جنازة على أصوات أجراس المدرسة.. قراءة فى عقول الطلاب أصحاب القلوب الدموية

الأحد، 06 يناير 2019 04:00 م
جنازة على أصوات أجراس المدرسة.. قراءة فى عقول الطلاب أصحاب القلوب الدموية
العنف بالمدارس
كتبت ولاء عكاشة

ارتدى حلته الدراسية، وانتعل حذاؤه مسرعا، حتى يلحق بداية اليوم الدراسي من اللحظة الأولى.. اجتمع مع أصدقائه، يمرحون تارة ويدرسون أخرى.. لم يعي أن القدر يخبئ له آلما شديدا ورحلة وداعة تكتب سطورها بدماء.
 
رحلته بدأت عقب انتهاء اليوم الدراسي، والذي اختتم بالاتفاق على اللعب قليلا قبل الذهاب إلى المنزل.. خلافات بسيطة دبت في الجمع السعيد، بسبب الاتفاق على من يرافق من لم يعلم خلالها الصغيران أن مصيرهما المحتوم يقترب من الختام.

العنف بالمدارس (1)
 
رحلة بدأت بالمزاح، وانتهت برحيل أحد الصغيرين، وسجن الآخر.. ما سبق ليس كلاما من وحي الخيال، إنما هي قصة وداع ربما تحدث كل يوم، بسبب خلافات الأطفال، والتي تسفر عن قتل أحدهم الآخر، بسبب أحداث واهية لا ترقى حتى إلى الاشتباك بالأيدي.
 
«صوت الأمة» تفتح باب الأزمة على مصرعية، باحثة عن الأسباب الحقيقية التي تدفع الأطفال إلى قتل بعضهم بعضا، والتي تبدأ بمرحلة العنف بين الطلاب، وما هي أسبابه، وعلى من تقع مسؤولية هذه الجرائم، وما هو الحل الأمثل لصد هذه الظاهرة المشينة التي أصبحت فيروسا سريع الانتشار في جميع المدارس.

العنف بالمدارس (2)
 
في هذا السياق، قال الدكتور حسن شحاتة، أستاذ المناهج بكلية التربية ومستشار تطوير التعليم، إن العنف بين الطلاب في المدرسة يقع جزء كبير منه على وزارة التربية والتعليم والقائمين عليها، وهذه الظاهرة المشينة تفاقمت بشكل كبير لعدة أسباب، أولها الاعتماد على مدرسين ومدرسات في العملية التعليمية غير مؤهلين لهذه المسؤولية التربوية المهمة، وغير قادرة على إعداد أجيال واعية لا تتخذ العنف وسيلة لحل النزاع بينهم.
 
ثانيا الكثافة العددية الكبيرة في الفصول، فضلا عن أن المناهج الدراسية لا تتناسب مع تحديات هذا العصر، قائلا: «يجب على الوزارة إعداد مناهج دراسية تدعو إلى نبذ العنف والتطرف».
 
ومن جانبه، قدم الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، «روشتة علاج» للقضاء على ظاهرة العنف بين الطلاب، أهمها تدشين ثورة ثقافية كبرى لإرجاع المؤسسات التعليمة والثقافية والتربوية في مصر إلى سابق عهدها.

العنف بالمدارس (3)
 
وأضاف «فرويز»، أن المسؤولية في هذه الظاهرة لا تقع على جهة واحدة، ولكنها تقع على المدرسة والبيت والسلوك المجتمعي بين الصغار والكبار، لافتا إلى أنه مع انتشار الأفلام التي تكون قائمة على العنف وسلوكيات أخرى يقوم الطفل بمحاكاتها، فينشأ على أن الحل في إنهاء أي خلاف أو مناقشة هو العنف واستخدام الآلات الحادة.
 
بينما يري الدكتور وائل الكميلي، خبير التنمية البشرية، أن العامل الأساسي في انتشار هذه الظاهرة والقضاء عليها أيضا يقع على عاتق المدرسة والبيت والإعلام، فإذا أردنا محاربة هذه العادة التي أصبحت ثقافة مجتمع، لن يكن إلا بتكامل الثلاث جهات مع بعضها البعض.
 
وأشار «الكميلي»، إلى أن المسؤولية الكبرى تقع على عاتق الإعلام، خاصة أنها الوسيلة الوحيدة القادرة على بث مظاهر العنف والشغب بين الأطفال من خلال ما يعرضه من أفلام وبرامج، والتي تعطى انطباعا لأي طفل عن أن فض النزاع لن يكون إلا بالعنف والضرب.

العنف بالمدارس (4)
 
 
لا أحد ينكر دور الأسرة الكبير في التأثير بشكل مباشر على سلوك الأطفال في التعامل مع بعضهم البعض، وذلك لأن الأسرة هي الجهة الوحيدة التي تحيط بالطفل منذ الولادة حتى الذهاب للمدرسة.
 
وفي نفس السياق، قالت الدكتورة شيماء إسماعيل، استشاري العلاقات الأسرية، وخبيرة التنمية البشرية وتطوير الذات، إن الأسرة تقع عليها المسؤولية الأولى في تشكيل طباع الأبناء خاصة في مرحلة الطفولة والنشأة الأولى، ثم يتكامل دورها مع دور المدرسة في مرحلة المراهقة، مشيرة إلى أن الأسرة، سواء الأب أو الأم، يجب أن يكونا متابعين ومراقبين لسلوك الأبناء، وليس محاصرين، حيث إن محاصرة الأبناء وإضعاف ثقتهم بأنفسهم قد يؤدي إلى مشاكل كبيرة تنعكس على سلوك الطفل خارج المنزل، مؤكدة أن الاحتواء النفسي وتقديم الدعم الإيجابي باستمرار سيكون له مردودا إيجابيا على الأبناء.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق