الموت الأبيض.. كيف واجه اللاجئون السوريون مخيمات الثلوج في لبنان؟

الثلاثاء، 15 يناير 2019 05:00 م
الموت الأبيض.. كيف واجه اللاجئون السوريون مخيمات الثلوج في لبنان؟
كيف واجه اللاجئون السوريون مخيمات الثلوج في لبنان؟
منة خالد

 

وسط الأجواء الثلجية الشتوية التي تتوّق أجساد اللاجئين السوريين في مخيمات عكار بلبنان، تتشح الخيام بالثلوج البيضاء، وتُدمر مياه العواصف حشايا اللاجئين وتتلف موادهم الغذائية، حتى زادت حالتهم بؤسًا على سكانها الذين يجدون صعوبة في تحمل رياح الشتاء القوية والبرد القارس.

فرّ أكثر من مليون سوري إلى لبنان منذ اندلاع الحرب في العام 2011، وتقول وكالات الأمم المتحدة إن معظمهم يعيشون في فقر، بحسب رويترز.


"العاصفة تركتنا وأطفالنا بدون ملابس"
 

قال حسين زيدان الذي جاء إلى لبنان من مدينة حمص السورية عام 2011 "المي -المياه- لا تزيد عن نص متر في الأراضي، في البراكيات والخيم اللي موجودين فيها، فنحن مثل ما قال ظروف الحياة أجبرتنا نكون بها الوضع هذا.. أجبرتنا الظروف.. المشاكل والحروب اللي صارت بسوريا".


الموت الأبيض يكسو أجساد اللاجئين السوريين في مخيمات لبنان
 

فصل الشتاء دائما يحمل الخير الثلج ببياضة والمطر بغزارته يفرح به سكان مناطق تشح فيها المياه لكن عندما يتحول الثلج والصقيع إلى قاتل قاسي، يغيب بياض الثلج ويحل مكانه سواد كالح .. في هذا العام، الصقيع قاتلًا ولا يرى كيف يعيش اللاجئون، خيام مغطاة بالبلاستيك أو القماش لا تحمي من أي شيء، ليس لديهم إمكانيات التدفئة، عاصفة نورما السوداء التي دفنت ثلوجها البيضاء مخيمات اللاجئين وجمّد البرد الدم في عروقهم وتسللت المياه إلى خيمهم فأصبحوا مغمورين بالثلوج وغارقين في الماء وما لم تقتله الحرب أصبح ينتظر الموت البطيء  في شتاء ساعاته طويلة وباردة، فعاصفة نورما الثلجية التي عصفت بالمنطقة أضرت بـ 150 مخيما يسكن فيه 8000 لاجئ.

حسب تقرير رويترز، قالت الأمم المتحدة، إن هناك 22 تجمع للنازحين تأثر بالأمطار الغزيرة في عكار في لبنان، وغمرت المياه 4 تجمعات بشكل كامل، وتضرر 18 تجمع من جراء الفيضانات المفاجئة، والأضرار في الشمال لحقت بـ77 خيمة من جراء الرياح العاتية والأمطار الغزيرة.

تصف الأمم المتحدة الحياة في مخيمات لبنان بأنها "صراع يومي" لكثير من اللاجئين السوريين ذوي الموارد المالية الضئيلة أو المعدومة، لا يحتاج سكان المخيمات لكلمات كثيرة لوصف حالهم، فالصور المنتشرة تكشف حجم المأساة التي يعيشها هؤلاء. فرأينا كيف أن العواصف في لبنان أغرقت مخيمات اللاجئين بالمياه ودمرت الخيام ما دفع بعض اللاجئين لترك أغراضهم وإنقاذ أرواحهم من النزوح من مخيم إلى آخر ليصبحوا أكثر فقرا وبؤسا.

وأعلنت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن هناك أكثر من 5.6 ملايين سوري نزحوا من بلادهم منذ عام 2011، غالبيتهم استقروا في كلاً من لبنان والأردن والعراق وتركيا، وتقول الإحصائيات الأممية إن حوالي 70% من اللاجئين يعيشون تحت خط الفقر.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة