بعد تصريحات والد «طفل البلكونة».. نرصد رأي المعنيين بحقوق الطفل وخبراء علم النفس حول الواقعة

السبت، 26 يناير 2019 04:26 م
بعد تصريحات والد «طفل البلكونة».. نرصد رأي المعنيين بحقوق الطفل وخبراء علم النفس حول الواقعة
واقعة طفل البلكونة
ولاء عكاشة

بعد تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي، فيديو لأم تجردت من كل مشاعر الأمومة، وهي تجبر طفلها على التسلق من شباك شرفة المنزل إلى "بلكونة" لفتح باب الشقة المغلقة، بعد نسيان الطفل المفتاح بالداخل، كان هذا وسط صراخ الطفل رعبا من ارتفاع المسافة بينه وبين الأرض، وبعد تدخل الجيران لإنقاذ حياة الابن المسكين وإجبار الأم على التقاطه، والذي كان على وشك السقوط من الأعلى، إلتقطته الأم المتوحشة ثم انهالت عليه بالضرب.

آثار الفيديو المشار إليه بعد تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي، عاصفة من الهجوم ضد الأم، مطالبين بتوقيع أقصى العقوبة على تلك السيدة التى تجردت من مشاعر الأمومة، حيث ألقت الأجهزة الأمنية بالجيزة القبض على هذه الأم، وذلك بعد تقديم المجلس القومى للطفولة والأمومة، بلاغ للنائب العام، إلا أن المؤسف فى الواقعة هو تعليق الأب عبدالرازق أبو زيد على ماحدث من زوجته تجاه طفله، حيث قال: "إحنا ناس غلابة، ومكنتش أعرف إن كل دا هيحصل، وكنت فاكر الموضوع أخره محضر وبعدين مراتي تمشي، لكن الموضوع كبر".

وأضاف والد الطفل: "أنا كنت في الفيوم بكشف عشان عندي غضروف ودوالي معدة، والموضوع كبر عشان في واحد بيشتغل في جامعة زويل ساكن قصادنا وصور الموقف، وأنا لظروف مرضي ما بشتغلش، ومراتي هي اللي بتصرف على البيت، ومن يومين اتسرق منى التوك توك اللي بشتغل عليه لما ظروفي الصحية بتسمح".

كما بررت عمة "طفل البلكونة" موقف والدته قائلة: "هي حرة تعمل إللى عايزاه، لأنها شقيانة، وهي اللي بتصرف على البيت، لأن أخويا مريض وبيشتغل بالعافية، ودول عيالها وتعمل إللى عايزاه فيهم.. محدش هيكون أحن عليهم منها.. إحنا بنام على الأرض، وهي مكنش معاها غير 10 جنيه بس هتأكل الأربع عيال بيهم".

وتابعت عمة الطفل قائلة: "أم الطفل مكنش معاها تجيب نجار يفتح الباب، فحاولت تخلي (أسامة) يقفز عشان يفتح الباب، ولما معرفش فضلت تصوت وتعيط، وصعبت على جارهم الساكن في الدور السادس، وجاب نجار على حسابه".

وفى هذا السياق، يرصد "صوت الأمة" فى التقرير التالى تفسير  خبراء علم النفس والمسئولين عن حقوق الطفل، حول أسباب وقوع هذه الجرائم الوحشية، التي يرتكبها الآباء في حق أبنائهم، فضلا عن الوقوف على الأسباب التي تدفعهم لهذا العمل الإجرامي، وماهي الطرق السليمة للقضاء على هذه الآفة المجتمعية.

أحمد مصلحى، رئيس شبكة الدفاع عن حقوق الأطفال، قال إن حالات تعدي الأباء والأمهات على الأبناء بهذه الطرق الوحشية غير الآدمية، زادت بنسبة كبيرة في الفترة الأخيرة، لافتا إلى أن انتشار هذه الظاهرة يؤكد أن المجتمع المصري أصبح يسوده حالة من الفوضى واللاوعي بطرق التربية السوية للأبناء .

وأشار "مصلحي" إلى دور المجلس القومي للطفولة والأمومة، المهم في هذا الصدد، والذي يكون من خلال نشر الوعي الأسري والمجتمعي، لمنع وقوع مثل هذه الجرائم، لكن مع الأسف هذا المجلس لا يقوم بدوره الصحيح، المنوط به لحماية الأطفال من هذه التعديات، فعمل المجلس أصبح قائما على التدخل بعد حدوث الواقعة، ثم يقدم البلاغات للنائب العام، في مثل هذه الجرائم فقط. 

وطالب رئيس شبكة الدفاع عن حقوق الأطفال، بتوقيع أقصى عقوبة على الأم المتهمة بالواقعة، لتكون عبرة لكل الأمهات اللاتي يعاملن أبنائهم بهذه الطرق الوحشية، مؤكدا أنه تم مناقشة مشروع إعادة تدشين مجلس قومي للطفولة والأمومة على الطريقة الصحيحة التي تقوم على كل الأدوار التوعوية والإرشادية المنوط بها.

وأضاف رئيس شبكة الدفاع عن حقوق الأطفال، أنه على رأس أهم أسباب انتشار هذه الجرائم التي لا يصدقها عقل، هى الظروف الاقتصادية السيئة التي قد يعاني منها البعض، مؤكدا أنه كلما زادت الحالة الأقتصادية سوء كلما انتشرت مثل هذه الجرائم.

من جانبه، أرجع الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، إقدام الأم على هذا العمل الوحشي، أنها قد تعاني حالة من السلبية واللامبلاة وعدم إدراك توابع عملها الإجرامي وعواقبه الوخيمة، لافتا إلى أن هذه الأم تجردت من كل مشاعر الإنسانية والرحمة.

وأضاف "فرويز"، أن مثل هذه الشخصيات المعقدة تمثل خطرا كبير على المجتمع، مطالبا بتوقيع أقصى عقوبه عليها، لأنها مسؤلة عن كل تصرفاتها، ولا تعاني مرضا أو ما شابه. 

كان للدكتور على بهنسي، استشاري الطب النفسي، رأيا مخالفا، حيث أرجع انتشار هذه الجرائم التي يرتكبها الأباء والأمهات بحق أطفالهم، إلى الضغوط النفسية الشديدة التي قد تقع على البعض منهم، لافتا إلى أننا أصبحنا نري الكثير من هذه المهازل الوحشية مؤخرا.

وأضاف "بهنسي"، أن علاج انتشار هذه الظاهرة، لا يكون من خلال معاقبة الأم أو الأب جنائيا، ولكنه يكمن في نشر الوعي السليم من خلال حمالات التوعية الإعلامية، أو التي يكون للأزهر والكنيسة دورا كبيرا فيها، لتقديم المشورة الصحيحة لكل المقبلين على الزواج، وهل سيكونون قادرين على تحمل مسؤلية التربية السليمة لأبنائهم، والتي من خلالها يسود المجتمع المصري أجيالا سوية قادرة على الإعمار والبناء والتنمية.

وأشار "بهنسي"، إلى أن أحد أهم الأسباب التي تدفع إلى مثل هذه الجرائم، هو مرض الأم أو الأب بأحد الأمراض النفسية التي عند حدتها ووصولها لذروتها عند البعض قد تدفعة إلى مثل هذه الأفعال الوحشية مع فلاذات أكبادهم، وفي هذه الحالة يبدأ العلاج الصحيح للتخلص من هذه الآفة المجتمعية، بالأب والأم.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق