الصحراء الغربية تكفي احتياجات مصر من البترول والمعادن حتي ٢٠٥٠...

الأربعاء، 02 يناير 2019 01:06 م
الصحراء الغربية تكفي احتياجات مصر من البترول والمعادن حتي ٢٠٥٠...
د.جمال القليوبى يكتب:

 
صحراء مصر الغربية مازالت تحمل فى طبقاتها المختلفة من قشرتها التي لم نكتشف فى العمق  منها اكثر من ٦٫٥ كم والتى لديها البترول فى طبقات قريبة من السطح والغاز الطبيعي فى الطبقات العميقة بالاضافة الي مناطق متفرقة تحمل كنوز العالم القديم  ولذا فان القاريء الجيد للتاريخ المصري القديم يفهم جيدا ان كنوز مصر القديمة من كل انواع المعادن النفيسة وجداول المياة العذبة والمنخفضات المتسعة والتي كانت تمثل زراعات مصر من الحبوب وايضا خزانات الغلال التى امدت العالم وقت الأيام العجاف . وبالنظر الي الصحراء الغربية فى مصر تجد انها تمثل ثلثي مساحتها حيث تحددها المنطقة المحصورة ما بين الوادي (وادي النيل) والدلتا من الجهة الشرقية، وحدود مصر مع ليبيا من الجهة الغربية، ويحدها من الجهة الشمالية البحر الأبيض المتوسط وصولاً إلى حدود مصر  من الجنوب إلى الشمال ١٠٠٠ كيلومتر، ومن الغرب إلى الشرق ٦٠٠ كيلومتر، وتبلغ مساحتها الكلية قرابة ٦٨١ ألف كيلومتر مربع، وما يُميز هذه الصحراء الشاسعة أنّ شكلها مستطيل بدات عمليات البحث والتنقيب عن البترول فى بدايه الستينيات فى مناطق محدوده فى الربع الاول من الجهة شمال غرب ووصلت قدرات الانتاج لدي تلك المنطقه والتى تمثل ٣٠ ٪؜ من المساحه الحاليّه للصحراء الغربية والتى أصبحت تمثل ٥٦٪؜ من حجم انتاج البترول الخام الكلى الحالى فى مصر وتمثل الطبقات  الرسوبية الحاوية للنفط والغاز الطبيعى والتى تعد من الاسهل فى التركيب الجيولوجي والتكوين الصخرى حيث تتمثل هذه التركيبات بامكانيات واحتماليات عاليه لتواجد النفط والغاز حيث تبدأ بتركيب من السطح حتى طبقات عميقه تصل أعماقها الى اكثر من ٢٢٣١٠ قدم(٦٨٠٠متر) حيث يمثل البئر الأعمق سيرًا -١ فى منطقة الضباعة والتى قامت بحفر ايني الإيطالية فى التسعينات مثالا للوصول الى كل التركيبات الجيولوجية وكذلك مناطق بدر -١ وكلبشا وسمبيتكو و مليحة . يبدأ التكوينات للخزانات البتروليه من طبقات رسوبية لها أحقاب جيوليوجيه ولكن تم نسب الأسماء الى مناطق مشهورة فى أنحاء مصرية وتمثل اول الطبقات من سطح الارض طبقات ابو رواش المقسمة ثم طبقة بحرية وتليها خريطة ثم علم البويب ومساجد وخطاطببا وياقوت ومديور كل تلك الطبقات حاوية للبترول والغاز الطبيعى . ويبقى السؤال لماذا لم يتم التوسع في البحث والتنقيب عن البترول على الحدود الجنوبية الغربية، حتى امتداد حدود ليبيا والسودانو وهناك عدة عوامل تجعل العمل بالصحراء الغربية في مجالات البحث والتنقيب في هذه الاتجاهات المذكورة "صعبا"؛ أولها: وجود ألغام منذ قديم الأزل بمنطقة العلمين، وعلى امتداد الحدود الجنوبية الغربية بمرسى مطروح، والعمل فيها صعب جدا، والتنقيب مرتبط بإزالتها، وتوضح مؤشرات صادرة من وزارة البترول أنه في حالة إزالة هذه الألغام ستكون لدينا قدرات متسع من اعمال الاكتشاف والتنقيب عن البترول وتعمل الدوله بمجموعه شاملة من وزارة البترول والاستثمار والدفاع والسياحة على ازالة الألغام وتجدر الإشارة إلى أن مساحة الألغام في مصر تصل إلى 683 ألف فدان من أجود الأراضى المصرية الصالحة للزراعة بمنطقة الساحل الشمالى الغربى، وهذه المساحة تعادل 22% من المساحة الكلية لجمهورية مصر العربية، حيث تمثل نسبة الألغام والأجسام القابلة للانفجار 21% من النسبة الكلية للمخلفات الموجودة في العالم وتقدر بنحو 19.7 مليون جسم".م م.
 
والعامل الثاني فإن طبيعة الأرض بالصحراء الغربية على الحدود الجنوبية الغربية عبارة عن كثبان رملية متحركة، الأمر الذي يشكل خطرا على الشركات الراغبة في التنقيب بداخلها؛ ونظرًا للتكنولوجيا المتقدمة من الحفارات والتى تم استخدامها بنجاح فى مناطق الربع الخالي بالسعودية وكذلك المناطق الصحراوية فى الشمال الشرقى للولايات المتحدة حيث تم التغلب على تلك الكثبان الرملية .والعامل الثالث توجه أغلب الشركات العالمية العاملة في التنقيب إلى مناطق امتياز بالبحر المتوسط؛ للبحث عن الغاز، الأمر الذي أعطى قدرة تنافسية بين الشركات الأجنبية، وأصبح الكل يسارع في العمل في المياه العميقة بالبحر المتوسط.
 
ولذلك فان تركيز قطاع البترول المصرى يستهدف مستقبل البحث والتنقيب عن البترول والغاز فى المناطق المتقدمة والتى تحتاج الى شركات وطنيه وخاصة فى المناطق القريبة من المنطقة الغربية للحدود الليبية حيث تمثل الطبقات الواعد إمكانيات كبيرة للطبقات الضحلة وكذلك ذات الأعماق المتوسطة وبالتالي لابد من عمل ورش عمل ودراسات بين الشركات العامله فى الصحراء الغربية وكذلك التركيز على طرح موضوع الصحراء الغربية فى الموتمرات الدولية مثل ايجيبس ومؤتمر البحر المتوسط للزيت فى الاسكندرية وكذلك رافيينا بالاضافة للمؤتمرات الدولية وكذلك طرح دعوات لمؤتمرات تشمل رجال الاعمال المصريين والعرب لطرح شركات تساهمية  فى البورصه يباع أسهمها للمصريين وايضا لابد من تنمية الفكر الجامعى فى كليات العلوم وهندسة البترول لتركيز الابحاث العالميه على دراسات الصحراء الغربية ....ان التركيز المطروح للاكتفاء مصر من سلع الوقود بزيادة انتاج البلاد اليومي الى حجم الى ٩٠٠ الف برميل يوميا حيث يمثل هذا الرقم هدف تحقيق لتأمين الاقتصاد المصري من تذبذبات سعر البرميل الذي يؤثر سلبا على الاقتصاد ولذا فان الصحراء الغربية مازالت الحلم والمنقذ لزيادة هدف الانتاج لسقف المليون برميل . وهناك ايضا يوما ما سوف يكون التخطيط لبناء خزانات كبيرة فى المناطق المنخفضة بالصحراء الغربية  حيث نامل ان يكون المخزون الاستراتيجي من سلع الوقود الذي نستطيع تخزينه الى اكثر من ١٢ شهرا والذي بدوره يحمي الموازنة العامة من تذبذبات سعر البرميل وآثاره السلبية علي شريحة الدعم الحكومي ....  والى تكمله قادمه 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة