اليمين المتطرف.. سنوات من التنامي والانحسار

الإثنين، 07 يناير 2019 08:00 ص
اليمين المتطرف.. سنوات من التنامي والانحسار
قيادات اليمين المتطرف

شهدت السنوات الأخيرة، صعودا لتيار اليمين المتطرف، في عدد من الدول الأوروبية والأمريكية، حتى أن بعض شخصياته تولت قمة السلطة في البعض منها.

وحققت أحزاب ذلك التيار مكاسب سياسية هامة، فى العقد الأول والثانى من القرن الواحد والعشرين، وشاركت فى حكومات وصارت ممثلة فى برلمانات بلدانها وكذلك فى البرلمان الأوروبي.

ويعود انتشار اليمين المتطرف في أوروبا، حسب المراجع التاريخية، إلى عدة عوامل، فبعد انهيار الاتحادات واندماج بعضها البعض بعد الحرب العالمية الثانية، وكذلك الركود الاقتصادى والأزمة العالمية الأخيرة، جعل أنصار هذا التيار ينظرون بعين الريبة إلى الأجانب الذين يرون فيهم مزاحمين على الوظائف والمناصب فى بلادهم.

مظاهرات حركة بيجيدا ضد الإسلام
 
مظاهرات حركة بيجيدا ضد الإسلام

وانطلاقا من هنا ظهرت دعوات إلى كبح جماح الهجرة والتضييق على المهاجرين، بل أصبحت ردود الأفعال العدائية تجاه الأجانب، برنامجا انتخابيا لدى بعض الأحزاب اليمينية وخاصة فى قارة أوروبا.

ومع الانتشار المكثف للمهاجرين واللاجئين، بدأ اليمين المتطرف يهتم أكثر فأكثر بموضوع الهجرة والاندماج، فتصدر النقاش السياسى فى عدد من بلدان أوروبا الغربية ذات التقاليد العريقة فى الهجرة بحكم الماضى الاستعماري، ثم بسبب الحاجة إلى اليد العاملة القادمة من وراء البحار فى مرحلة الإعمار اللاحقة للحرب العالمية الثانية، وفق ما ذكرت وسائل إعلام.

 

وباتت الهجرة الشغل الشاغل لليمين المتطرف، مع حلول القرن العشرين، الذى يُسوق إشكالاتها العديدة -أولها الاندماج والهوية- لإضفاء قابلية على خطابه العنصرى والمعادى للأجانب فى حقيقته، وهكذا طوّر اليمين المتطرف خطابه ضد الهجرة لإكسابه حجية أقوى لدى قطاعات أوسع من المواطنين الأوروبيين.

 
 
مارين لوبان زعيم اليمين المتطرف فى فرنسا
 
مارين لوبان زعيم اليمين المتطرف فى فرنسا

فى عام 2008 أعلنت أحزاب من اليمين المتطرف من دول أوروبية فى مدينة أنفير البلجيكية تأسيس منظمة جديدة تهدف إلى مكافحة ما أسمته بـ"الأسلمة" فى القارة العجوز، وشارك فى تلك تأسيس المنظمة أحزاب من فرنسا وألمانيا وبريطانيا والنمسا وإيطاليا والدنمارك وسويسرا وبلجيكا وإسبانيا وهولندا واليونان.

 

وبدأ اليمين المتطرف على رأسه الجبهة الوطنية فى فرنسا، فى تسويق خطاب تخويفى يُحذر من أن أوروبا فى طريقها إلى خسارة هويتها بسبب الهجرة الواسعة القادمة من البلدان المسلمة وخاصة بلدان شمال أفريقيا.

وانحسر نشاط اليمن المتطرف على مدار سنوات عدة، لكنه زاد في العام الماضي 2018، حيث عاد اليمين المتطرف إلى الحكم، ففى البرازيل فاز جايير بولسونارو، بانتخابات الرئاسة، وصعد التحالف اليمينى الشعبوى إلى الحكم وذلك فى إيطاليا، أما فى ألمانيا فقد خرج "النازيون الجدد" فى مظاهرات عنيفة يومية ضد المهاجرين.

 

غيرت فيلدرز يحمل شعار معادى للإسلام
 
غيرت فيلدرز زعيم المتطرفين فى هولندا يحمل شعار معادى للإسلام

ومع ارتفاع موجة صعود اليمين المتطرف فى أوربا وأمريكا، تنامت حوادث الكراهية ضد المسلمين والأجانب المهاجرين، ففى السويد أقدم مجهولون مطلع رمضان الماضى على إحراق مسجد فى مدينة ستوكهولم، كذلك هاجم مسلحون مسجد "محمود" فى مدينة مالمو الأسبوع الماضى.

ونشر يان جونسون، المدير السابق لمجلة سامتيدن الوسيلة الإعلامية للحزب الديمقراطى الاشتراكى السويدى اليمينى المتطرف، عبر حسابه على موقع تواصل اجتماعى رسوماً كاريكاتيرية مهينة للمسلمين.

وفى عام 2017، طالب الادعاء الألمانى بتوقيع عقوبة السجن مدى الحياة لامرأة تدعى "بيآته تشيبه" تعد عضوة بارزة فى خلية "إن إس يو" اليمنية المتطرفة، المسئولة عن مقتل تسعة أشخاص بينهم أتراك ويونايين خلال الفترة بين عامى 2000 و2007.

 

وفى عام 2016، أظهر تقرير إعلامى أن النمسا شهدت زيادة كبيرة فى عدد الحوادث التى تنطوى على الخوف من الأجانب والخوف من الإسلام ومعاداة السامية، وذلك بعد وصول أعداد كبيرة من المهاجرين واللاجئين وأغلبهم مسلمون.

وذكر التقرير الصادر عن جهاز المخابرات الداخلية فى النمسا أن السلطات وجهت اتهامات فى نحو 1690 قضية لها علاقة بالتطرف اليمينى خلال عام 2015. وأوضح أن عدد الأعمال المتطرّفة لليمين عام 2015 وصل فى المجمل إلى 1150 قضية، بعدما كان 750 العام 2014 وتراوح ما بين إطلاق الألعاب النارية على مراكز إيواء المهاجرين والتحريض على العنف عبر الإنترنت.

 

 

الرئيس البرازيلي اليميني المتطرف جايير بولسونارو
الرئيس البرازيلي اليميني المتطرف جايير بولسونارو

شهدت السنوات الأخيرة، صعودا لتيار اليمين المتطرف، في عدد من الدول الأوروبية والأمريكية، حتى أن بعض شخصياته تولت قمة السلطة في البعض منها.

وحققت أحزاب ذلك التيار مكاسب سياسية هامة، فى العقد الأول والثانى من القرن الواحد والعشرين، وشاركت فى حكومات وصارت ممثلة فى برلمانات بلدانها وكذلك فى البرلمان الأوروبي.

ويعود انتشار اليمين المتطرف في أوروبا، حسب المراجع التاريخية، إلى عدة عوامل، فبعد انهيار الاتحادات واندماج بعضها البعض بعد الحرب العالمية الثانية، وكذلك الركود الاقتصادى والأزمة العالمية الأخيرة، جعل أنصار هذا التيار ينظرون بعين الريبة إلى الأجانب الذين يرون فيهم مزاحمين على الوظائف والمناصب فى بلادهم.

وانطلاقا من هنا ظهرت دعوات إلى كبح جماح الهجرة والتضييق على المهاجرين، بل أصبحت ردود الأفعال العدائية تجاه الأجانب، برنامجا انتخابيا لدى بعض الأحزاب اليمينية وخاصة فى قارة أوروبا.

ومع الانتشار المكثف للمهاجرين واللاجئين، بدأ اليمين المتطرف يهتم أكثر فأكثر بموضوع الهجرة والاندماج، فتصدر النقاش السياسى فى عدد من بلدان أوروبا الغربية ذات التقاليد العريقة فى الهجرة بحكم الماضى الاستعماري، ثم بسبب الحاجة إلى اليد العاملة القادمة من وراء البحار فى مرحلة الإعمار اللاحقة للحرب العالمية الثانية، وفق ما ذكرت وسائل إعلام.

 

وباتت الهجرة الشغل الشاغل لليمين المتطرف، مع حلول القرن العشرين، الذى يُسوق إشكالاتها العديدة -أولها الاندماج والهوية- لإضفاء قابلية على خطابه العنصرى والمعادى للأجانب فى حقيقته، وهكذا طوّر اليمين المتطرف خطابه ضد الهجرة لإكسابه حجية أقوى لدى قطاعات أوسع من المواطنين الأوروبيين.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق