"خالد منتصر".. هل شتمتَ شيخ الأزهر اليوم؟

الثلاثاء، 08 يناير 2019 12:20 م
"خالد منتصر".. هل شتمتَ شيخ الأزهر اليوم؟
مختار محمود يكتب:

 
ماذا  يريد "خالد منتصر" من شيخ الأزهر الشريف الدكتور"أحمد الطيب"؟ الأمرُ تجاوز حدود اللياقة والأدب. ما يكتبه المذكورُ ليس نقداً مُباحاً مقبولاً، ولكنه وصلاتٌ من الردح النسائى البغيض. "الطيب" أكبرُ من أن ينتقده مثلُ "خالد". و "منتصر" أدنى من أن يتحدث عن "الطيب" ولو بحرفٍ واحدٍ، ولكن فى زمن "الروبيضة".. يختلطُ الحابل بالنابل ويتوهَمُ القزمُ نفسَه عملاقاً.
 
لم تطبْ نفسُ "خالد منتصر" الأمَّارة بالسوء، عندما شاهد افتتاح مسجد "الفتاح العليم" وكاتدرائية "ميلاد المسيح"، و أزعجته حالة الود والتقارب والتناغم بين  شيخ الأزهر الشريف وبين البابا "تواضروس الثانى". كلمة "الطيب" المُرتجلة لاقتْ استحسان جميع ذوى النفوس السليمة والضمائر المستقيمة. أما "خالد منتصر" فوجدها دونَ ذلك، وراح يُحرِّفُ كلمات "الطيب" عن مواضعها، ويلوى عنق الحقيقة.
 
هو يعلم أنه كذوب، كما يعلم أن بضاعته "العفنة" سوف يصيبها الركود لو أنه أقرَّ واعترف بأن العلاقة بين الأزهر والكنيسة على ما يُرام. ما يتقيأه "خالد منتصر" كل يوم بحقِّ "الطيب" يعكسُ نواياهُ الخبيثة التى لا تريد الخير لهذا البلد. أمثالُ "خالد منتصر" يتعاملون مع مصر انطلاقاً من المثل الشائع: "طوبة على طوبة.. خلّى العركة منصوبة".
 
هم لا يبحثون عن استقرار وتعايش بين جموع المصريين حتى وإنْ ادعَّوا ذلك كذباً وزوراً، بل يسعون بمكر الثعالب أحياناً وغباء الخرفان أحياناً أخرى إلى ضرب هذا الاستقرار ودق الأسافين بين الأزهر والكنيسة، حتى يشعلوا الحرائق فى الداخل، ويُحرجوا مصر فى الخارج.
 
ما يؤكدُ سوءَ قصد "خالد منتصر" أن المواقع القبطية المتشددة هى التى تحتفى دون غيرها بكتاباته الشيطانية وتصوراته الحمقاء وخيالاته المريضة وتتداولها على نطاقٍ واسعٍ، لتكون مدخلاً للموتورين الذين يتهافتون من خلال التعليقات على التطاول على الأزهر الشريف وشيخه الكريم، وصولاً إلى الإسلام ذاته.
 
أصدقاء "خالد منتصر" ينصحونه دائماً  بأن يتخلى عن تطرفه فى كراهيته للإسلام ورموزه، ويرونه أشدَّ تطرفاً من السلفيين، ويعتبرونه مع "ياسر برهامى" وجهين لعُملةٍ واحدةٍ ، ولكنَّ مثله يستعصى على النصح والإرشاد.
 
لا أتصورُ أن "خالد منتصر" مدفوعٌ من جهةٍ رسميةٍ، كما يُروِّج عن نفسه ويقولُ للمقربين منه، ليقود جبهة التطاول والسب والقذف بحق كل ما يمتُّ للإسلام بصلة. وفى الوقت ذاته.. لا أعلمُ لماذا لا يتم التدخل بأى شكل من الأشكال لوقف هذا التجاوز على شخص الدكتور "أحمد الطيب" الذى يُقدره ويحترمُه رؤساء العالم ويخرجون لاستقباله استقبال الفاتحين.
 
كان من الممكن أن نُحسن  الظن بـ "خالد منتصر"، لو أنه مثلاً ينتقدُ البابا كما ينتقد شيخ الأزهر، وكلاهما ليس معصوماً من الخطأ، فالإسلام يقول: "كل ابن آدم خطَّاءُ وخير الخطائين التوابون"، والمسيحية تقول: "من كان منكم بلا خطيئة فليرمها بحجر"، ولكن أن يبقى التجاوزُ بحق الأخير فقط دائماً وأبداً حتى لو أحسن الرجلُ صُنعاً فهذا أمرٌ شديد القبح والتدنى والابتذال.
 
"خالد منتصر" يتعامل مع شيخ الأزهر الشريف بحسب الآية الكريمة: "إِن تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِن تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا". أما الدكتور "أحمد الطيب" العابد الزاهد، فيتعاملُ مع " خالد منتصر" ومَن على شاكلته من رفقاء السوء بالنصف الثانى من الآية ذاتها: "وَإِن تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا، إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ"..

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة