محمد شعبان .. بطل عالمي .. ولا حياة لمن تنادي .؟!

السبت، 22 ديسمبر 2018 12:36 م
محمد شعبان .. بطل عالمي .. ولا حياة لمن تنادي .؟!
محمد سعد يكتب :

في الخامس والعشرين من نوفمبر الماضي وقف البطل المصري محمد شعبان، ابن قرية المعصرة التابعة لمركز بلقاس بمحافظة الدقهلية، على منصة التتويج في مسابقة رياضية كبرى، وكان هو اللاعب العربي الوحيد حيث أحرز المركز الثالث في بطولة العالم في رومانيا لمحترفي كمال الأجسام، ليقطع خطوة نحو المركز الأول الذي يحلم بالحصول عليه، ويتدرب من أجله بقوة.
 
ومحمد شعبان هو ابن لأسرة مصرية تواجه ظروف الحياة الصعبة كمعظم المصريين، وقد واجهت محمد شعبان عقبات كثيرة منذ اللحظة التي قرر أن يدخل فيها عالم كمال الأجسام، فقد كانت التكلفة المادية العالية تمثل عبئاً كبيراً، لكنه اعتاد منذ كان في الثالثة عشرة من عمره أن يعمل وينفق من مردود عمله على الرياضة التي عشقها.
 
لم يكن ذلك سهلاً، فمتطلبات الحياة كثيرة على من يعيشون في مثل ظروفه، لكنه ثابر واجتهد. وقد نصحه كثيرون بألا يضيع كل ما يحصل عليه من مال على التدريب والرياضة، لكنه كان مؤمناً بموهبته وبقدرته على تحقيق بطولات كبرى فيها. وقد لقي مساندة كبيرة من والده، الرجل المصري البسيط آمن بموهبة ابنه وعرف قدراته، لكنه كان يشفق عليه بسبب التكلفة العالية للتدريب. ومع ذلك فقد شجعه على مواصلة طريقه. كما لقي محمد أيضاً مساندة أخيه الأكبر عماد، الذي كان لاعب كرة قدم محترفاً، حيث تولى حراسة المرمى في فرق طلخا وميت غمر والمعصره.
 
وقد بذل محمد بعد إنهائه تعليمه المتوسط جهوداً كبيرة من أجل الحصول على شهادات مرموقة في التدريب الرياضي، وكان اختياره التعليم المتوسط يعود إلى رغبته في أن ينهي تعليمه بسرعة ليتفرغ لحلمه. وبعد الحصول على شهادة التدريب سافر إلى الكويت للعمل بالتدريب، لكن طبيعة البطولات التي يشارك فيها ظلت تستهلك كل ما يدخره من أموال في عمله.
 
قبل الحصول على المركز الثالث في رومانيا حصل محمد شعبان على مراكز متقدمة في بطولات عالمية كبيرة، لكنه لم يكن ينال المرتبة التي يستحقها، حيث تتدخل في تحديد الفائزين عوامل خارجية، منها ضرورة أن تقف مؤسسة أو جهة قوية وراء اللاعب، وتمنع تعرضه للظلم.
 وفي كل البطولات كان محمد شعبان ينفق من جيبه الخاص على برامج التدريب وتذاكر السفر والإقامة وكثير من الأشياء التي لا يمكن هذه المنافسات من دونها، وهو ما كان يرهقه بشكل دائم ويلتهم مدخراته، لكنه لم ييأس أبداً.
 
إن حصول محمد شعبان على المركز الثالث في رومانيا خطوة كبرى نحو الفوز بالمركز الأول في العالم فضلا عن المشاركة في  بطولة مستر أولمبيا، ليتوج اسم مصر بتصدّر هذه البطولة التي يهتم بها عشرات الملايين من الناس حول العالم. ولكن هذه البطولة لا يمكن له أن يحصل عليها وحده، دون مساندة من الدولة في التدريب وفي تغطية تكاليف الحياة لكي يُتاح له أن يتفرغ للتدريب، وفي تحمل تكاليف السفر والمشاركة في البطولات لصقل قدراته قبل دخول التحدي الأكبر في بطولة مستر أولمبيا.
 
للأسف، لم يحظ محمد شعبان بالاهتمام من أي جهة حكومية، ولم يُكرِّمه إلا أنباء قريته  " معصرة بلقاس" الذين احتفلوا بفوزه وغمروه بالمحبة والتقدير، وهو التكريم الذي يفخر به بمحمد شعبان دائماً، ويُشعره أن من واجبه أن يواصل طريقه من أجل إسعادهم.
 
هناك دول وجهات تسعى إلى بناء الأبطال من البداية، وتنفق عشرات الملايين عليهم ليرفعوا اسم بلادهم، لكن محمد شعبان قطع معظم الطريق وحده، ولم يتبق له إلا خطوة اخيرة نحو البطولة الكبرى، بمعنى أن الاستثمار في قدراته شاب مصري مرشح للتربع علي عرش لعبة كمال الاجسام أمر مفيد وناجح بالضرورة، وسوف يرفع اسم مصر في رياضة كمال الأجسام المرموقة، وهو ما يجعل الدعوة إلى تبني نجاحه من الدولة امراً ضرورياً من كل الرياضيين والغيورين على اسم مصر رياضياً.
 
من الضروري أن تسارع إحدى الجهات إلى رعاية محمد شعبان رعاية كاملة، ولدينا أمل كبير في أن تلتفت القوات المسلحة، مصنع الرجال ومعقل الأبطال، الي هذا الشاب المصري، وتأخذ بيده نحو المركز الأول من أجل مصر وسمعتها الرياضية. كما أن أي شركة من شركات البترول أو الشركات الاستثمارية الكبرى يمكن أن تقوم بهذا الدور، وسوف تستفيد الشركة مادياً ومعنوياً، وتساهم في تحقيق إنجاز يُحسب لمصر وأبنائها، وتقدم لهذا البطل المصري المكافح الخطوة الأخيرة التي ينتظرها بعد سنوات طويلة من الجهد والعرق والتعب.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق