«صوت الأمة» تشارك في حملة التضامن: حكايات المشردين بشوارع مصر

السبت، 26 يناير 2019 06:00 م
«صوت الأمة» تشارك في حملة التضامن: حكايات المشردين بشوارع مصر
فرق الإنقاذ وسيارات الإغاثة تجوب الشوارع
إيمان محجوب

- صرخة من أسفل كوبري ثروت في بين السرايات: «نفسي أعيش زي أي إنسان طبيعي»

- «خالد» ضحية إحدى دور الأيتام.. «أحمد» طرده والده من أسيوط.. و«أيمن» خرج ولم يعد من الفيوم بسبب أشقائه

على الرصيف وتحت الكباري وبجانب أسوار الحدائق ينامون في العراء ويفترشون الأرض، حينما نراهم لا نمعن النظر حتى لا نشاهد التفاصيل التي ربما تفتح علينا بابا من عذاب الضمير، وهو ما جعلنا ندقق في كثير من حالات المشردين ونقترب منهم. 
 
أولى هذه الحالات التي التقيناها كانت لشاب يدعى خالد حسين (20 عاما) الذي طرد من إحدى دور أيتام بالجيزة، إذ افترش مكانا أسفل كوبري ثروت بالقرب من جامعة القاهرة على بعد 300 متر من محطة مترو الجامعة.
 
يقول خالد، إنه اضطر للعيش في الشارع بعد أن طردته «أبلة نجوى» من مؤسسة الرعاية الاجتماعية بالجيزة مع مجموعة من زملائه بالرغم من أنهم–وقتها - كانوا تحت السن القانونية وهو 15 عاما. ويشير إلى أنه يعيش في الشوارع منذ خمس سنوات متنقلا بين الأرصفة وأسفل الكباري، حتى استقر هنا منذ عدة أشهر، وقد حاول البحث عن فرصة عمل طوال هذه السنوات دون جدوى، إذ التحق بأكثر من عمل إلا أن أصحاب المحلات يقومون بطرده لعدم وجود أوراق إثبات الشخصية.
 
ويستطرد، أنه ذهب لدار الرعاية حتى يحصل على أوراقه فكان الرد من إدارة الدار بأن زملاءه أحرقوا الملفات، ومن وقتها وهو ينام في الشارع بدون عمل أو حتى إثبات شخصية، مضيفا أن كل ما يتمناه أن يجد عملا ليعيش حياة كريمة خاصة أنه متعلم، قائلا: «نفسي أعيش مثل أي إنسان طبيعي».
 
أما ثاني هذه الحالات التي التقينا بها كانت لشاب يدعى أحمد حسن، من محافظة أسيوط، الذي يجلس بجوار باب مركز التعليم المفتوح بجامعة القاهرة، إذ افترش الأرض واضعا أسفله بطانية قديمة، اقتربنا منه وقمنا بإيقاظه محاولين الحديث معه، إلا أنه رفض في البداية، وبعد محاولات قال: «أنا معي بطاقة شخصية واسمى أحمد حسن من محافظة أسيوط، جئت إلى القاهرة للعمل بعدما طردني أبي من المنزل، ومنذ أربع سنوات وأنا أعيش في الشارع وعندما أعود لأبي يضربني، فقررت الإقامة هنا وسط أكوام القمامة».
 
ثالث هذه الحالات كانت لشاب يدعى أيمن رمضان، وهو من أبناء محافظة الفيوم، حيث كان «أيمن» يمشي في الشوارع ليس له مكان يستقر فيه، فهو مشرد منذ عدة سنوات. الغريب أن «أيمن» يتكلم باللغة العربية الفصحى، كما أنه يجيد التحدث باللغتين الإنجليزية والفرنسية.
 
اقتربنا منه ليحكي لنا مأساته، إذ قال، إنه من أبناء محافظة الفيوم، وكان يعيش مع والده وإخوته، إلى أن توفي والده فقرر إخوته طرده من المنزل، ومن يومها وهو يتنقل في الشوارع، ويؤكد أصحاب المحلات أنه دائم التنقل بين محطة البحوث ومنطقة بين السرايات والجامعة، حيث يتجول مع مشرد آخر يقيم معه في المكان ذاته ويدعى «المهندس طارق»، فهو مهندس معماري من عائلة كبيرة، كلما أتوا لإعادته لمنزله يرفض مفضلا العيش في الشارع، إلا أنه لا يتسول ولا يطلب شيئا من أحد. 
 
آخر هذه الحكايات التي رصدتها «صوت الأمة» في شوارع الجيزة، كانت لمشرد ينام فى نهاية شارع فيصل من ناحية منطقة الرماية، حيث ينام مشردا في الشارع عاريا تمام في هذا البرد القارس، اقتربنا منه لمعرفة مأساته لعلنا نجد لها حلا إلا أنه رفض الحديث نهائيا، حيث أكد عدد كبير من المارة بأنه ينام في هذا المكان منذ عدة سنوات لا يتكلم مع أحد.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق