نظام «مادورو» متورط في تمويله.. كيف أصبحت أمريكا اللاتينية ملاذ «حزب الله» السري؟

الأربعاء، 16 يناير 2019 04:00 م
نظام «مادورو» متورط في تمويله.. كيف أصبحت أمريكا اللاتينية ملاذ «حزب الله» السري؟
الرئيس نيكولاس مادورو وحزب الله

مجددا، أثارت المعارضة الفنزويلية ملف دعم نظام الرئيس نيكولاس مادورو لحزب الله اللبنانى، حيث قال النائب المعارض أمريكو دى جراتثيا، إن الرئيس مادورو يستغل مناجم الذهب والماس والمعادن الأخرى، لتمويل الأعمال الإرهابية والأنشطة التى يمارسها الحزب داخل وخارج لبنان.
 
تصريحات النائب الفنزويلى نشرتها صحيفة "انفوباى" الأرجنتينية فى تقرير لها، مشيرة إلى أن جراتثيا يقود حملة ضد نظام مادورو، وقال إنه يخدع شركة التعدين "أركو"، ويستغل مناجم الذهب لتمويل حزب الله.
 
 
تصريحات "جراتثيا" تبعتها ردود أفعال واسعة، لتفتح الباب أمام سيلا من الانتقادات لقيام نظام نيكولاس مادورو بتمويل أنشطة مشبوهة من ثروات الشعب الفنزويلى الذى يعانى من ظروف اقتصادية طاحنة.
 
 
وأكد جراتثيا، أن أعضاء من حزب الله موجودين فى منجم لاس روسيتاس فى جنوب بلدية انجوستورا بولاية بوليفار وبحيرة جورى، وأيضا سيوداد بيار، وبالنسبة لهم فأنها لعبة مربحة للجانبين، حيث يفوزون من الناحية الاقتصادية والاستيراتيجية، وتضم احتياطات الذهب 7 آلاف طن.
 
 
وكشف جراتثيا أن حزب الله يمتلك منجمين للتنقيب عن الذهب ضمن مشروع "آمو"، قام بتخصيصها نظام الرئيس مادورو لصالح الحزب، وذلك بغرض تمويل عملياتها، ولخدمة أجندة النظام الذى يقوده، فى إشارة إلى النظام الإيرانى.
 
 
 
وقبل أشهر، كشف تقرير أصدره مركز "المجتمع الحر والآمن"، إن المتطرفين من حزب الله يعملون فى أمريكا اللاتينية بدعم من الحكومة الفنزويلية، فى وقت تعانى فيه البلاد من أزمات سياسية واقتصادية طاحنة.
 
 
وبحسب تقرير نشره حينها الكاتب الفنزويلى والخبير فى مسائل الأمن القومى ومكافحة الإرهاب، جوزيف هومير، بعنوان "كيف تكون مواجهة الإمبراطورية الجنائية فى أمريكا اللاتينية؟"، فأن فنزويلا الدولة الأكثر حماية لحزب الله فى أمريكا اللاتينية، والأكثر استقبالا وإرسالا للمتطرفين للحزب.
 
 
وقال هومير فى تقريره، إن "دول أمريكا اللاتينية تستخدم من قبل الجماعات المتطرفة لتنفيذ جرائم التهريب، والحصول على التمويل، والقدرة على القيام بالتدريب الخاص بها"، وأكد الخبير أن 35% من بلدان القارة تفتقر للقوانين المكافحة للمنظمات الإرهابية، ومن بين 33 دولة هناك 6 فقط تتبع تدابير ضد مجموعات تدعو للابتزاز والعنف.
 
 
 
 
وأشار التقرير، إلى وجود أكثر من 15 ألف جواز سفر صدرت بأمر من نائب الرئيس الفنزويلى، طارق العيسمى (لبنانى الأصل) لجماعات وأفراد، لتعزيز النشاط الإجرامى الموالى لإيران، ووفقا لتحقيقات سابقة فأن فنزويلا تستضيف عددا من المقربين من حزب الله.
 
 
وفى ولايته الرئاسية السابقة، أقدم الرئيس الفنزويلى نيكولاس مادورو، على تعيين "طارق العيسمى" نائبا له، وهو ما آثار شكوكا واسعة كون الرجل معروفا لدى المخابرات الأمريكية بأنه طرف فى شبكة لتهريب المخدرات ويرتبط بعلاقات مع إيران وسوريا وحزب الله.
 
 
وبحسب تقارير صحفية، يُعتبر "العيسمى" حلما يتحقق لإيران فى فنزويلا، وهو ما أكده كتاب "الاختراق الاستراتيجى الإيرانى لأمريكا اللاتينية" للخبير جوزيف هومير، الذى تناول دور نائب الرئيس الفنزويلى وعلاقته مع حزب الله.
 
 
 
 
ووفقا لما أورده "هومير"، فأن العيسمى طور على مدى سنوات شبكة مالية متعددة الطبقات، تعمل بمثابة خط أنابيب لضخ الإسلاميين المتشددين فى فنزويلا والدول المحيطة، وإرسال الأموال غير المشروعة والمخدرات من أمريكا اللاتينية إلى الشرق الأوسط، وتتكون الشبكة من 40 شركة، إضافة لأكثر من 20 منشأة، ومبالغ نقدية ضخمة، ومركبات وعقارات، وغيرها من الأصول التى تم توزيعها على 36 حسابا مصرفيا فى أنحاء فنزويلا وبنما، وسانت لوسيا، وجنوب ولاية فلوريدا ولبنان.
 
وبحسب "هومير"، فأن هذه الشبكة أصبحت متكاملة ومتناسقة بشكل أكبر، بفضل أيمن جمعة، الذى يمتلك شبكة لغسل الأموال، واستخدم البنك اللبنانى الكندى لغسل مئات الملايين من الدولارات، ونقل شحنات متعددة من أطنان الكوكايين نيابة عن عصابات المخدرات الكولومبية والمكسيكية وحزب الله، وتمتد شبكة "جمعة العيسمى" لدول أخرى مثل الإكوادور ونيكاراجوا وبوليفيا، وبعض دول البحر الكاريبى، ويتهم منشقون فنزويليون يقيمون فى الولايات المتحدة الأمريكية "العيسمى" بتلقى رشاوى من كبار تجار المخدرات فى محاولة لتهريب الكوكايين عبر البلاد عندما كان وزيرا للداخلية.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق