الملاذ الأخير.. لماذا اعتمد «داعش» مؤخرا على النساء فى تنفيذ عملياته الإرهابية؟

السبت، 09 فبراير 2019 08:00 م
الملاذ الأخير.. لماذا اعتمد «داعش» مؤخرا على النساء فى تنفيذ عملياته الإرهابية؟
داعشيات - أرشيفية
كتبت ولاء عكاشة

ونحن بصدد طي صفحات داعش الأخيرة، بعد الانتصارات الكبيرة التي حققته القوات العراقية بضرب جميع معاقل التنظيم الإرهابى في البلاد، إثر تفشي حالة من الاضمحلال بين أطراف التنظيم، فضلا عن الضربات الاستباقية التي تعرض لها التنظيم في سورياخلال السنوات القليلة الماضية، لكنه من المؤكد أن اختفاء التنظيم نهائيا لن يكون بهذه البساطة التي يتوقعها الخبراء والمحللين، حيث إن انحدار تنظيم داعش في العراق وسوريا، لا يعني نهاية أفكاره التي تغزو عقول الشباب عبر منصات التواصل الاجتماعي وغيرها، فالتنظيم لا يزال لديه حضور على الساحة، خاصة في الأشهر القليلة الماضية، بصورة أو بأخرى.

وكونه من من أكثر التنظيمات الإرهابية اعتمادا على العناصر النسائية في عمليات استقطاب وتجنيد مقاتلين جدد، أصبح العنصر النسائي الملاذ الوحيد لـ"داعش" بعد ضرب جميع معاقله في العراق وسوريا، للعودة على الساحة من جديد، حيث تلعب النساء دورا كبيرا في الترويج لأفكار التنظيم الإرهابي عبر شبكات التواصل الاجتماعي.

11
 

ولم يقتصر الجهاد النسائي ضمن صفوف التنظيم الإرهابى عند هذا الحد، بل توسع التنظيم في تجنيد المزيد منهن في الكثير من العمليات الإرهابية، ولعل آخر ما تم رصده -بحسب جريدة الإندبندنت- أن هناك امرأة تحمل طفلًا قامت بتفجير نفسها على أحد الحواجز الأمنية بالموصل، وفي أكتوبر 2018 فجرت سيدة مؤيدة لتنظيم داعش الإرهابى نفسها بقنبلة في العاصمة التونسية "تونس" وتحديدا في شارع الحبيب بورقيبة وسط المدينة، ما أدى إلى إصابة نحو 15 شخصًا، فلم تعد النساء محظورات من المشاركة في القتال ضمن صفوف التنظيم الإرهابى.

وفى هذا الصدد، أكد التقرير الصادر عن مرصد الفتاوي التكفيرية والآراء المتشددة  بدار الإفتاء المصرية، أن التنظيم يسعى حاليًّا إلى تدريب النساء للتعامل مع المتفجرات، وتحضيرهن للسفر إلى أوروبا، كما أن دور النساء في تجنيد المتطرفين لا يعتمد فقط على نشر الأفكار، بل أيضًا توظيف قدرة النساء على الجذب للتأثير على الشباب وحثهم على الانضمام للتنظيم .

33

ولعل أبرز أسباب اعتماد قيادات التنظيم بهذا الشكل على النساء بعد الاضمحلال الكبير الذي واجهه مؤخرا يتمثل فى قدرة النساء على نشر الأيدلوجيات المتطرفة بشكل أكبر وعلى نطاق أوسع، كما أن قدرة النساء على الحركة دون قيود أمنية دفع التنظيم للاعتماد عليهن فى تنفيذ العمليات إرهابية.

والآن نحن بصدد البحث عن الحلول الممكنة لمواجهة هذا التهديد النسائي الداعشي الكبير، والذى قديتطلب معالجة خاصة وحذرة لتقويض التنظيم وقياداته وعناصره، لاسيما وأن عدد كبير من الداعشيات أصبحن لديهن أطفالا وأزواجا يعملون لمصلحة التنظيم الإرهابى.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق