أبوبكر الصديق لم يرافق الرسول خلال الهجرة.. "عبده ماهر" يفجر قضية جديدة صادمة

السبت، 26 يناير 2019 08:00 م
أبوبكر الصديق لم يرافق الرسول خلال الهجرة.. "عبده ماهر" يفجر قضية جديدة صادمة
صورة تخيلية
عنتر عبداللطيف

"أبوبكر الصديق لم يكن مع الرسول بالغار ولم يهاجر معه".. كان ما سبق تصريحات صادمة للباحث الإسلامى "أحمد عبده ماهر"، والذى كان قد بث مقطع فيديو عبر وسائل التواصل الإجتماعى زعم فيه أن سيدنا أبوبكر الصديق رضى الله عنه لم يصطحب الرسول صلى الله عليه وسلم فى الهجرة من مكة إلى المدينة.

وكان "ماهر" قد كتب مقالا أوضح فيه وجهة نظره بشأن عدم اصطحاب "أبوبكر الصديق" للرسول صلى الله عليه وسلم قال فيه:" لعل تاريخنا الإسلامي قد عحّ بالخرافات والخزعبلات والدسائس والكذب الذي تميز بها معظم كتابات المؤرخين، وما ذلك إلا لأننا شعوب لا تمحص ولا تدقق حتى راجت تلك الخرافات والأكاذيب بيننا ومن بين تلك الأكاذيب أقصوصة هجرة أبو بكر مع الرسول من مكة للمدينة المنورة،وبيانها المفضوح بالقرآن والسنة،وسنوالي شرح تلك الأكذوبة فيما يلي:

أولا الكذب على القرآن: يؤكد القرآن عدم وجود أبا بكر مع الرسول بالغار ويتبين ذلك مما يليبقول تعالى: {إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُواْ ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُواْ السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ }التوبة..40.

maxresdefault
 

وهذه الآية نستنبط منها ونتدبر ما يلي: 1- فالذي نصره الله هو واحد وليس اثنين "فَقَدْ نَصَرَهُ اللّهُ "2- والذي أخرجه الذين كفروا هو واحد فقط وليس اثنين "إِذْ أَخْرَجَهُ " ولم يقل الله "إذ أخرجهما الذين كفروا". 3- بينما تجد أن العدد الوارد بالقرءان هما إثنين لقوله تعالى: "ثاني اثنين" .فلو كان الاثنين هما الرسول وأبا بكر لكان الرسول " أول الاثنين" وليس ثاني الإثنين.

فهذا يدل على ان الثاني لم يكن مرغما على الخروج ولم يطرده قومه ،وكان هو أول الاثنين فيكون هو الدليل المشرك المسمى "عبد الله بن أريقط". 4-ولأنه هو الدليل فقد كان هو الأول، ولأن الرسول كان يقتدي بهذا الدليل فكان الرسول ثاني اثنين.5- وبينما تجد أن الموجود بالغار كان اثنين والذي أخرجه قومه هو واحد وجرى بينهما حديثا في غاية الأهمية إذ قال الرسول لصاحبه في الغار "لا تحزن" ولم يقل له "لا تخف".

 

يضيف "عبده ماهر" فلو كان أبا بكر هو صاحب الرسول لقال له النبي "لا تخاف" بما يعني لا تخاف من أن يقتلك المشركين أو يقتلوا الرسول،لكنه قال له "لا تحزن" لأن الرسول بالنسبة للدليل المشرك عبد الله بن أريقط ما هو إلا صفقة تجارية يخشى عليها أن تضيع من يده لهذا فكانت عبارة "لا تحزن"هي المناسبة لوضعة التجاري حيث يطمئنه النبي بأنه سيتقاضى أجره أو باقي أجرخه وأنه لن تفشل صفقته التجارية.

6- ولو كان أبو بكر هو المهاجر مع رسول الله فرارا بدينه وفي سبيل الله لأنزل الله سكينته عليه لكن الله اقنصر بإنزال السكينة على النبي وظل الدليل المشرك حزينا على الصفقة التبي كادت أن تضيع وفي ذلك يقول تعالى: "فَأَنزَلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ "ولم ينزلها على عبد الله بن أريقط.

7- وكذلك فإن التأييد نزل للرسول فقط ولو كان أبو بكر مهاجرا مع الرسول لأيده الله ايضا ...وفي ذلك يقول تعالى: "وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا"،أي أن التأييد نزل لواحد فقط هو الرسول.

 

ولو كان أبو بكر الصديق هو الذي مع الرسول لوقع اجره على الله ولأصابته السكينة لقوله تعالى: {وَمَن يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللّهِ يَجِدْ فِي الأَرْضِ مُرَاغَماً كَثِيراً وَسَعَةً وَمَن يَخْرُجْ مِن بَيْتِهِ مُهَاجِراً إِلَى اللّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلى اللّهِ وَكَانَ اللّهُ غَفُوراً رَّحِيماً }النساء.100

 

ودوما يتنزل الله بسكينته على رسوله وعلى المؤمنين، فلو كان أبو بكر هو المهاجر مع رسول الله لأنزل الله سكينته على الرسول وعلى أبو بكر.

 

وتأمل قوله تعالى: {ثُمَّ أَنَزلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنزَلَ جُنُوداً لَّمْ تَرَوْهَا وَعذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَذَلِكَ جَزَاء الْكَافِرِينَ }التوبة26.

 

وتأمل،فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً }الفتح26.

 

ثانيا: من كتاب صحيح البخاري ،وسأستخدم هنا كتاب صحيح البخاري ككتاب تاريخ وليس ككتاب أحاديث،فلعل القارئ الكريم يود أن يطلع على ما جاء به البخاري مما يؤكد أن ابا بكر هاجر للمدينة قبل هجرة الرسول وأنه كان يصلي مأموما خلف الصحابي سالم مولى أبي حذيفة وهو الشهير بواقعة إرضاع الكبير، وإليك الحديثين في هذا الشأن:

 

روايتين الموجودتين في صحيح البخاري والتين ارصدمتا شراح البخاري والرواة حيث يذكر البخاري ما يلي:1- : حدثنا إبراهيم بن المنذر قال حدثنا أنس ابن عياض عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر قال لما قدم المهاجرون الأولون العصبة موضع بقباء قبل مقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يؤمهم سالم مولى أبى حذيفة وكان أكثرهم قرأناً .

وعندما نسأل البخاري ونقول له : من هم الذين كانوا يصلون خلف سالم مولى ابي حذيفة في هذه الفترة " قبل قدوم النبي صلى لله عليه وسلم إلى المدينة سيجيبنا البخاري ويقول2ـ أنّ ابن عمر روى انّ ابو بكر وعمر و... و.... كانوا يصلون خلف سالم في هذه الفترة حيث قال:حدثنا عثمان بن صالح حدثنا عبد الله بن وهب قال أخبرني ابن جريج ان نافعا أخبره ان ابن عمر رضي الله عنهما أخبره قال كان سالم مولى أبي حذيفة يؤم المهاجرين الأولين وأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في مسجد قباء فيهم أبو بكر وعمر وأبو سلمة وزيد وعامر بن ربيعة.

3ـ ومن الزيادات المخبولة التي ترويها الكتب التي نتناقلها بكل فخر بينما هي لا تساوي قيمة المداد الذي تم تدوبنها به..... أن أسماء ابنة ابا بكر كانت تذهب للنبي وأبيها في الغار لتزودهم بالزاد، فهل يصدق الفارئ هذا الهراء؟.أتمشي فتاة وحدها في جبال مكة الوعرة لتذهب لأبيها والرسول في ذلك الغاروهل كان هذا الغار محل إقامة لهما خارج مكة يعيشان فيه!.

 

يتابع "عبده ماهر" ثم هل يهاجر أبو بكر ويترك بناته أسماء وعائشة ولا يخاف عليهما من وحشية وبطش قريش؟.. فنستنتج من جماع ما تقدم من تدبر للقرآن ومرويات البخاري وخرافات باقي الكتب أن أبا بكر لم يكن في الغار مع النبي والذي كان معه هو الدليل عبد الله ابن أريقط أو أريقد، ليتأكد القارئ عدم هجرة الصدبق أبو بكر مع رسول الله.

 

وكان المشركون قد أجمعوا أمرهم على قتل رسول الله صلى الله عليه وسلم فجمعوا من كل قبيلة رجلا جلدا نسيبا وسيطا ليضربوه ضربة رجل واحد حتى يتفرق دمه في القبائل، فأتي جبريل عليه السلام وإلى رسول الله يخبره بكيد المشركين وأمره أن لا يبيت في مضجعه الذي كان يبيت فيه.

 

فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب وأمره أن يبيت على فراشه ويتسجى ببرد له أخضر ففعل، ثم خرج رسول الله على قوم وهم على بابه ومعه حفنة تراب فجعل يذرها على رؤوسهم وهو يقرأ: {يس وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ} إلى قوله: {فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لاَ يُبْصِرُونَ} وأخذ الله عز وجل بأبصارهم، فلما أصبحوا فإذا هم بعلي بن أبي طالب فسألوه عن النبي فأخبرهم أنه خرج، فركبوا يطلبونه" إلى هنا انتهى ما قاله عبده ماهر نصا".

من ناحية أخرى تجمع الكتابات السلفية على أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان قد سار مع أبي بكر رضي الله عنه والذي كان ينتظر بفارغ الصبر مرافقته لرسول الله حيث إنه كان استأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل ذلك بالهجرة فقال له عليه السلام لا تعجل لعل الله أن يجعل لك صاحبا.

وكانت الصحبة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، سارا حتى وصلا إلى غار ثور فدخلاه، وجاءت العنكبوت فنسبت على بابه، وجاءت حمامة فباضت ورقدت فلما وصل رجال قريش إلى الغار قال أبو بكر: يا رسول الله لو أن أحدهم ينظر إلى قدميه لأبصرنا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم يا ابا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما. معناه أن الله تعالى هو الذي يحفظنا وينصرنا. وليس معناه أن الله تعالى موجود معهما في الغار وكذلك قوله تعالى إخبارا عن نبيه صلى الله عليه وسلم أنه قال: {لا تحزن إن الله معنا} ليس معناه أن الله تعالى بذاته معهما في الغار بل المعية هنا هي معية النصرة أي الله تعالى هو الذي ينصرنا ويحمينا لأن الله تعالى لا يوصف بانه يحل مكانا فهو الموجود بلا مكان وهو المنزه عن كل صفات الخلق.

 

 

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة