مسرحية «حسنة إبليس» بين تقرير الأزهر الشريف ورد مؤلف العمل (مستند)

الثلاثاء، 05 فبراير 2019 05:00 م
مسرحية «حسنة إبليس» بين تقرير الأزهر الشريف ورد مؤلف العمل (مستند)
مسرحية حسنة إبليس
علاء رضوان

لازالت أصداء أزمة مسرحية «حسنة إبليس» تلقي بظلالها على أوساط النقاد والأزاهرة خاصة بعد أن تلقى النائب العام المستشار نبيل صادق، بلاغاَ من مؤلف العمل المسرحى محمد كارم حسنى، ضد كل من كل من وزير الثقافة بصفته، وشيخ الأزهر الشريف، ورئيس هيئة الرقابة على المصنفات الفنية، ومدير الرقابة على المسرحيات بصفته وشخصه، سيف النصر العجيزى، ومدير عام الإدارة العامة للبحوث والتأليف والترجمة بصفته، علاء الدين على عبد الظاهر،  يتهمهم فيه بوقف عرض مسرحية «حسنة إبليس».

وفى الحقيقة أن الشكاوى والبلاغات التى قدمت ضد المسرحية نجحت فى إيقاف عرضها، باعتبار أنه ليس لإبليس «حسنة»، الأمر الذى أدى أيضاَ إلى تدخل عدد من الأزاهرة والسلفيين لشن هجوم على المسرحية والقائمين عليها، وطالبوا بوقفها لإساءتها وإزدرائها للدين وللدعوة والدعاة، ومن هنا كانت مطالبتهم بوقف عرضها، لاسيما وأن الرقابة اعترضت على اسمها.

48395676_352647802189303_4731023548762554368_n

هل لإبليس حسنة؟

مشايخ الأزهر الشريف انتقدوا المسرحية بشكل عنيف وقوى وطالبوا بوقف عرضها فورًا، بل اعتبروا أن المسرح يسلط الضوء على الدين، وبشكل مثير للتهكم والسخرية، وأن هذه المسرحيات تدخل ضمن إطار حملات التشوية ضد الديانات السماوية، بل وصلت الاتهامات للمسرحية لأبعد من ذلك بأن الهدف منها إفساد المجتمع وطالب بعضهم بمشروع قانون لتجريم إهانة الديانات السماوية فى الأعمال الفنية والدرامية. 

نص خطاب الأزهر للمصنفات

وحصلت «صوت الأمة» على نسخة من خطاب الإدارة العامة للبحوث والتأليف والترجمة بمجمع البحوث الإسلامية التابع للأزهر الشريف، والموجه إلى رئيس الإدارة المركزية للرقابة على المصنفات الفنية بوزارة الثقافة نص على التالى:

بناء على كتاب سيادتكم رقم 144 فى 11 أبريل 2018 بشأن فحص ومراجعة النص المسرحى بعنوان «حسنة أبليس» تأليف محمد كارم حسنى. 

download

نفيد سيادتكم بأنه بعد الفحص تبين أنها تحتوى - فى إشارة للمسرحية – على ألفاظ كثيرة من السب والشتائم وعبارات تدل على عدم الرضا بما قدره الله وهى عبارات ليس فيها التأدب فى الحديث عن الله، وقدرته فهى تحتوى على تجاوزات اخلاقية فى بعض العبارات وخروج عن الأدب مع الله فى عبارات أخرى، وقد تركت العنوان «حسنة إبليس» وصارت فى دروب كثيرة بعيدة عن المقصود فلم تذكر لنا حسنة واحدة فعلها إبليس حتى توافق عنوانها.

ومن أمثلة العبارات المخالفة:

1-«كل واحد يتزفت مع اللى عاوزه....».

2-«لماذا فعلت هذا ياربى؟» كأن فعل الله خاضع لموافقة الإنسان ورضاه.

3-«ليه يارب تعمل معايا كده..أنت موجود وسامع ولا لأ....» .

ووفقا لـ«الخطاب»: لذا ترى الإدارة أن المسرحية المذكورة بما عليها من مآخذ أخلاقية وإيمانية ذكرنا بعضها مع أنها لم تقدم فائدة تذكر فهى لا ترقى إلى مستوى إعلانها وتمثيلها.   

تعليق مؤلف العمل المسرحى 

فيما علق مؤلف العمل المسرحى محمد كارم حسنى، على الخطاب بقوله أن الأمر لا يستحق كل هذه الضجة التى إن دلت فهى تدل على مدى الفراغ الذى تمر به الجهات المعنية بوقف عرض مسرحية «حسنة إبليس» بدليل أنه كما ورد فى البلاغ الذى تقدمنا به سبق وأن شاهدنا أعمال فنية تحمل أسماء وعناوين بذات الطريقة مثل «الشيطان يعظ» والفيلم يُعد من علامات السينما المصرية. 

48398506_10161205903445608_1277766200922734592_n

واعتراض مؤسسة الأزهر – وفقا لـ«كارم» فى تصريح لـ«صوت الأمة» - على كلمة تقولها الشخصية  فى سياق الدراما: «يارب إنت شايف وسامع ولا لأ»، والغريب أنهم اعترضوا عليها وهى قيلت أكثر من الأف المرات فى أعمال فنية سابقة، وكيف لنا لكى نقدم شخصية الملحد وننتقد سلوكها إلا وأن ننقل جزء من الخلفية الفكرية لهم عن طريق هذه الجمل التى لا تسئ، وكما تقول القاعدة الفقهية «ناقل الكفر ليس بكافر» إلا أن الأزهر اعتبر أن هذه الجملة اعتراض على مشيئة الله تعالى وهو أمر لابد من طرحه لكى ننتقده.

وبحسب «كارم» - وادعائهم أيضاَ بوجود جملة ليست موجودة فى المسرحية «لماذا فعلت هذا ياربى» وهذه الجملة بالكلية ليست موجودة فى المسرحية من الأأساس مما يعنى إما أنهم لم يقرأوا المسرحية من الأساس أو تعمدوا التدليس لكى ينساقوا خلف إرادة هيئة الرقابة التى حاولت التنكيل بى وبنصى تحت دعوى الحفاظ على مكتسبات هذا المجتمع التى انهارت على أيديهم فى العشرين سنة المنصرمة من إجازتهم لأعمال تافهة ومفككة للمجتمع المصرى ومحرضه له على الفسق والفجور والسطحية والسلبية والانحطاط الأخلاقى.

201803011056425642
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق