بعد سنين من الجفاء.. هكذا أعاد السيسي مصر إلى أحضان القارة السمراء

الأحد، 30 ديسمبر 2018 07:00 م
بعد سنين من الجفاء.. هكذا أعاد السيسي مصر إلى أحضان القارة السمراء
منتدى افريقيا

أفريقيا في قلب أم الدنيا، حتما الوضع بالنسبة للقارة السمراء وعلاقة دولها بمصر كذلك،  فعلى مدار التاريخ والحقب الهامة، ظهر الاهتمام بالبعد الأفريقي لمصر، بل كانت هناك محاور لتعزيز تلك العلاقات.

Screen-Shot-2018-12-29-at-1.27.13-PM
 
 
كانت للرئيس الراحل جمال عبد الناصر مقولة شهيرة: "ستظل شعوب القارة تتطلع إلينا، نحن الذين نحرس الباب الشمالى للقارة، والذين نعتبر صلتها بالعالم الخارجى كله"، وأدرك ما لم يدركه غيره من الرؤساء المتعاقبين، وهو أن مصر رأس القارة وعليها أن تتصدى لقيادة هذا الجسد الضخم، حتى يستعيد عافيته ولا يشكو منه عضو واحد، وبالتالي كان معشوق الأفارقة. 
 
مرت سنوات عدة استشرى فيها الجفاء بين الأشقاء الأفارقة والدولة المصرية بسبب أحداث كثيرة، وفقدت مصر زخم العلاقات مع القارة السمراء، بعد وفاة عبد الناصر، فتراجع دورها التاريخى فى القارة، وانحسرت ريادتها متأثرة بالخلافات التى عصفت بالعلاقات العربية والأفريقية على أثر توقيع اتفاقية كامب ديفيد مع إسرائيل فى العام 1979.
 
Screen-Shot-2018-12-29-at-1.27.04-PM
 
 
غير أن الوضع تغير كثيرًا، في ظل عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، وتمثلت تحركاته في تفكيك ميراث الجفاء الطويل الذي سنوات مبارك والثورة والإخوان، وهو ما احتاج إلى جهد كبير من الدولة المصرية، وبجهود متواصلة عاد منحنى العلاقات المصرية الأفريقية للصعود مجددا، بعدما نجح الرئيس عبدالفتاح السيسى فى إعادة مصر إلى محيطها الأفريقى، واستعادة مكانتها بين دول القارة، فى ضوء إدراكه الواسع لأهمية الامتداد الأفريقى لمصر وارتباطه بدوائر الأمن القومى المتعددة.
 
وتجلى هذا بوضوح فى تأكيد الرئيس فى أكثر من مناسبة للأهمية التاريخية والاستراتيجية لعلاقات مصر الأفريقية، واعتزاز القاهرة بانتمائها للقارة السمراء. ومن أقواله المهمة فى هذا الإطار: «عازمون على عودة مصر إلى مكانتها، والإسهام الفاعل مع بقية دول القارة فى مواجهة التحديات المتربصة بنا، لاسيما الإرهاب والجريمة المنظمة والأوبئة وتدهور البيئة».
 
 
القاعة-الرئيسيّة-للاتحاد-الأفريقي2
 
وقبل نحو 5 سنوات من الآن بدأت الدولة المصرية تكثيف جهودها لإعادة إحياء التعاون مع القارة السمراء، فاستأنفت مصر حضورها الواسع ونشاطها الكبير فى العمق الأفريقى، وكُلّلت جهودها الحثيثة بالفوز برئاسة الاتحاد الأفريقى فى دوراته المقبلة بالعام 2019.
 
وعلى مدار سنوات مضت، حرصت الدولة على تأكيد جملة من الثوابت التاريخية والاستراتيجية، والالتزامات السياسية والعملية تجاه محيطها الأفريقى، فى مقدمتها إعلاء مبادئ التعاون الإقليمى، والمساهمات المصرية فى برامج الاتحاد الأفريقى، وعملت على تنمية دول القارة عموما، ودول حوض النيل خصوصا، فضلا عن تنوع سياسات وآليات التحرك المصرى تجاه بلدان القارة، بين تحركات سياسية واقتصادية وإعلامية وثقافية ومائية، فضلا عن الدعم المصرى الواسع لجهود التنمية البشرية، من خلال إيفاد آلاف الخبراء والمختصين فى عشرات المجالات، واستقبال الآلاف من الأفارقة للتدريب فى المعاهد والأكاديميات المصرية، وتنوع مجالات واهتمامات الصندوق الفنى للتعاون مع أفريقيا التابع لوزارة الخارجية.
 
 
التحركات واكبها خطاب سياسى جديد ومختلف من الرئيس عبدالفتاح السيسى، ما ساهم فى عودة مياه العلاقات المصرية الأفريقية إلى مجاريها، بينما يتواصل تأكيد الرئيس فى كل المحافل والمناسبات لتاريخية واستراتيجية علاقات مصر بالقارة السمراء، واعتزازها بانتمائها لها.
 
وحرصت مصر على قطع أشواط أبعد فيما يخص الانفتاح على دول القارة المختلفة، وتدشين مسارات متوازية من العلاقات الثنائية والتعاون المشترك مع دولها المختلفة، لتصبح حاضرة بقوة فى عشرات من الدول والمجتمعات، مستعيدة جانبا كبيرا من ميراثها العميق مع الدول الأفريقية ومواطنيها.
 
 
لسيد-الرئيس-ورئيس-الوزراء-الإثيوبي-يعقدان-جلسة-مباحثات-رسمي
 
وتجلت التحركات المصرية واضحة في عدد من الوزارات والمؤسسات، لإبرام بروتوكولات واتفاقات شراكة مع عدد من الدول، لكن المؤشرات الأبرز على هذا التحول فى الرؤية المصرية للقارة السمراء، كشفتها خريطة زيارات الرئيس التى بلغت 21 زيارة فى مناسبات أفريقية، بما يمثل أكثر من 33 % من إجمالى الزيارات الرئاسية الخارجية بحسب تقرير للهيئة العامة للاستعلامات.
 
خريطة زيارات الرئيس
 
عقد الرئيس السيسى 112 اجتماعا مع قادة وزعماء ومسؤولين أفارقة، زاروا مصر خلال السنوات الثلاثة الأخيرة، من إجمالى 543 اجتماعًا عقدها مع زوار مصر من قادة ومسؤولى دول العالم والهيئات والمنظمات الدولية.
 
وتنوعت خريطة زيارات الرئيس لتتضمن 7 زيارات فى العام الأول لرئاسته من 8 يونيو 2014 حتى 7 يونيو 2015، شملت: السودان بـ3 زيارات، وإثيوبيا بزيارتين، وزيارة لكل من غينيا الاستوائية والجزائر.
 
وفى الفترة نفسها عقد الرئيس اجتماعات ولقاءات مع مسؤولين خلال زياراتهم لمصر، أو خلال المشاركة فى مؤتمرات ومنتديات استضافتها مصر، بلغت 213 اجتماعا، كان نصيب القارة الأفريقية 45 اجتماعا منها، شملت دول: إثيوبيا، والسودان، وجنوب السودان، والمغرب، والجزائر، وليبيا، ومالى، وبوركينافسو، والصومال، والسنغال، وجزر القمر، وغينيا الاستوائية، وتشاد، وأفريقيا الوسطى، وتونس، وبوروندى، ورواندا، وجنوب أفريقيا، وغيرها.
 
وشملت هذه اللقاءات اجتماعات مع وفود من وزراء البيئة الأفارقة، ورؤساء تحرير الصحف الأفريقية، ووفد التليفزيون الإثيوبى، ووفد السوق المشتركة لشرق وجنوبى أفريقيا «كوميسا».
 
وخلال العام الثانى من رئاسته 8 يونيو 2015 حتى 7 يونيو 2016، زار الرئيس السيسى إثيوبيا، إضافة إلى مشاركته فى قمة الهند أفريقيا.
 
وفى تلك الفترة عقد اجتماعات ولقاءات مع مسؤولين خلال زيارات لمصر، أو خلال المشاركة فى مؤتمرات ومنتديات استضافتها مصر، بلغت 175 اجتماعا، كان نصيب القارة الأفريقية منها 42 اجتماعا، شملت دول: إريتريا، وزيمبابوى، ومالاوى، وموزمبيق، وأوغندا، والجابون، والنيجر، وموريتانيا، ونيجيريا، وتوجو، وإثيوبيا، والسودان، وجنوب السودان، والجزائر، وليبيا، وجزر القمر، وغينيا الاستوائية، وتشاد، وبوروندى، وجنوب أفريقيا، والمغرب والكونغو الديمقراطية وغيرها.
 
وشملت هذه اللقاءات اجتماعات مع وفود رؤساء تحرير الصحف الأفريقية، والدبلوماسية الشعبية الإثيوبية، وبنك التنمية الأفريقى، وسكرتير عام تجمع الكوميسا، ورئيس برلمان عموم أفريقيا، ووزراء دفاع دول الساحل والصحراء، وغيرها.
 
وفى 28 يناير من العام نفسه فازت مصر بعضوية مجلس السلم والأمن الأفريقى، والعضوية غير الدائمة فى مجلس الأمن الدولى عن القارة لعامين «2016/ 2017».
 
 
لقاء-رئيس-أنجولا-‎
 
وفى السنة الثالثة للرئيس عبدالفتاح السيسى في الفترة 8 يونيو 2016 حتى 7 يونيو 2017، أنجز 6 زيارات لأفريقيا، تضمنت المشاركة فى القمة الأفريقية فى العاصمة الرواندية كيجالى، والقمة العربية الأفريقية فى مالابو، والقمة الأفريقية فى أديس أبابا، إضافة إلى زيارات ثنائية لكل من السودان وأوغندا وكينيا.
 
وزار الرئيس أوغندا فى 22 يونيو 2017 لحضور قمة دول حوض النيل، والقمة الألمانية الأفريقية فى 3 يوليو 2017، إلى جانب جولة رئاسية شملت 4 دول: تنزانيا ورواندا والجابون وتشاد، كما استضافت مصر نحو 25 اجتماعا أفريقيا.
 
أما أحدث اللقاءات والزيارات المتبادلة، فتضمنت عقد الرئيس اجتماعات ولقاءات مع مسؤولين خلال زياراتهم لمصر مؤخرا، كان أبرزها زيارة الرئيس الأوغندى يورى موسيفينى للقاهرة فى 8 مايو 2018، إذ استقبله الرئيس السيسى فى قصر الاتحادية، وأثمر اللقاء عن إعلان خطة تعاون ثنائية فى مجالات الزراعة والتجارة والمناطق الصناعية والكهرباء والطاقة المتجددة، إضافة إلى توقيع عدد من الاتفاقات بين البلدين، ليتوج الرئيس ومؤسسات الدولة جهود 4 سنوات من العمل المتواصل، باكتمال العودة إلى أحضان الأشقاء فى القارة السمراء.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق