ربما تكون فرنسا البديل.. ماكرون ينتقد انسحاب الرئيس الأمريكي من سوريا

الإثنين، 24 ديسمبر 2018 08:00 م
ربما تكون فرنسا البديل.. ماكرون ينتقد انسحاب الرئيس الأمريكي من سوريا
إيمانويل ماكرون - الرئيس الفرنسى

تترقب حاليا قوات سوريا الديموقراطية سيناريوهات ما بعد الانسحاب الأمريكي من سوريا، كان ذلك بمثابة الضوء الأخضر للرئيس التركي رجب طيب أردوغان للوصول إلى هدفه المنشود، في البداية كان التخلص من الأكراد الهدف المعلن، وأصبح الآن التدخل بذريعة محاربة داعش في شرق الفرات، كما أعلن عن ذلك رسميا الرئيس التركي.
 
ويبدو سيناريوهات الحرب في الشمال السوري من جانب الأكراد، ضمنها انتظار الدعم الفرنسي، كلاعب أساسي في معادلة الوقوف ضد أطماع أردوغان في توسيع إمبراطورية الأتراك من ناحية، ومن ناحية أخرى، مواصلة التصدي للتنظيمات الإرهابية المدعومة من أنقرة.
 
وربما لن يتأخر الدعم كثيرا، فقد انتقد الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون، الأحد قرار نظيره الأمريكى دونالد ترامب سحب قواته من سوريا، مشددا على أن "الحليف يجب أن يكون محل ثقة، وفى مؤشر لتزايد الشرخ الدبلوماسى بين الزعيمين قال ماكرون، إنه يأسف «بشدة لقرار» ترامب الانسحاب من سوريا.
 
والأسبوع الماضى أمر ترامب بسحب الجنود الأميركيين المنتشرين فى سوريا مؤكدا أن تنظيم الدولة الإسلامية قد هُزم، وبسحب ما يقارب نصف القوات الأميركية المنتشرة فى أفغانستان. ويقول محللون أن الانقلاب الكبير فى السياسة الخارجية الأميركية سيؤدى إلى مزيد من سفك الدماء فى المناطق التى تشهد حروبا. من جهتها أعلنت فرنسا أنها مستمرة بالمشاركة فى عمليات التحالف ضد تنظيم الدولة الإسلامية فى سوريا.
 
وخلال مؤتمر صحفى مع نظيره التشادى إدريس ديبى فى نجامينا قال ماكرون "أن تكون حليفاً يعنى أن تقاتل كتفاً إلى كتف"، مؤكداً أن هذا ما فعلته فرنسا فى قتالها إلى جانب تشاد ضدّ الجماعات المتشددة .
 
كانت فرنسا قد لوحت مؤخرا بالتعهد لتغطية المقاتلين الأكراد ضد الجهاديين المدعومين بطريقة غير مباشرة من تركيا، وقال الممثل الفرنسي الدائم لدى الاتحاد الأوروبي فرنتشويس ديلاترا أمس الجمعة إن بلاده حملت على عاتقها مهمة القضاء على الإرهاب في المنطقة، مطالبا واشنطن بأن تبذل جهودها اللازمة للحفاظ على استقرار المنطقة، حسب موقع ديكين التركي.

لا شك في أن قرار ترامب الصادر الأربعاء الماضي بالانسحاب من حرب داعش في سوريا ومن ثم التخلي عن الحليف السوري قوات سوريا الدميقراطية في الشمال، لا يهدد بعودة "داعش" إلى مناطق نفوذ الأكراد فحسب، بل سيمنح أنقرة الفرصة للتوسع في شمال سوريا على حساب قوات سورية الديموقراطية التي وصفت القرار بالـ"طعن في الظهر"، مشيرة إلى أن القوات التركية ستحاول السيطرة على شمال سورية، وفق "يورو نيوز".

الرئيسة المشتركة للهيئة التنفيذية لمجلس سوريا الديموقراطية إلهام أحمد قالت في باريس: "كنا نحارب الإرهاب قبل أن تصل القوات الأمريكية، وسنستمر في مهمتنا حتى بعد انسحابها، لكن المواجهة هذه المرة ستكون صعبة لأن قواتنا ستضطر إلى الانسحاب من الجبهة في دير الزور لتأخذ أماكنها على الحدود مع تركيا"، حسب وكالة فرانس برس.

في المقابل، يعيش أردوغان وحزبه العدالة والتنمية أفضل أيامه، حيث قال بعد إعلان القرار الأمريكي: "سنعمل على التخلص من وحدات حماية الشعب الكردية في شمال سورية"، لكنه أعلن تأجيل عملية شرق الفرات بضغوط من الإدارة الأميركية.

أضاف أردوغان: "موقفنا واضح تجاه الهجمات الإرهابية التي تستهدفنا من سورية، لن نقدم تنازلات هناك على الإطلاق، الحزام الإرهابي الذي تجري محاولات لتأسيسه في شمال سورية أوصلنا إلى نقطة دفعتنا لاتخاذ التدابير".

غازل أردوغان من قبل الرئيس الأمريكي الجمهوري بالحديث عما اعتبره أخطاء سلفه الديموقراطي باراك أوباما بقوله: "المشاكل التي وقعت في سورية خلال إدارة أوباما انتقلت كتركة سيئة إلى ولاية ترامب"، مطالبا واشنطن بتقديم الدعم لعملية شرق الفرات التي قال إنها ستتم خلال الأشهر المقبلة.

أعلنت أنقرة على لسان وزير خارجيتها مولود جاويش أوغلو أن تأجيل عملية شرق الفرات: "لا يعني التراجع عنها"، وقال: "من المنطقي تأجيل العملية لتجنب النيران الصديقة مع انسحاب القوات الأميركية"، معلنا إجراء مباحثات مع واشنطن في 8 يناير المقبل لبحث تداعيات الانسحاب الأميركي.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة