خبراء اقتصاد يتحدثون عن نهضة الاقتصاد المصري ومشاريع أفريقيا.. ماذا قالوا؟

السبت، 09 فبراير 2019 10:00 ص
خبراء اقتصاد يتحدثون عن نهضة الاقتصاد المصري ومشاريع أفريقيا.. ماذا قالوا؟

خلال السنوات الأربع الأخيرة، هيأ الرئيس عبدالفتاح السيسى، مناخًا استثنائيًا دشن خلاله جسور العودة لأحضان أفريقيا، لتتكلل تلك الجهود برئاسة مصر للاتحاد الأفريقى خلال أيام.

 
 القاهرة سنت مبدأ أن الأمن القومى لابد أن يبدأ بروابط قوية مع دول الجوار، والتنمية الاقتصادية المشتركة القائمة على مشاركة الشعوب والتواصل الشعبى، وبدأت موائد الحوار يلتف حولها المسؤولون فى كل أجهزة ومؤسسات الدولة، لتبادل الخبرات والأفكار وبحث كيفية استغلال الموارد بأفريقيا، وتعزيز التجارة بها، والتركيز على أهمية الأسواق الأفريقية كأسواق واعدة مستهدفة لتصدير منتجات قطاع المشروعات الصغيرة والمتوسطة.
 
وكانت قد مرت سنوات صعبة على العلاقات المصرية - الأفريقية، بعد وفاة الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، وتجاهل من خلفوه لملف القارة السمراء فى أجندة الدبلوماسية المصرية، حتى زادت جماعة الإخوان الإرهابية الطين بلة، لتتوالى الأزمات التى كادت تودى بمصر فى حروب ضروس مع جيرانها.
 
 
المراة الافريقية (2)
 
 قال السفير محمد حجازى، مساعد وزير الخارجية الأسبق عن الآمال والطموحات التى تنتظر دول القارة السمراء من رئاسة مصر للاتحاد الأفريقى خلال 2019 : إن تلك الخطوة ستشكل فرصة مهمة لتتويج المسار الإيجابى للعلاقات المصرية - الأفريقية التى شهدت خلال السنوات الأربع الأخيرة، اهتمامًا خاصًا من مصر وإعادة الدبلوماسية للقمة ممثلة فى جهود الرئيس عبدالفتاح، ومشاركته الفعالة فى جميع المحافل الأفريقية، والتواجد المهم والمؤثر للجهود الدبلوماسية المصرية فى العمل، من أجل تسوية النزاعات الأفريقية، من خلال عضويتها لمجلس السلم والأمن الأفريقى لمدة 3 أعوام ورئاستها الحالية لمجلس السلم والأمن الأفريقى فى دورته الحالية.
 
وأشار محمد حجازى، فى تصريحات صحفية إلى دور مصر المهم الفعال فى مجلس الأمن، حيث ساهمت خلال أعوام 2016 و2018 فى التعبير عن قضايا القارة وهمومها وربط العلاقات الدولية بالقضايا الأفريقية، ومثلت الدبلوماسية المصرية جسرًا لنقل قضايا القارة فى أجندة المجتمع الدولى ومتابعة الاهتمام بالقضايا المهمة التى تواجه القارة، خاصة قضيتى التنمية ومكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية.
 
وعلى الصعيد التنموى أوضح مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن مصر أسهمت فعليًا من خلال مؤتمرات استضفتها منها شرم الشيخ للتنمية والتجارة والاستثمار فى أفريقيا على مدى دورات ثلاثة، فى تقديم أفريقيا بالصورة التى تتمناها كواحدة من أكثر القارات نموًا وجذبًا للاستثمارات الخارجية، وتقديم الشركات الأفريقية ورجال الأعمال بعضهم إلى بعض، والتعاون مع الشركاء الدوليين من أجل تحقيق مصالح القارة.
 
المراة الافريقية (1)
 
ولفت محمد حجازى، إلى أن هذا الدور المسؤول تابعه اهتمام من الدولة بالقارة الأفريقية، حيث شهدت الأسابيع القليلة الماضية مؤتمر وزراء التجارة الأفارقة، وسوقا مهما للمنتجات الأفريقية ساهم فى التوقيع على اتفاقيات فى حدود 25 مليار دولار وهى مؤشرات إيجابية لما يمكن لأفريقيا أن تحققه معًا، وبالتالى تتطلع القارة لدور مصرى أكثر تأثيرًا وفاعلية يتيح الفرصة لتنمية القارة لطاقاتها وقدراتها، ويتيح للشركات المصرية العمل فى القارة.
 
وقال محمد حجازى أهمية إنشاء صندوق لتمويل نشاط الشركات المصرية فى أفريقيا، يقدم قروضه على أسس تجارية بنسبة فائدة منخفضة يفتح الأسواق لشركاتنا فى العمل بحرية فى القارة الأفريقية، ويفيد العلاقة والاقتصاد القومى، بالإضافة إلى ما أعلن عنه بشأن إنشاء صندوق لتأمين الاستثمار.
 
وأما ملف الإرهاب، فأوضح مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن مصر تلعب دورا رئيسيا فى القضاء على الإرهاب الذى يمكن أن يتغلغل فى ربوع القارة، خاصة أن هناك نشاطا فى منطقة الساحل والصحراء وغرب أفريقيا، ومساعدة مصر هذه الدول للقضاء على الإرهاب والدخول فى مناورات مشتركة كتلك التى شهدتها مصر الشهر الماضى والحالى، بالإضافة إلى المؤتمر المهم الذى عقده وزراء الدفاع فى مؤتمر الساحل والصحراء، وما يقدمه من منح تدريبية وتبادل معلومات.
 
وقال محمد حجازى: إن الهجرة غير الشرعية أيضًا سيكون لمصر دور رئيسى فى تغيير النظرة الدولية من اتخاذ إجراءات أمنية وإنشاء منصات لاستقبال اللاجئين إلى الرؤية التنموية والاقتصادية، وتحمل كل دولة المسؤولية، كما تتحمل مصر مسؤولية 5 ملايين لاجئ على أراضيها، وبالتالى فإن البعد التنموى أصبح حاضرا فى الأجندة الدولية وميثاق مراكش 2018 الذى تم تبنيه فى ديسمبر الماضى يعكس هذا التوجه. بدوره، أوضح الدكتور عطية الطنطاوى، وكيل كلية الدراسات الأفريقية بجامعة القاهرة أن الرئيس عبدالفتاح السيسى منذ توليه مقاليد الحكم يسعى إلى إعادة مصر إلى دورها الأفريقى الرائد من خلال الانفتاح على أفريقيا، دولًا وشعوبًا وتعزيز العلاقات معها على كل الأصعدة، ذلك بخلاف اهتمامه الكبير بالشباب الأفريقى من خلال تدريبه وتأهيله للقيادة، وتفعيل دور العلم والقوى الناعمة لخدمة القضايا الأفريقية.
 
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق