتى يُسئن إلى "المهنة الجليلة الموقرة"! ولم يفتْ الدكتورة "دينا" سوى أن تطالب الدولة المصرية بتخصيص يوم للاحتفال بالرقص الشرقى، وتعميم منهج لـ "هز الوسط" بالمدارس والجامعات، لتخريج أجيال جديدة قادرة على الرقص وفق أسس علمية صحيحة، تمهيداً لعقد مؤتمر "مصر تستطيع بالرقص" فى قادم المواعيد. إذا كنا جادين حقاً فى إصلاح هذا المجتمع وإعادة بنائه، فلا يجب تصدير هذه النماذج للرأى العام، واعتبارها النموذج المثالى والقدوة الحسنة، فالمجتمعاتُ لا تتقدم بالرقص، والأممُ لا يُصلحها "الهزُّ".

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق