«لحم رخيص».. أزواج دفعوا بزوجاتهم إلى سوق المتعة

الجمعة، 08 فبراير 2019 09:00 ص
«لحم رخيص».. أزواج دفعوا بزوجاتهم إلى سوق المتعة
قهر النساء - أرشيفية
إبراهيم الديب

 
شهد عام 1995، مولد أكثر الأعمال السينمائية جدلا على الساحة المصرية، كونه عكس من خلال الشاشة الكبيرة واحدة من أبرز المشكلات التي تشهدها المجتمعات الريفية في بعض المحافظات، والتي نجحت في الحفاظ على سريتها لأعوام طويلة، إلى أن كشف فيلم «لحم رخيص» النقاب عنها، وهو ماقوبل بحالة من الهجوم اللاذع على صناعه، واتهامات بتشويه صورة المجتمع، والمرأة المصرية ذات الحرمة التي تحميها حتى من النظر إليها.
 
ولكن الواقع ودفاتر سجلات محاكم الأسرة لازالت تؤكد مايدور داخل منازل الطوب اللبن منذ سنوات طويلة، من اتخاذ الأسر لبناتهن كوسيلة للتخلص من الفقر من خلال زواجها من ثري عربي، تلك الخطوة التي دمرت حياة الكثير من الفتيات، وأعادت ظاهرة العبودية إلى الظهور مرة أخرى في شكل أكثر ألما وقهرا لفريستها.
 
وبطبيعة الحال فإن الأمر تطور، نتيجة عدة عوامل اجتماعية ونفسية وبيئية، وتنشئة خاطئة لأطفال استباحوا حرمة المرأة وبعدوا عن تعاليم الدين، وتخلوا عن النخوة والكرامة، فتحالفوا مع الشيطان بعد أن أغواهم المال وشهوته، فتخلوا عن أعراضهم وأعرافهم، وطرحوا نسائهم في بورصة «سوق المتعة» لمن يدفع أكثر، يراقبوهن، وينتظروهن، لحين إفراغ شهوة «الزبون» فيهن، وإنعاش جيوبهم بالأموال.
 
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل عمد البعض منهم إلى الزواج من الحسناوات لتحقيق مصالح شخصية، والوصول إلى مبتغاهم من خلالهن، فمنهم من ارتضى أن يبيع زوجته للحصول على ترقية، وآخرون رهنوهن مقابل الحصول على مايتعاطيه من مخدرات.
 
وفي السطور القادمة يرصد «صوت الأمة» بعضا من حكايات بائعي أجساد زوجاتهن، وبناتهن، من واقع سجلات محاكم الأسرة، بعد أن لقوا بهن إلى قاع الهاوية.
 
بداية كانت مما سردته «حنان. م. ك»، والتي تعرضت للبيع - حسب وصفها - لأول من دق باب والدها للزواج منها، بعدما أجبرها الفقر على ترك التعليم، وكان عاطلا عن العمل، فاعتبرها مشروعا يمكنه من خلاله الحصول على الأموال، مستغلا عجزها عن مجابهته ورفض رغباته، فاتفق مع أحد سماسرة الشقق السكنية، تربطهما علاقة صداقة، على استغلال زوجته بطريقة غير مشروعة لكسب الأموال.
 
تقول «حنان»: «أتعرض للعنف على يد زوجي منذ بداية زواجنا، ويستغل خوفي على ابنتي الصغيرة، ويهددني بخطفها لو رفضت طلباته، وباعني للسمسار مقابل حصوله على 18 ألف جنيه مقابل تنفيذي لرغباته»، وهو مادفعها للتوجه إلى محكمة أسرة القاهرة لطلب الطلاق للضرر.
 
لم يختلف الأمر كثيرا بالنسبة لـ«رضوى. ن. ع»، والتي تعد أكثر حظا من سابقتها، فزواجها وشقيقتها تم في سن 16 عاما، استجابة لرغبة والدها، بدعوى الحفاظ عليهن، إلا أنه اختار لهما مسجلين خطر، ونجحت أختها في الطلاق من زوجها والانتقال للعيش مع أحد أقاربها في الصعيد، بينما ظلت هي حبيسة رغبات زوجها، قائلة: «حظى التعيس لم يسعفنى لأنجو مثلها من دوامة العنف بعد إنجابي أطفال من زوجي لأصبر على تلك الحياة طوال 5 سنوات».
 
وتضيف الفتاة، والتي تعيش بأحد المناطق الشعبية بحي السيدة زينب، أن زوجها كان مدمنا للمخدرات، ويتلذذ بتصرفاته الشاذة أثناء علاقتهما معا، والتي تنتهي دائما بوصلة من الضرب والتعذيب، وأثار العنف والكدمات، وبعد فترة تزوج عليها، وعندما طالبته بالطلاق تزوج الثالثة، وبدأ استغلالهن في الترويج للمخدرات، وتحقيق الثروة الحرام من ورائهن.
 
ولكن القصة الأكثر غرابة لـ «كريمة .خ .أ»، والتي انتهت زيجاتها بعاهة مستديمة بعد 7 أعوام نتيجة تعرضها للضرب المبرح على يد زوجها، العاطل عن العمل، لكونها «مش مدردحة»، بحسب وصف زوجها لها، لتساعدة في الحصول على الأموال قائلة: «اشتغلت في 3 وظائف وزوجى ياخد مرتبي ويصرفه على المخدرات، ورغم كده كان يلاحقني ويهددني بالتخلص بالقتل بعد أن اتهمني بفضحه وكشف سره ومعايرته بأنه ديوث ومن أشباه الرجال بعد شكوتى لأقاربي لتطليقي منه وقيامهم بعمل جلسة عرفية لرفع بطشه عني».
 
وتتابع: «عشت فى ذل خادمة له ولأسرته، وانتهت حياتى معه بعاهة وتشوهات بعد أن أحرق جزء كبير من جسدى وكاد أن يقتلنى وطردنى للشارع وفر هاربا، ولم أجد بعدها سوى عشه صغيرة لا تستطيع الحيوانات المعيشة بها حتى لجأت لمحكمة الأسرة وأقمت دعوى خلع».
 
«جسمك مقابل لقمتك».. هكذا تُختصر حكاية «سيدة. م. ه»، التي تزوجت من سائق «توك توك» يكبرها بـ19 عاما، عانت معه ويلات العذاب والذل دون رحمة، وحينما رفضت مايطلبه منها من تنازلات غير أخلاقية، رد عليها: «اعملي بالأكل اللي بطفحهولك»، قائلة: «كان يجبرنى على تناول وسيلة لمنع الحمل حتى يضمن استمرارى بالعمل وعندما أتصدى للعنف والإساءة التى طالت جسدى يصرح بأنه دفع الثمن وله الحق أن يفعل ما يشاء، وبعدها حدثت المصيبة وحملت فأخذنى غصبا لممرض لمساعدتى على الإجهاض ومنذ تلك اللحظة حلت الكوارث على رأسى».
 
ووسط تلك الممارسات التي تتعرض لها الزوجات على يد أزواجهن، وجدت «ولاء. ف. ق» في تعاطي المخدرات وسيلة للهروب من جحيم الذل بعد أن كادت أن تفقد عقلها بسبب العقاقير التي تتناولها لتحمل تصرفات زوجها، لتسرد حكايتها من أمام محكمة الأسرة بعين شمس، محاولة الحصول على حكم بالطلاق: «تزوجته عندما ظننت أنه شخص محترم وميسور الحال وسينتشلنى وأهلى من ظروفنا السيئة، وهو خدع أهلى بمقولة "عنيا ليكم" واستعداده لدفع أغلى ما يملك كذبا لأفاجأ بعد الزواج بأنه عديم الإنسانية والرحمة يمد يده الآثمة لتعنيفي ومحاولته إيجاد مشتري لقرنية عيني مقابل مبلغ من المال».
 
وتضيف: «طردني أكثر من مرة، ولكنى كنت أعود ذليلة، إلى أن تخلى عنى بعد أن أصبحت عاجزة عن قبول علاقاته المتعددة بالنساء وتعديه على وضياع صحتى ورفض الإنفاق علي وبحث عن زوجة أخري لتنفق عليه نظرا لحاجته للمال، وطردنى وتخلى عنى وابنتى ورفض تطليقي».

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق