«السترات الصفراء» تحكم الخناق على «ماكرون».. هل ينجو الرئيس الفرنسي من المأزق؟

الأربعاء، 06 فبراير 2019 09:00 ص
«السترات الصفراء» تحكم الخناق على «ماكرون».. هل ينجو الرئيس الفرنسي من المأزق؟
السترات الصفراء

تخوفات كبيرة أبداها مراقبون من اجتياح عدوى أصحاب السفرات الصفراء الذين مازالوا يتظاهرون فى فرنسا، لبقية البلدان الأوروبية، بعد أن استلهم مئات المتظاهرين حراك «السترات الصفراء» الفرنسي ونظموا احتجاجا في بريطانيا لجذب الانتباه إلى خطط التقشف الحكومية التي يعد الفقراء أكبر ضحاياها.
 
وارتدى المتظاهرون سترات صفراء وعليها شعارات مثل «بريطانيا مكسورة»، وساروا في لندن لمطالبة الساسة بالانتباه لمحنتهم بدلا من توجيهها بلا نهاية إلى المشهد المحيط بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي «بريكست».
 
وفى محاولة للخروج من أزمة السترات الصفراء، أعلنت وسائل الإعلام الفرنسية، أن الرئيس الفرنسى «إيمانويل ماكرون» يدرس فكرة تنظيم استفتاء فى مايو القادم حول عدد من المواضيع الدستورية، يتزامن هذا الاستفتاء مع الانتخابات الأوروبية، التى يتطلع ماكرون، فيها لقيادة معسكر الأوروبيين، كما أن السترات الصفراء، أعلنت أنها تفكر فى خوض الانتخابات الأوروبية لمعرفة مدى قوتها، بعد تنظيم صفوفها بصورة أكبر، خاصة على مستوى بلورة أفكارها وتسمية متحدثين باسمها، حسبما أعلنت وسائل الإعلام.

والسؤال الآن هل بهذا الاستفتاء سيخرج ماكرون من الأزمة؟.. سبق لماكرون أن أثبت براعة فى عز الأزمات، فعندما انضم إلى مصرف «روتشليد»، كان القطاع المالى، يعانى أزمة عالمية، ولكن أثبتت الأيام أن الرهان عليه كان صائبا، فعند مغادرته الإمبراطورية المصرفية، بعدما أمضى فيها 4 سنوات، كان قد فاوض على عقد بمليارات الدولارات وصار أحد شركائها الأصغر سنا.

فى الميدان السياسى، قلب ماكرون، المشهد فى فرنسا ووضعت مفاتيح الاليزيه بين يديه، إذ لم يتوان عن نسج صداقات فى مناصب رفيعة دفعته إلى أعلى الهرم فى المجتمع الفرنسى.

كما توالت علية الأزمات الداخلية للدولة، من أزمة إعادة هيكلة مؤسسة السكك الحديدية، التى نتج عنها اضرابات لعمال القطارات، شلت حركة المواصلات لأسابيع طويلة، إلى قضية حارسه الشخصى  بينالا، الذى التقطت له مشاهد يستخدم فيها العنف الجسدى ضد متظاهرين، وما أعقب ذلك من أزمة سياسية استخدمها خصوم ماكرون فى المعارضة، لإضعافه وتشويه سمعته، مرورا باستقالة وزيرى الداخلية جيرار كولومب والبيئة نيكولا إيلو، إلى أزمة احتجاجات «السترات الصفراء» الحالية، التى دعا فيه إلى حوار وطنى فى محاولة لإقناع الفرنسيين، بجدوى سياساته وإصلاحاته، وصولا إلى إعلان أنه يدرس فكرة تنظيم استفتاء فى مايو القادم حول عدد من المواضيع الدستورية.

وقالت صحيفة «لو جورنال دو ديمانش» الفرنسية، نقلا عن مصادر مقربة من الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون، إنه يميل إلى الدعوة إلى استفتاء فى مايو، حول عدد من المواضيع الدستورية، ومن بين المواضيع المقترحة لطرحها على هذا الاستفتاء المحتمل خفض عدد البرلمانيين والاعتراف ببطاقات الاقتراع البيضاء، فى الوقت الذى يواصل فيه «الحوار الوطنى الكبير» فى ضواحى باريس سعيا للخروج من أزمة السترات الصفراء.

وفى ضوء ذلك يمكن أن تتناول الأسئلة التى ستطرح على الفرنسيين، فى هذا الاستفتاء مواضيع دستورية مثل خفض عدد البرلمانيين والاعتراف بالبطاقات البيضاء فى الانتخابات والحد من عدد الولايات النيابية، حسبما قالت أوساط مقربة من الرئيس «كل شىء مطروح، لكن لم يُتّخذ أى قرار».

وكان ماكرون أعلن الخميس الماضى، أن مسألة الاستفتاء «ستكون من المواضيع المطروحة للبحث، وينبغى درسها مليا»، إلا أن البعض تحفظ عن إجراء الاستفتاء فى اليوم نفسه الذى تجرى فيه الانتخابات الأوروبية.

من جهتها قالت وزيرة الشؤون الأوروبية ناتالى لوازو، فى تصريح صحفى «أرغب فى أن تكون انتخابات السادس والعشرين من مايو محصورة بالموضوع الأوروبى»، معتبرة أن الرئيس ماكرون «لم يتخذ قراره بعد بهذا الصدد».

من جانبه صرح وزير الانتقال البيئى سيباستيان لوكورنو، الذى يساهم فى تنظيم النقاش الكبير، لصحيفة «ويست فرانس» المحلية الأحد «ليس هناك أى موضوع محظور أو محرم فى نظر رئيس الدولة، لكن يتحتم بالطبع انتظار نهاية النقاش قبل اتخاذ أى قرار».

وبعد أربعة لقاءات أولى شارك فيها، يتوجه ماكرون إلى إيفرى كوركورون على بعد ثلاثين كيلومترا جنوب باريس ليجتمع مع نحو 300 من أعضاء مجالس محلية وممثلى جمعيات، قبل أن يلتقى الخميس شبانا فى وقت عزف فيه الشباب إلى حد كبير حتى الآن عن المشاركة فى هذه الاجتماعات، وبدأت هذه اللقاءات منتصف يناير وستستمر حتى منتصف مارس.

وكان الآلاف من متظاهرى حركة «السترات الصفراء» شاركوا فى مسيرة جابت العاصمة الفرنسية باريس، ومدن آخرى بالبلاد السبت، احتجاجا على العنف الذى تمارسه الشرطة ضد المتظاهرين.

وذكرت شبكة «يورونيوز» الأوروبية أن المتظاهرين- خلال مسيراتهم التى انطلقت للسبت الـ 12 على التوالى ضد الحكومة- حملوا أعلام بلدهم، ورفعوا لافتات مكتوب عليها عبارات مناهضة للرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون.

وكانت السلطات الفرنسية، قد حذرت من أن الشرطة لن تتردد فى استخدام الطلقات المطاطية، فى حال تسبب المتظاهرون فى إحداث أعمال عنف، لا سيما وأن المحكمة الإدارية العليا بفرنسا سمحت باستخدام هذه الطلقات.

ومن جانبه، قال وزير الداخلية، كريستوف كاستانير: «صحيح أن هذه الأسلحة غير القاتلة يمكن أن تؤذى، لكن فى حالة مواجهة مثيرى الشغب، فإن الشرطة فى حاجة إليها بغرض الدفاع عن أنفسهم ضد هؤلاء الذين يعتدون على أفراد الأمن».

وفيما أفادت الوزارة بأنه تم حشد 80 ألف مسئول أمنى، من بينهم 5 آلاف مسئول فى باريس، أكد عمدة بلدة «فالانس» الواقعة جنوب فرنسا أنه تم اتخاذ التدابير اللازمة بغرض الاستعداد للمظاهرات التى تخشى السلطات من احتمالية وقوع أعمال العنف.

ورصدت الشبكة تصدر المتظاهرين المصابين خلال الأسابيع السابقة من جراء أعمال العنف للمسيرات، كما وضع بعض المحتجين رقعة على عيونهم فى إشارة إلى تضامنهم مع المصابين فى أعينهم.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة