عيون من خلف البرقُع وراء حماية "بيت الكريتلية".. وجيمس بوند يعلق

السبت، 26 يناير 2019 03:00 م
عيون من خلف البرقُع وراء حماية "بيت الكريتلية".. وجيمس بوند يعلق
بيت الكرتلية - متحف جاير أندرسون
ولاء عسكر

على مدار التاريخ حمى الرجال آثار وتاريخ بلدانهم بقوة السيف، إلا أن نظرة عين مصرية من خلف البرقع كانت كلمة السر في حماية بيت «الكريتلية».

في القاهرة الفاطمية القديمة، أدى الممثل العالمي روجر مور، مشهدًا في سلسلة أفلام "جيمس بوند"، في بيت يسمى "الكريتلية". الكثير لم يلحظ ذلك، غير أن الفنان العالمي وصفه بـ"تحفة معمارية في أحضان مصرية".

قبل 479 عاما، شهد جبل "يشكر" بجوار مسجد أحمد بن طولون الأثري، بناء "الكريتلية"، حينما قرر عبد القادر الحداد في عام 1540 ميلادية، بناء بيت على طراز معماري حديث، وبعدها بحوالي مائة عام، بنى محمد الجزار، منزلًا آخر أكبر حجما وأجمل في الزخرفة والمعمار.

لم يتخيل الرجلان بنائهما لأثر تاريخي هام، سيحتل مكانة رفيعة في القاهرة الفاطمية، ومع مرور الوقت، حمل "الكريتلية" أسماءً عدة، منها: متحف جايراندرسون، بيت الجزار، ومنزل آمنة.

وصلت هذه التحفة المعمارية بعدما ذاع صيتها إلى العاصمة البريطانية لندن، عن طريق "جيمس بوند".

 

تاريخًا، في بداية القرن التاسع عشر تم بيع "بيت الجزار" لسيدة من كريت، كذلك بيت الحداد لأخرى صعيدية، تدعى آمنه بنت سالم- آخر من آل لها البيت- ومن هنا جاءت تسميته بـ"بيت الكريتلية" أو بيت آمنة.

بمرور الزمن تهدمت أجزاء كبيرة منمها، وقررت الحكومة إزالتهما أثناء توسعة مسجد ابن طولون، وكانت مشيئة القدر أن يظل البيتان، بعدما تدخل ضابط إنجليزي، يدعى جاير أندرسون.

البداية، كانت أثناء مرور الضابط أمام بيت "الكريتلية"، حيث افتتن بفتاة مصرية تقف بـ"البرقع" في المشربية، وظل بعد تقاعده في مصر، حيث كانت أحب أرض الله إلى نفسه.

تقدم أندرسون، بعرض لترميم هذين البيتين، نظير أن يسكن بهما، ويمدهم بتحف وآثار وقطع ثمنية -جمعها من أنحاء العالم- ليصبح البيت بعد وفاته متحفًا. 

استعان الضابط الإنجليزي بعجوز يدعى سليمان الكريتلي، كان يعمل خادمًا عند السيدة الكريتلية، أسلم، ووهب نفسه لخدمة ضريح سيدي هارون الحسيني، في معرفة حكايات المنزل وأخرى مصرية.

وصار الرجلان أصدقاء، وخلال تعارفهما، حكى سليمان كثير من القصص الشيقة- معظمها غير واقعي- إلا أنه آثار خيال أندرسون، الذي دفعه لتأليف كتاب أسماه: "أساطير بيت الكريتلية".

وحكى الكتاب عدد من الحكايات بعضها خيالي والآخر مقتبس من قصص القرآن الكريم. ومن أهم ما ورد فيه حكايات ملك الجان، الذي أمر الجزار أن يبني هذا البيت، فوق الجبل لتعيش به بناته السبعة، وأيضًا حكاية الثعبان الطيب إلى جانب بعض الحكاوى ذو الطابع الشرقي للمشربيات والبراقع والجان، التي آثارت خيال الغربيين ليحقق الكتاب شهرة عالمية. 

توفي جاير أندرسون عام 1945، وقد تنازل عن المنزل لهيئة الآثار المصرية، والتي حولته إلى متحف يحمل اسمه.

وصورت إحدى أفلام مجموعة جيمس بوند "الجاسوسة التي أحبتني" في أحد قاعاته الشرقية، عام 1977، كذلك بعض الأفلام والرويات للأديب نجيب محفوظ، أهمها قصر الشوق والسكرية.

 

تعليقات (1)
مقال ممتاز
بواسطة: aly
بتاريخ: السبت، 26 يناير 2019 07:56 م

مقال ممتاز جدا ومعلومات جميله .شكرا للاستاذه ولاء عسكر

اضف تعليق