اليمين المتطرف يشعل معركة «البرلمان الإوروبي» متسلحا بغياب بريطانيا

الإثنين، 14 يناير 2019 12:00 م
اليمين المتطرف يشعل معركة «البرلمان الإوروبي» متسلحا بغياب بريطانيا
البرلمان الأوروبي

 
تقترب انتخابات البرلمان الأوروبي، وتزداد درجة الاستعدادات لحسمها، فبين المعسكر التقليدي واليمين الأوروبي، ستكون معركة حامية، غير أن المؤشرات تعزز كفة اليمين الحكومات اليمينية في ظل الضعف الذي يضرب التيار التقليدي، جراء الكثير من العواصف السياسية التى ضربت باريس وبرلين منذ عام 2018، فضلا عن البريكست.
 
اليمين الأوروبى، الذي تتزعمه إيطاليا وبولندا، أطلق مؤخرا استراتيجيته للسيطرة على المؤسسات الأوروبية، معلنًا إنشاء ما يسمى محور مناهضة الهجرة، حيث رحب رئيس وزراء المجر، فيكتور أوربان، بإنشاء المحور، حيث يمكن لزعماء الاتحاد الأوروبي اليمينيين المتشددين ذوي التوجهات المتقاربة أن يوحدون صفوفهم لإدارة الاتحاد.
 
تقول صحيفة الإندبندنت البريطانية، في تقرير لها، إن أوربان يريد أن يرى أغلبية مناهضة للهجرة فى مؤسسات الاتحاد الأوروبى، وأنه سيجتمع مع دول مثل إيطاليا وبولندا لتغيير اتجاه الكتلة. فالزعيم اليميني قال إنه لا يمكن أن يكون هناك حل وسط بشأن قضية الهجرة، وأنه سيتعين عليه محاربة زعماء مثل الرئيس الفرنسى، إيمانويل ماكرون: «لاحترام قرار المجريين بعدم التحول إلى دولة مهاجرة».
 
وقال: «أتمنى لأوروبا أن يكون لها تلك القوة السياسية التى يتمتع بها حزب الشعب الأوروبى (حزب يمين الوسط العابر للحدود الذى يهيمن على المفوضية الأوروبية)، محور روما - وارسو، القادر على الحكم، القادر على تحمل المسؤولية والمعارضة».
 
في الوقت ذاته، دعا ماتيو سالفينى، وزير الداخلية اليمينى فى الحكومة الإيطالية، إلى دعم محور روما - وارسو، لبناء «أوروبا جديدة» ضد الهجرة. وقال: «أود إنشاء اتفاقية، تحالف لكل من يريد إنقاذ أوروبا».
 
في حين قال رئيس الوزراء اليميني الشعبوى فى بولندا، ماتيوس موراويكى، في وقت سابق من هذا الأسبوع مع السيد سالفينى نحن فى نفس الصفحة فيما يتعلق بالعديد من المسائل الأوروبية، مشيرا إلى التمييز ضد بولندا من قبل بروكسل.
 
وتقرر الانتخابات البرلمانية الأوروبية في جزء منها رئيس المفوضية الأوروبية، فضلا عن البرلمان والمجلس. وتشير استطلاعات الرأى إلى أن جماعة يمينية متطرفة يمكن أن تصبح ثانى أكبر تجمع فى البرلمان العابر للحدود، على الرغم من أن الانقسامات بين الأحزاب المختلفة في البلدان المختلفة يمكن أن تمنعهم من الالتفاف حول راية واحدة.
 
تأتي هذه التطورات في المشهد الأوروبي في وقت اتغادر فيه بريطانيا كقوة فاعلة، وأفول نجم المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، وحتى ذلك الرئيس الشاب الفرنسى، الذى كان يعول عليه الغرب لقيادة الكتلة نحو الإصلاحات وقيادة أوروبا فى كفاحها ضد الشعبوية والقومية التى أطلق لها العنان، إذ يواجه ماكرون أزمة سياسية بالداخل فى ظل استمرار احتجاجات حركة السترات الصفراء ضد سياساته الاقتصادية، ما يجعل مهمة السيطرة على الأتحاد الأوروبى أسهل.
 
وحققت الأحزاب والحكومات المناهضة للهجرة، بعض النجاحات بالفعل فى الاتحاد الأوروبى حيث وضعوا القضية على رأس جدول الأعمال. وفى الصيف الماضى، غير المجلس الأوروبى سياساته الخاصة بإنقاذ المهاجرين فى البحر المتوسط تحت ضغط من إيطاليا، مستبعدا قوارب الإنقاذ التى تديرها المنظمات غير الحكومية.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق