مصر في قلب أفريقيا.. كيف يخطط البرلمان لتقوية العلاقات مع القارة السمراء؟

الإثنين، 31 ديسمبر 2018 06:00 م
مصر في قلب أفريقيا.. كيف يخطط البرلمان لتقوية العلاقات مع القارة السمراء؟
السيسى وعبد الناصر

تولى القيادة السياسية بمصر، اهتماما كبيرا لملف العودة للقب أفريقيا، خلال الفترة القادمة، وذلك لما له من أثر إيجابى على الجانب المصرى والأفريقى، والذى تجسد خلال الفترة الماضية بـ21 زيارة للرئيس و112 اجتماعا خلال السنوات الثلاثة الأخيرة، من إجمالى 543 اجتماعا عقدها مع زوار مصر من قادة ومسئولى دول العالم والهيئات والمنظمات الدولية.

وكانت القاره الأفريقية على رأس اهتمام الرئيس الراحل جمال عبد الناصر والذى أدرك أن مصر رأس القارة وعليها أن تتصدى لقيادة هذا الجسد الضخم، حتى يستعيد عافيته ولا يشكو منه عضو واحد، وبعدما رحل جمال عبدالناصر غابت هذه النظرة قليلا، تحت ضغط الظروف السياسية وجهود تحرير الأرض من الاحتلال الإسرائيلى، وأخذ الاهتمام يتراجع شيئا فشيئا، حتى غابت أفريقيا عن اهتمام النظام السياسى قبل 25 يناير وانحسرت ريادتها متأثرة بالخلافات التى عصفت بالعلاقات العربية والأفريقية على أثر توقيع اتفاقية كامب ديفيد مع إسرائيل فى العام 1979، وتجمدت بعض النشاطات الاقتصادية المشتركة، التى كانت إحدى عوامل التقارب بين مصر والقارة السمراء.

وأكد النائب طارق رضوان، رئيس لجنة الشئون الأفريقية بالبرلمان، أن اللجنة ستبدأ أيضا سلسلة زيارات خارجية للقاره السمراء بجانب تحركات الرئيس عبد الفتاح السيسى لها، وستكون على رأس هذه الدول اديس ابابا وذلك نهاية الشهر الجارى.

وأشار رئيس لجنة الشئون الأفريقية، إلى أن عدد زيارات الرئيس خلال الفترة الماضية تصل لنسبة 35%، موضحا أن القارة السمراء كانت محل اهتمام شديد لدى مصر خلال فترة حكم الرئيس الراحل جمال عبد الناصر والذى كان يلقب بـ"أبو أفريقيا ".

وأضاف "رضوان " أن اللجنة تولى اهتماما لهذا الملف بعقد جلسات مكثفة مع الأجهزة التنفيذية وأيضا سفراء الدول الأفريقيا، كان آخرها لقاء مع وزارة الشباب.

ولفت أن الرئيس عبد الفتاح السيسى، يعمل على عودة مصر لأفريقيا ولكن لا يمكن الاستهانة بالفترة التى مضت والتى زادت لأكثر من 23 عام جعل آخرين استغلوا هذا الفراغ لإدراك العالم قيمة أفريقيا، وليس الصين واليابان وإسرائيل فقط بل هناك دول أخرى تعمل فى عمق الأمن المصرى بالقارة.

وشدد أن هناك مساع حكومية للمساهمة فى تنمية العلاقات، مثل العمل على على تحديث أسطول مصر للطيران والهدف منه التوجه بشكل أكبر لأفريقيا ونوعية من طرازات الطيارات الحديثه ستتوجه لأفريقيا مباشرة وإعادة الرؤية فى الجدوى الاقتصادية لبعض الخطوط لأهمية عودة السياحة الأفريقية.

ومنهم المهتمون بالسياحة الشفائية على الأخص، وهو ما جعلهم يطالبون بضرورة وجود طيران مباشر للسواحل الخاصة بنا، كما أن سعر التذكرة سيكون أقل مع تطور الخطوط المصرية الأفريقية، خاصة أن 55% منها يفرض على التذكرة كضريبة، وهو ما يتسبب فى خروجنا من المنافسة.

قال اللواء سعد الجمال عضو مجلس النواب المصرى، نائب رئيس البرلمان العربى، أن العلاقات المصرية الأفريقية علاقات جاءت بيطبيعة موقعنا الجغرافى فى القارة السمراء، وإن الروابط التاريخية تجمعنا بدول أفريقيا، منذ أن كانت التجارة تأتى من الجزيرة العربية إلى أفريقيا، ومن خلالها تم نشر الدين الإسلامى عبر عدد من الدول.

وأضاف "الجمال"، أن الزعيم جمال عبد الناصر، قاد حركات التحرر فى عدد من دول القارة التى خضعت للاستعمار، وكان يساند الدول الأفريقية حتى تتحرر، فكان لمصر بصمة قوية فى الداخل الأفريقى، فضلاً عن أنه فى جانب النشاط الاستثمارى المصرى، كان لمصر أنشطة عديدة فى أفريقيا فى مسيرة التنمية.

وأشار عضو مجلس النواب، إلى أن دول أفريقيا فى العموم تعيش تحديات واحدة، منها تحديات تتعلق بالأمن وانتشار الإرهابفى العالم العربى والأفريقى، وظهور عدد من المنظمات الإرهابية مثل بوكو حرام، وهو ما جعل من التحديات والمصير واحد، وهو ما يفرض الترابط بين تلك الدول، خاصة وأن الجرائم أصبحت عابرة للأوطان عبر التكونولجيا، وهو ما يؤكد أهمية التعاون الدولى حتى تكون المكافحة شاملة.

واعتبر نائب رئيس البرلمان العربى، رئاسة مصر للاتحاد الأفريقى بوابة أمل لأن يكون هذا العام عام مبشر لتمديد الترابط وتعزيزه.

من جانبها تقول، رودينا شمس، استاذ الاقتصاد الأفريقى بالجامعة الأمريكية، أن العودة لقلب أفريقيا، هو توجه تبناه الرئيس عبد الفتاح السيسى منذ أول يوم له بالرئاسة وما علينا أن نقوم به الآن هو التكامل مع أفريقيا من أجل المياه والوحدة الأفريقية وتوسعة الدور المصرى فى كافة المجالات.

وأشارت أستاذ الاقتصاد الأفريقى، إلى أن أفريقيا دول بها ثروات معدنية غير طبيعية والعودة إليها تسهم فى انعاش الاقتصاد المصرى وأيضا الأفريقى، مطالبا بضرورة الاهتمام بكل الطلبة الدارسين فى الأزهر فلابد من اعتبارهم ممثلين عنا بالقارة، وتغيير الفكر المصرى فى التعامل مع الشعب الأفريقى ودعم ثقافة حوض النيل.

ولفتت أن غيابنا عن أفريقيا كان غياب متعمد، قائلة: "تناسيناها واعتمدنا انهم موجودين..وهو ما جعل دول تتمدد فى هذا الفراغ مثل اسرائيل واليابان والصين وايطاليا وظهرت مصطلحات جديدة غابت عنها مصر مثل تسليع المياه وبيعها ".

وأوضحت أن الدولة كان لها سياسات مختلفة خلال الفترة الماضية ما جعل العلاقات الأفريقية على الهامش، كما أننا اخطأنا فى أننا لم ندرس عاداتهم وتقاليدهم جيدا ولم ندرك أن سلطة رئيس القبيلة أقوى من رئيس الدولة فى الإقليم.

وأكدت أن ما تقوم به القيادة المصرية الآن هى الأهم من خلال الاهتمام بالدبلوماسية الشعبية، كما أن هناك مساعى تمثلت فى تحويل معهد الدراسات الأفريقيه لكلية، وفتح كلية فى أسوان كعاصمة للثقافة الأفريقية.

ويؤكد النائب حاتم باشات، عضو لجنة الشئون الأفريقية بالبرلمان، أن غياب مصر عن القارة السمراء بالأخص بعد حرب 1967 كان بفعل فاعل بعدما كنا قوى محركة.

واعتبر "باشات " أن عودة مصر لقلب أفريقيا تبدأ بالدبلوماسية الشعبيه، وأيضا استغلال ما لدينا من دوائر انتماء بأفريقيا ولكن هناك تحديات لابد من النظر إليها بجدية، وهى دول الأنجلوفون والفرنكوفون التى لها خلفيات وتعتمد سياستها عليهم، قائلا " لسنا اللاعب الوحيد الذى يسعى لتنمية العلاقات الأفريقية، فهناك تحديات تسعى لعدم تحقيق خطوة متقدمة بهذه العلاقات".

وشدد أنه علينا مراعاة أيضا أننا لا نتعامل مع الأفارقة «بتوع زمان»، فالوضع اختلف وهناك تطور جاد بهذه الدول، وهو ما يستلزم الاهتمام بالشباب فى المقام الأول وتنميتهم والذى يصل عددهم لأكثر من 260 مليون شاب أفريقى.

واعتبر "باشات " العام التى تترأس فيها مصر الاتحاد الأفريقى ليس لها نهاية، ولكن بمثابة نقطة انطلاق تجاه أفريقيا، وهو ما يتطلب ضبط البوصلة مرة أخرى استثماريا وسياسيا واقتصاديا.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق