جمهورية الإعدامات.. الياسين: قدسية دولة «الملالي» انتهت والغضب يأكل الشارع الإيراني

الأحد، 27 يناير 2019 12:00 م
جمهورية الإعدامات.. الياسين: قدسية دولة «الملالي» انتهت والغضب يأكل الشارع الإيراني
جرائم النظام الايراني
هشام السروجي

 
الظاهر أن النظام الايراني لم يسقط حتى الأن، إلا أن قدسيته انتهت بالتأكيد، هكذا لخص طه الياسين نائب رئيس المنظمة الأوروبية الأحوازية لحقوق الإنسان، الموقف الصعب الذي يواجهه النظام الملالي في إيران خلال تصريحاته الخاصة لـ«صوت الأمة»، موضحًا أن سقوط النظام الإيراني ليس بالأمر الهين، وعلينا ألا نفرط بالتفاؤل إزاء ذلك، فالنظام الإيراني رغم كل مشاكله إلا أنه لايزال قويا بقمعه وتنكيله للمنتفضين مستندا إلى قوى لا يستهان بها محكومة بدولة الحرس الثوري.
 
يذكر أن النظام الإيراني أعدم الكثير من المثقفين الأحوازيين خلال السنوات القلية الماضية من بين هؤلاء الشهداء الشهيد ريسان الحسن (معلم) والشهيد هاشم الشعباني (مهندس وشاعر) والقائمة تطول.
 
واستطرد الياسين، لا يمكن كذلك أن ننكر المعطيات التي تتوافر على الأرض، بأن هيبه الملالي اصبحت من الماضي، خصوصاً عندما مزق العلم الايراني وصور خامنئي ودعسها المتظاهرون تحت اقدامهم. 
 
وشدد على أن هذا النظام لا يملك شعبية أو رصيداً في ايران، لا من القوميات ولا حتى من الشيعة الذين يدعي انه ينصرهم ويقف معهم. كل اموال النظام صرفت على الارهاب وترك الشعب طيلة هذه العقود الأربعة جائعاً، لذا لا رجعة في الانتفاضة وستصل إلى نتائج كبيرة تسر الصديق وتغيض العدو.
 
 
 
 
8b64c12f-41e8-4946-bc8c-466192353fef
 
 


ثورة جياع
 

وأوضح أن الأحداث الراهنة في إيران وإن كانت شرارتها اقتصادية إلا أنها تحولت الآن إلى سياسية في مطالبها، تريد الإطاحة بالنظام في طهران، والتقت عندها العديد من الفئات والأقليات والشعوب المهمشة مسلوبة الحقوق في إيران تحت وطأة الضغط والقوة، ولعل ما يعطي هذه الاحتجاجات قوة مختلفة عن الثورات السابقة، هو انعدام وجود قيادة معلنة وواضحة لها ما يعكس طبيعتها العفوية وأنها تعبر عن انفجار شعبي لاشك له تأثيره الكبير في بنية النظام في طهران، وهنا مكمن الخطورة التي يتوجس منها حسن روحاني رئيس نظام الملالي .
 
وأعتبر الياسين أن الاحتجاجات الحالية هي انتفاضة جياع وهذه المرة ستكون احتجاجات لا رجعة فيها، بينما في عام 2009 كانت مجرد تحركات احتجاجا على سرقة أصوات مرشحين لرئاسة الجمهورية، فخرج مقابلهم من يعتبر أن اصواتهم لم تسرق وبالتالي شهد الشارع انقساماً، كما اقتصرت الحركة حينها على العاصمة طهران بينما حاليا تمتد في مناطق عدة. وفي عام 2009 تم القضاء على الاحتجاجات خلال مدة قصيرة بعد اعتقال المرشحين الاصلاحيين، "مهدي كروبي ومير حسين موسوي".
 
وأكد نائب رئيس المنظمة الأوروبية الأحوازية لحقوق الإنسان، أن الفقر أصبح ظاهرة باتت تطال نصف المجتمع الايراني، وأكثر من 50% من الايرانيين يعيشون تحت خط الفقر وفق احصاءات النظام الايراني الرسمية نفسها، أما مؤسسة بورغن الأميركية فلامست احصاءاتها نسبة 80% من الفقراء في ايران، أما من هم ميسورو الحال فهم المرشد الأعلى وأعضاء الحرس الثوري والمنتفعون والمقربون من النظام.
 
 
 

 
 
جرائم إبادة وتطهير عرقي
 
وبالسؤال عن حقوق الإنسان داخل إيران، استنكر الياسين تردي الوضع الانساني في الداخل، مؤكدًا أن الانتهاكات لاحصر لها خاصة في الأحواز العربية المحتلة، والكثير منها يرتقي إلى مستوى الجريمة كالإبادة الجماعية والتطهير العرقي والتهجير القسري للسكان الأصليين لهذه الأرض العربية التي يضرب عمق حضارتها في جذور التاريخ، ما تقوم به الدولة الإيرانية الحاكمة وهذه الزمرة زمرة الملالي التي ورثت كل ما هو بشع وقاس من نظام البهلوي المحتل لبلدنا الأحواز ،وأضافت عليه تنكيلاً وظلماً وتطهيراً عرقيا ولغويا وثقافيا ،ناهيك عن سياسة التمييز العنصري للعربي الأحوازي لا يقل بشاعة وعنصرية وتطهيرا عرقيا عن ما قام به النظام العنصري في جنوب أفريقيا آنذك.
 
الإعدامات الدائمة والمستمرة داخل السجون وأمام الملأ ،وتدمير البيئة والتلويث المتعمد للمياه ونشر السموم وظهور أمراض جديدة لم تعرفها الناس من قبل ومن خلال تجفيف الأنهر والأهوار  في الأحواز يحدث كل هذا ،وكذلك حرمان هذا الشعب من كافة حقوقه السياسية والإنسانية والمدنية .
 
كذلك نهب الثروات الطبيعية كالنفط والغاز والمعادن والمياه فالأحواز تؤمن 85 % من إجمالي صادرات إيران ،فبالمجموع الاقتصاد الإيراني يعتمد على ثروات الأحواز بنسبة 95% .
 
 


 
 
جمهورية الإعدامات
 
يقول الياسين أن إيران جمهورية قمعية ديكتاتورية، وفي الواقع يجب أن تسمى جمهورية الأعدامات  ، لأن حسب تقارير لمنظمات حقوقية إيرانية ودولية  خلال فترة حكم الرئيس الإيراني روحاني هناك حتى الآن أكثر من5000ألف حالة إعدام ، ومازالت مشانق الملالي في إيران تحصد أرواح الكثير من أبناء الشعوب في إيران ، خلال عام2018 وصل عدد المعدومين إلى أكثر من 700حالة إعدام طبعا هذه حالات الإعدام المعلنة والذي أُخفي أعظم ،أعدم الكثير من السجناء سرا داخل السجون من هذه السجون سجن كرج  وسجون أخرى في كردستان والأحواز العربية وبلوشستان.
يشير الياسين إلى أن إيران تتربع على عرش الدول الأكثر إعداماً لمواطنيها وارتفاع عدد هؤلاء المعدومين من الصحافيين والمفكرين أصحاب الآراء والمناضلين من جميع الشعوب المحتلة إيرانيا،أما حصة الأحوازيين من مجازر إيران التي قام بها نظام الملالي هي حصة الأسد دائما ،لا توجد إحصائية دقيقة والجثث لا تسلم لذويها بعد الإعدام ولا يعرف أين تدفن ،ولا يسمح لذوي المعدوم بإقامة مجلس عزاء.
 
 
كشف الياسين إلى أن هناك معلومات من مصادر خاصة، تؤكد على أن هناك تظاهرات عمت المدن في إيران والمشاركون فيها من المعلمين والأساتذة والمثقفين وهناك عدد كبير من الطلاب الذين إنضموا إليهم ، طالبوا السلطات بإطلاق سراح جميع المعتقلين من المعلمين والمدرسين وأساتذة جامعات وأيضا كانت هناك مطالب أخرى أثناء المظاهرات طالب بها المتظاهرون ، منها تعديل وضع الرواتب المتدني وتقديم خدمات أخرى لهؤلاء الذين لهم بصمة كبيرة في تعليم وتثقيف المجتمعات في إيران، هذا ناهيك عن المتظاهرين  الذين تظاهروا يطالبون برواتبهم التي لم تدفع لهم منذ أكثر من 8 أشهر .
 
وأكمل، وصلت حملة التظاهر إلى الأحواز وخرج المعلمين والأساتذة والمثقفين وساندهم عدد كبير من الطلاب والشعب الأحوازي وكانت لهم مطالب تختلف بعضها من مطالب المتظاهرين في طهران، في الأحواز كان المتظاهرون يطالبون بحقهم المشروع قانونيا والذي ينص عليه الدستور الإيراني وهو التدريس بلغة الأم(العربية) والتي حُرم منها الشعب الأحوازي منذ اليوم الأول للاحتلال الذي وقع عام1925 ، وأيضا طالب المتظاهرون الأحوازيون بإطلاق سراح المعتقلين السياسين من بينهم معلمين واساتذة ومثقفين.
 
 
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق