الحجة الواهية ولعبة الكراسي في سوريا.. خرجت أمريكا ودخلت تركيا

السبت، 22 ديسمبر 2018 11:02 ص
الحجة الواهية ولعبة الكراسي في سوريا.. خرجت أمريكا ودخلت تركيا
الرئيس التركي رجب أردوغان
طلال رسلان

خرجت أمريكا ودخلت تركيا، ربما يكون هذا هو السيناريو الأقرب لما يحدث في الشمال السوري حاليا، فقبل إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن خطوته المفاجئة بانسحاب القوات الأمريكية من سوريا بعد تحقيق أهداف الحرب على تنظيم داعش الإرهابي، على حد قوله، كان تلويح الرئيس الترجي رجب طيب أردوغان بمثابة الجرس لبدء دخول سوريا بذريعة إكمال الحرب ضد التنظيم الإرهابي.

لكن أردوغان في حديث صحفي قبل يومين لم يستطع إخفاء الهدف الرئيس لبدء العملية العسكرية في شمال سوريا، عندما هدد المقاتلين الأكراد في شرق الفرات بالدفن إذا ما اعترضوا طريق مشروعه، رغم أن قوات الأكراد نفسها تحارب ضد عناصر تنظيم داعش الإرهابية، وعلى حد وصف ترامب لولا تلك القوات ما حققنا تقدما قيد شبر واحد في الداخل السوري ولذلك أعلن الرئيس الأمريكي مساندته لهذه القوات قبل عملية الانسحاب.

وقوف ترامب إلى جانب القوات الكردية المرابطة في شرق الفرات، كانت تضع أردوغان بين أمرين أحلاهما مر، إما محاربة الأكراد وإخراج المارد الأمريكي من جحره بما ينذر بمعاداة الإدارة الأمريكية ومن ثم مزيد من العقوبات على الاقتصاد التركي الذي يعاني مرار العقوبات الأولى، وإما التخلي عن حلمه الذي طالما لوح به للأتراك من أجل توسيع الإمبراطورية المزعمة في شرق الفرات.

يرى خبراء عسكريون أن انسحاب القوات الأمريكية من سوريا كان بمثابة الضوء الأخضر لأردوغان وحلفائه لبدء دخول شرق الفرات، رغم عدم الإعلان عن ذلك رسميا، حتى إن البنتاغون كذب رسميا ما وصفه بالتلاعب السياسي عندما صرح أردوغان لوسائل الإعلام أن ردود ترامب كانت إيجابية على بدء العملية العسكرية التركية في شمال سوريا خلال اجتماع قبل أيام في واشنطن.

لكن أردوغان عاد مجددا لأحاديث رسمية عن التدخل التركي في شرق الفرات، وهذه المرة تحت ذريعة محاربة داعش، قائلا "إن بلاده ستتولى المعركة ضد تنظيم داعش فى سوريا مع سحب الولايات المتحدة قواتها من هناك، فى أحدث تغير تسبب فيه التحول المفاجئ فى سياسة واشنطن.

وأضاف الرئيس التركى فى خطاب باسطنبول، إن بلاده ستحشد قواتها لقتال ما تبقى من تنظيم داعش فى سوريا وسوف تؤجل مؤقتا خططا لشن هجوم على المقاتلين الأكراد فى شمال شرق سوريا.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق