فنزويلا تنتظر ربيعا جنوبيا: صراع الكرسي يشعل الأجواء في «كاراكاس»

الإثنين، 28 يناير 2019 12:00 م
فنزويلا تنتظر ربيعا جنوبيا: صراع الكرسي يشعل الأجواء في «كاراكاس»
بوتين ونيكولاس مادورو و خوان جويدو وترامب
صابر عزت

 
منذ نحو عامين قبل الآن، بدأت الأوضاع الاقتصادية في فنزويلا تشهد حالة من التردي، دفعت بـ«كاراكاس»، إلى الهاوية، وجعلت الأوضاع تشتعل في الدولة التابعة لأمريكة اللاتينية، التي كانت وما تزال مطمعا أمام أمريكا.

2019_1_26_12_9_38_807
 
ويبدو أن الطمع الأمريكي، الذي زرع منذ قديم الأزل بدأ يؤتي ثماره، خاصة بعد أن تولى نيكولاس مادورو موروس، السياسي المخضرم، ووزير خارجية فنزويلا السابق، ورئيسها المطاح به على يد خوان جويدو. فتنبأ الأوضاع في فنزويلا بربيع أمريكا الجنوبية، على غرار الربيع العربي.

الأرقام تبشر بتفاقم الأزمة
من المعروف لدى الجميع- وفقا لم نشر في تقارير رسمية- أن عدد سكان فنزويلا يصل إلى قرابة الـ(32) مليون نسمة، وقد وصلت نسبة الهجرة في نهاية عام (2018) إلى نحو (7%)، وقد كانت المكسيك وبيرو، أكثر الدول المستضيف للهاربين من فنزويلا.
 
فما بين عامي (2004-2006)، هاجر من فنزويلا (43728) شخصا، بينما في الفترة ما بين (2010-2012)، رحل قرابة الـ(556641) شخصا، وما بين (2014-2016)، رحل قرابة (695551) شخصا، وفي نهاية عام (2018) وصل عدد المهاجرين من فنزويلا نحو (2328949) شخصا.
 
التوقعات تشير إلى أن الاقتصاد الفنزويلي، قد يشهد خلال الفترة المقبلة، انكماشا أكبر- بعد أن كانت فنزويلا إحدى الدول الأغنى في العالم- خاصة في الناتج المحلي، فقد أكد صندوق النقد الدولي في تقرير له، أن الناتج المحلي لـ«فنزويلا»، في (2019) من المتوقع أن ينخفض مرة أخرى، بنسبة لا تقل عن (5%).
وعلى الرغم من كون النسبة أقل من عامي (2018 و2018)، اللذان تراوحت النسبة فيهم ما بين (14%، و18%) إلا أن النسبة لا تبشر بالخير، خاصة وأن معدلات التضخم، في «كاراكاس» مرتفعة للغاية، وقد فكر «مادورو» في حذف (5)، أصفار لمحاولة تدارك الأزمة، وهو ما أكد خبرا الاقتصاد أنه غير مُجدي.

نيكولاس مادورو VS خوان جويدو
 
580

بداية اشتعال الأزمة بين الاثنين، بدأت في نهاية يناير (2019)، عقب أن فجر رئيس البرلمان الفنزويلي- خوان جويدو- أزمة جديدة بإعلان نفسه رئيسا للبلاد بشكل مؤقت، لتخرج احتجاجات ضخمة في عدة ولايات أسفرت عن مقتل عشرات، فيما دعمت بعض الدول (جويدو) في الوقت الذي وقفت دول أخرى إلى جانب الرئيس المنتخب نيكولاس مادورو.
 
كان (جويدو)، أعلنت نفسه رئيسا انتقاليا لفنزويلا، (الأربعاء)- وبالتحديد 23 يناير 2019- وتلقى دعما مباشرا بعد ذلك بساعات من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ليشعل إعلان (جويدو) فتيل أزمة في البلاد تجاوزت حدودها الجغرافية.
 
 
2019-01-26t210357z_1663130408_rc16a07a7130_rtrmadp_3_venezuela-politics
 
كما تسبب دعم «ترامب»، لـ«جويدو»، في إعادة النظر مرة أرخى في الأمر لدى شريحة كبيرة، وبدؤوا ينظرون للأمر، بخوف وترقب، خاصة وأن أمريكا تطمع في أن تسيطر على فنزويلا.. وربما كانت تلك المخاوف هي التي دفعت بالعديد للتظاهر، أملا في ألا تشهد الدولة التابعة لأمريكة الجنوبية ثورات، مماثلة للربيع العربي.

موقف ترامب والاتحاد الأوروبي

كان ترامب اعترف بـ«جويدو» رئيسا شرعيا للبلاد ورأى أنه الممثل الشرعي الوحيد للديمقراطية في فنزويلا واعتبر «مادورو» رئيسا غير شرعي، كما طالبت أمريكا بعقد جلسة لمجلس الأمن، (السبت)، من أجل الاعتراف بـ«جويدو» رئيس لفنزويلا.
 
1038541190
 
أما دول الاتحاد الأوروبي فقالت إنها تؤيد المعارضة الفنزويلية، ولوحت كل من بريطانيا وفرنسا وألمانيا وإسبانيا، بالاعتراف بزعيم التجمع الوطني رئيسا لفنزويلا بحال عدم إجراء انتخابات نزيهة خلال (8) أيام.
 
وفي سياق متصل تلقى «جويدو» دعما من بعض الدول اللاتينية أيضا وعلى رأسها: «الأرجنتين والباراجواي والبرازيل والإكوادور وتشيلي»، بالإضافة إلى كندا وعدد من الدول أمريكا الوسطى.

مصير مادورو

كانت كل من: «روسيا، وتركيا، وإيران، والصين، وسوريا»، وقفت إلى جانب الحكومة، إذ أكد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، دعمه لمادورو في اتصال هاتفي واعتبر التدخل الخارجي في الشأن الداخلي لفنزويلا مخالفا للقوانين الدولية. 
 
وطالب «مادورو» بإيجاد حل سلمي للأزمة عبر الحوار، وبعد ذلك بيومين أبدت روسيا استعدادها لأن تكون «وسيطا» بين الحكومة والمعارضة في فنزويلا. ومن جانبها استنكرت سوريا تدخل أمريكا في الشؤون الداخلية لفنزويلا وعبرت عن وقوفها إلى جانب «مادورو».
 
كما أعلن الجيش الفنزويلي وقوفه إلى جانب «مادورو»، ليعود «جويدو» ويوجه نداء للقوات المسلحة، (الجمعة)، يطالبها فيها بالوقوف إلى جانب «الشعب والدستور». وقال إن الجيش سيكون أمام اختبار هام في الأيام المقبلة.

الاحتمالات الممكنة

ربما السيناريوهات المتاحة في الأزمة الفنزويلية ليست كثيرة.. فمن المرجح أن يشتعل الوضع أكثر، خاصة في ظل تضارب المواقف، وظهور الوجه الأخر لأمريكة، والذي قد يبشر بعداء جديد بين أمريكا وروسيا ولكن تلك المرة على أرض فنزويلا.
 
السيناريو الأول:
 
تفاقم الأزمة، ورفض «جويدو»، العودة في موقفه وتمسكه بإعلان نفسه رئيسا مؤقتا لفنزويلا، وهو ما قد يتسبب في معادة بين الأطراف الداخلية في فنزويلا، وقد يتسبب في انقسام الجيش، ما بين مؤيد ومعارض لـ«مادورو».
 
السيناريو الثاني:
 
تطور التدخل في فنزويلا، إلى أن يتسبب الوضع في تواجد قوات من روسيا، والدول المؤيدة لـ«مادورو»، إضافة إلى قوات من أمريكا، من المؤيدين لـ«جويدو»، وهو ما قد يشعل فتيل الحرب الأهلية في فنزويلا، ويلبي رغبة أمريكا في السيطرة على فنزويلا.
 
السيناريو الثالث:
 
انسحاب «جويدو»، من المشهد مجددا وعودته إلى البرلمان الفنزويلي، منعا لاشعال فتيل الحرب الأهلية في فنزويلا، وانتظار الانتخابات المقبلة للدولة التابعة لأمريكة الجنوبية حتى يتم إقصاء «مادور» من قصر الرئاسة.

السيناريو الرابع:

رضوخ «مادور»، للحملة التي يقودها «جويدو»، حتى لا يشتعل فتيل الحرب في بلاده، ويتزايد حجم التدخل، والنجاة من ربيع أمريكا الجنوبية المرتقب.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق