الجاسوس الذي تفوق على الطائرة دون طيار.. التقط آلاف الصور بكاميرا معلقة على صدره

الأربعاء، 26 ديسمبر 2018 11:00 ص
الجاسوس الذي تفوق على الطائرة دون طيار.. التقط آلاف الصور بكاميرا معلقة على صدره

في خطوة جديدة تثير الجدل بشأن عمليات التجسس، طور مكتب الأبحاث التابع لوكالة الاستخبارات المركزية، كاميرا خفيفة بما يكفي لتحملها حمامة.
 
ويقول موقع وكالة الاستخبارات، إن الكاميرا تُربط على صدر الطيرو، ويتم إطلاق سراحها مع تشغيل الكاميرا، وتطير فوق هدف في عودته إلى المنزل. كونه نوعا شائعا.
 
Capture
 
ووفقا للمعلومات المتاحة، فقد أرفق الموقع صورة لطائر الحمام يحمل هذه الكاميرا أسفل ظهرها، بما يعيد إلى الأذهان فكرة الحمام الزاجل واستخدامه عند العرب قديما في المراسلات، وكُتب تعليق أسفل الصورة بأن هذا الطائر جمع معلومات استخباراتية، وتم أخذ صور من داخل مئات الأهداف، لذلك كان أكثر تفصيلاً من الصور من منصات جمع أخرى، مثل الأقمار الصناعية وكاميرات الطائرات دون طيار.
 
وأضاف الموقع أنه يمكن ضبط الكاميرا لبدء التقاط الصور بعد الإطلاق أو بعد وقت محدد مسبقًا. والتقطت الكاميرا سلسلة من الصور الثابتة في فترة زمنية محددة.

نظرة تاريخية
 
تخبرنا كتب التاريخ والأسفار أن علماء اكتشفوا نقوشا وآثارا تدل على استخدام الفراعنة للحمام الزاجل في المراسلات الحربية، أي قبل أكثر من خمسة آلاف عام ق.م، والثابت تاريخيا أن المصريين والعرب هم أول من استخدم الحمام الزاجل في هذا المجال بين أقطار العالم الإسلامي والعربي. وبعد الفتح الإسلامي لمصر في عهد الخليفة عمر بن الخطاب نُقل الكثير من «الزاجل» إلى مصر.

اهتمّ المصريون بتربية أنواع مختلفة من الحمام، خصوصاً الزاجل. وفي عصر الدولة الفاطمية كانت بداية ازدهار «الزاجل» وتربيته واستخدامه في نقل الرسائل وكادت هذه الهواية تندثر في القرن التاسع عشر عندما أنشأ جيش الاحتلال البريطاني في مصر والسودان، إبان الحرب العالمية الثانية، محطات تربية الحمام الزاجل لأن الجيش كان يستخدمه في نقل المعلومات السرية التي كان يخشى أن يلتقطها الألمان إذا استخدم الرسائل اللاسلكية في نقلها.

مع انتهاء الحرب انتفت الحاجة إلى الحمام الزاجل في الجيش البريطاني فباع سلالاته للهواة المصريين، ما ساعد على تشجيع هواة تربية الحمام الزاجل على إنشاء أول جمعية لحمام السباق في مصر والشرق الأوسط في العام 1945.

وفقا لكتب التاريخ، فإن أول رسالة حملها الحمام في التاريخ كانت عندما أرسله سيدنا نوح ليبحث عن الأرض التي يستطيع الرسو عليها بسفينته. فقام الحمام بتلك المهمة وعاد وهو يحمل غصن الزيتون، ومن هنا أصبح الحمام وغصن الزيتون رمزاً للسلام
 
استمر استخدام الحمام في المواصلات حتى عهد قريب وكأنه له دور مهم أثناء الحرب العالمية الثانية، حيث استخدم بكثرة من قبل الجيوش المتحاربة، وكثيرا ما كانت أبراج الحمام تشاهد بالقرب من المطارات الحربية، حيث كان الطيارون يحملون معهم أعدادا منها يبعثون معها رسائلهم قبل وبعد الاشتباك مع العدو لضمان وصول تقاريرهم إذا ما أخفقت الطائرات في العودة لقواعدها ، وتناقلت الأخبار قصصاً كثيرة عن طيارين أنقذهم الحمام بعد أن سقطت طائراتهم في مياه البحار، إذ يحاول الطيارون عادةً الخروج من تلك الطائرات مع زوارق المطاط وأقفاص الحمام التي ترافقهم دائماً وعن طريق الحمام يرسلون لقواعدهم رسائل تحدد مواقع سقوطهم لكي يتم انتشالهم.
 
ويعتبر استخدام الحمام من قبل القوات الجوية محدوداً بالقياس إلى حجم استخدامه الواسع من قبل المشاة والبحرية والإدارات المدنية ، إذ أنه حتى خمسينات القرن الحالي ورغم انتشار استعمال التلفون والسيارة والقطار في بريطانيا فقد كانت وزارة التموين البريطانية تطلق يوميا ألفا ومائتين وخمسين حمامة إلى مختلف الاتجاهات حاملة بريدها الرسمي.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق