أنصار القذافي الباب الخلفي لعودة الإخوان.. مخطط تركي جديد ضد الدولة الليبية

الإثنين، 14 يناير 2019 09:00 ص
أنصار القذافي الباب الخلفي لعودة الإخوان.. مخطط تركي جديد ضد الدولة الليبية
اردوغان وتميم

تسعى جماعة الإخوان الإرهابية للعودة مرة أخرى إلى المشهد السياسي في ليبيا، عبر ترتيب أوراقها في تركيا، بهدف العودة والهيمنة على مؤسسات الدولة الليبية عبر تشكيل ما يعرف بـ"التكتل الوطنى".

وحسب مراقبون، فإن هذا المخطط محاولة لاستنساخ مشروع ليبيا الغد، الذى طرحه سيف الإسلام القذافى عام 2007 للتصالح مع الإسلاميين وإعطائهم دور أكبر فى العملية السياسية، مضيفين أن التحالف الجديد تقوده تركيا وقطر عبر جماعة الإخوان الليبية، وقياداتها للهيمنة على المشهد السياسى عبر طرح ما يعرف بمشروع للمصالحة الوطنية، الذى أعده الإخوانى على الصلابى المقيم فى أسطنبول، وهو عبارة عن خارطة طريق تركية - قطرية تنفذها جماعة الاخوان لبسط نفوذها على مؤسسات الدولة الليبية.

 

الإخوانى على الصلابى

ويعتمد الإخوانى على الصلابى فى رؤيته على دعوة أنصار النظام الليبى السابق للتحالف معهم مجددا لتمكين الجماعة من الهيمنة على السلطات التشريعية والتنفيذية فى البلاد، وتوفير غطاء سياسى لجماعة الاخوان عبر الاستعانة ببعض أنصار القذافى للمشاركة فى اجتماعات التكتل الوطنى، وخلق كيان سياسى إخوانى بمشاركة رمزية لأنصار النظام الليبى السابق.

ويصنف الصلابى كأحد أبرز تلاميذ الإرهابى يوسف القرضاوى، داخل ما يعرف "اتحاد علماء المسلمين"، ويستقى الصلابى غالبية أفكاره السياسية والدينية من يوسف القرضاوى الذى يعتبر الإخوانى على الصلابى أحد أبرز القيادات المستقبلية للاتحاد الذى تموله الحكومة القطرية.

الواقع أن أنصار النظام الليبى السابق ومحاولة استنساخ مشروع ليبيا الغد لن يقدموا أى جديد للمشهد السياسى الراهن، بسبب اختلاف الظروف الراهنة عما كانت عليه ليبيا عام 2007، فضلًا عن الانشقاقات والصراعات التى تعصف بأنصار النظام الليبى السابق وخاصة الداعمين لسيف الإسلام القذافى الذى قل نفوذه داخل غالبية القبائل الليبية وخاصة قبيلة القذاذفة التى ينتمى إليها.

 

على الصلابى وعبد الحكيم بلحاج وسيف الإسلام القذافى

وقالت تقارير إن التحركات المكثفة التى تقودها تركيا فى المشهد الليبى، من تمويل ميليشيات مسلحة تنتمى لتيار الاسلام السياسى، وتنظيم مؤتمرات سياسية بإشراف الاخوان، تأتى ردًا على تهميش أنقرة فى مؤتمر بـ"اليرمو" لحل الأزمة الليبية، الذى احتضنته إيطاليا نهاية العام الماضى.

ويحاول الإخوانى على الصلابى عبر مشروعه الخبيث، تضليل والتعتيم على المواقف، محاولا ربط الأحداث الراهنة ببعض الأحداث التاريخية فى عهد الخلفاء الراشدين، دون الالتفات إلى الفارق النسبى الكبير بين الواقع الذى تعيشه ليبيا فى الوقت الراهن والزمن الماضي، متغافلا عن اللعبة السياسية التى تقودها تركيا وقطر وبعض الدول الغربية فى ليبيا لتحقيق مصالح شخصية على حساب دماء الليبيين. ويستند الإخوانى على الصلابى فى رؤيته للمصالحة على فكر دولة الخلافة الإسلامية التى تروج لها تركيا فى المنطقة.

 

 

ويروج الصلابى فى مشروعه لتشكيل تكتل للمشاركة فى الانتخابات التشريعية المقبلة وفرض شروط لاختيار رئيس الوزراء الليبى المقبل، ووضع خارطة طريق تخدم مصالح الجماعة الإخوانية دون التطرق لضمانات عدم هيمنة جماعة الإخوان على المشهد السياسى وإقصاء الآخر كما فعلت الجماعة فى انتخابات المؤتمر الوطنى العام المنتهية ولايته.

ويهدف مشروع الصلابي لتحجيم دور المؤسسة العسكرية الليبية، كما الحال في تركيا، وطرح أفكار تحجم دور قوات الجيش فى تأمين البلاد، وتحد من قوته فى مواجهة أى كيانات مسلحة فى البلاد، وتلميحه لرفض التكتل المزمع تشكيله للقيادات العسكرية التى تقود الجيش الوطنى الليبى.

لم يغفل الصلابى دور وزارة الأوقاف، والمساجد، فى المشهد السياسى الليبى، داعيا إلى بناء إدارات للإرشاد فى الوزارات الليبية، وهى الفكرة التى يروج لها المفتى الإخوانى الصادق الغريانى، فضلا ترويجه لفكرة ربط الدين بالسياسة وإعطاء رجال الدين حق للتدخل فى الشئون السياسية والاجتماعية والاقتصادية بذريعة توعية وإرشاد المواطن الليبى.

 

المشروع الذى طرحه "الصلابى" وتستر خلف ستار "السلام والمصالحة الوطنية" هو عبارة عن خارطة طريق ودستور إخوانى يمكن تيار الإسلام السياسى فى ليبيا دون غيره، ويحاول الترويج لفكرة التحالف مع بعض أنصار النظام السابق وبعض مناصرى ثورة 17 فبراير 2011 لإضفاء شرعية على التكتل الإخوانى الذى تسعى تركيا وقطر لتشكيله عبر جماعة الإخوان للعودة للمشهد السياسى بقوة والهيمنة على مؤسسات الدولة الليبية.

ويريد الصلابي أن يقود التحالف قيادات إخوانية شابة، على رأسها وليد اللافى، الذى يترأس قنوات النبأ الإخوانية- تبث من تركيا- إضافة لكونه يقود صفحات موالية لجماعة الإخوان على مواقع التواصل.

وكان للإخوانى وليد اللافى دور بارز فى الترويج لأفكار الجماعة الليبية المقاتلة وجماعة الاخوان خلال أحداث 17 فبراير، وتأكيده على أهمية اعطاء الاسلام السياسى دورا اكبر فى المشهد السياسى الليبى ودعمهم فى انتخابات المؤتمر الوطنى العام.

الاخوانى الليبى وليد اللافى
 
الاخوانى الليبى وليد اللافى

ويقود وليد اللافى حملة تخوين للجيش الوطنى الليبى  عبر أبواق جماعة الاخوان الاعلامية فى ليبيا، وفى مقدمتها قناة النبأ وصفحات مواقع التواصل الاجتماعى وأبرزها "قلم رصاص"، والترويج لأكاذيب وشائعات تروجها تركيا وقطر ضد قيادات الجيش الليبى والترويج لفكرة إعادة هيكلة الجيش والتخلص من القيادات الحالية.

الاخوانى وليد اللافى
 
الاخوانى وليد اللافى

ومن المقرر أن تجتمع قيادات جماعة الاخوان والجماعة الليبية المقاتلة خلال الأسبوع الأخير من الشهر الجارى وتحديدا يوم 25 يناير 2019 فى اسطنبول، وذلك بحضور بعض أنصار النظام الليبى السابق لتشكيل التكتل الذى يروج له الإخوانى على الصلابى للحصول على اعتراف إقليمى ودولى بالتكتل الاخوانى.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق