الطوارئ الأمريكية.. 58 إعلانا وإيران حاضرة منذ 1979

السبت، 16 فبراير 2019 10:00 ص
الطوارئ الأمريكية.. 58 إعلانا وإيران حاضرة منذ 1979
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب

في خطوة تصعيدية من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ارتكن فيها بالأساس على صلاحياته الرئاسة، أعلن البيت الأبيض اعتزامه إعلان "حالة الطوارئ الوطنية"، لاستكمال تمويل بناء الجدار مع المكسيك، الذي وعد به خلال الحملة الرئاسية.

وقالت سارة ساندرز، المتحدثة باسم البيت الأبيض: "سيوقع الرئيس ترامب قانون تمويل الحكومة الاتحادية، كما سبق أن قال إنه سيعمل بموجب مراسيم -خصوصا حالة الطوارئ الوطنية- لإنهاء أزمة الأمن الوطني والإنساني على الحدود. مرة أخرى، يتمسك الرئيس بوعده لبناء الجدار وحماية الحدود وضمان أمن بلدنا العظيم".

وذكرت صحيفة "ميامي هيرالد" الأمريكية أن إعلان الطوارئ سيجعله الحالة رقم 32 المعمول بها حاليا، وربما يتعجب البعض من هذا الأمر، لكنها حقيقة.

طبقا لمركز برينان من أجل العدالة التابع لجامعة نيويورك، أعلن عدد من الرؤساء الأمريكيين 58 حالة طوارئ يعود تاريخها إلى عام 1979، من بينها 31 حالة معمول بها اليوم.

ومرر الكونجرس الأمريكي قانون الطوارئ الوطنية عام 1976، منظما السلطات التي يمكن للرئيس استخدامها عقب إعلانه بعد سنوات من الارتباك الدستوري، وفقا لما أوردته مجلة "أتلانتك" الأمريكية، التي أوضحت أن القانون يحدد مدة الطوارئ بعام واحد، لكنه يسمح بتجديدها سنويا.

وأعلن الرئيس الأمريكي هاري ترومان حالة الطوارئ لأول مرة خلال الحرب الكورية، واستمر العمل بها حتى حاول الكونجرس تنظيم هذه السلطة بعد سنوات، طبقا لمعهد "لوفير" الأمريكي المعني بدراسات الأمن القومي.

وفي عام 1979، أعلن الرئيس جيمي كارتر حالة الطوارئ لأول مرة بموجب القانون الذي مرره الكونجرس؛ لتجميد الأصول الإيرانية في الولايات المتحدة خلال أزمة الرهائن، وفقا لمركز برينان، وتم تجديدها مؤخرا في نوفمبر 2018.

وأكد كارتر حينها أن هذا الوضع مثل كثير مما تبعه، استوفى معايير كونه "تهديدا غير عادي واستثنائيا على الأمن القومي"، بحسب مجلة "باسيفيك ستاندرد" الأمريكية.

وأوضح المركز أن الكثير من حالات إعلان الطوارئ علقت تعاملات تجارية وأصول وغيرها من المعاملات مع دول تمتد من ليبيا إلى بنما، غير أن معظم تلك الحالات انتهت مع تغيير النظام في تلك الدول، مشيرا إلى أن من الـ31 حالة طوارئ المعمول بها حاليا، تعالج قضايا تقليص الانتشار النووي والاتجار بالمخدرات والإرهاب.

وأعلن الرئيس الأسبق جورج دبليو بوش 13 حالة طوارئ، وباراك أوباما 12 حالة، طبقا لشبكة "سي إن إن" الأمريكية، معظمها لا يزال ساريا.

الطوارئ في 4 عقود

وأوضحت مجلة "باسيفيك ستاندردز" أن حالات الطوارئ الـ58 تتضمن إعلانات متعلقة بالتعامل مع اليمن وسوريا وكوريا الشمالية، من بين دول أخرى، وعقوبات ضد مجموعة من المجموعات الإرهابية، من بينها واحدة بعد هجمات 11 سبتمبر 2001، وعدة أوامر تتعلق بالأسلحة النووية ووباء إنفلونزا الخنازير عام 2009.

حتى وقتنا هذا، أعلن ترامب 3 حالات طوارئ وطنية بموجب قانون حالات الطوارئ، بحسب ما ذكره مركز برينان؛ أولاها كان في ديسمبر عام 2017، عندما فرض عقوبات على 13 شخصا بسبب انتهاكات حقوقية وفساد باستخدامه أمرا تنفيذيا، وكثير منهم كانوا جنرالات ورؤساء دول متهمين بارتكاب حالات قتل جماعي، من بينها عملية التطهير العرقي ضد الروهينجا في ميانمار.

الثانية جاءت في سبتمبر 2018، حيث أوردت مجلة "بوليتيكو" الأمريكية أنها تضمنت فرض عقوبات على أشخاص وجد أنهم متورطون في عمليات قرصنة وحملات عبر شبكات التواصل الاجتماعي للتأثير على الانتخابات، لكن تلك الحالة تعرضت لانتقادات خلال هذا الوقت.

وفي نوفمبر، أعلن ترامب حالة الطوارئ الوطنية الثالثة بسبب نظام رئيس نيكاراجوا دانييل أورتيجا و"استخدامه العنف العشوائي والأساليب القمعية ضد المدنيين".

وأفادت إذاعة صوت أمريكا بأن ترامب خلال الاجتماع الوزاري، الثلاثاء، قال إن هناك بالفعل حالات طوارئ معمول بها للرؤساء أوباما وكلينتون وبوش "أعلنوا كثيرا من حالات الطوارئ".

لكن الإذاعة أوضحت أن الطوارئ التي يعتزم ترامب إعلانها نادرة؛ لأن الرؤساء الذين استشهد بهم لم يستخدموا سلطة الطوارئ لتمويل مشروعات لا يدعمها الكونجرس، مشيرة إلى أن الطوارئ التي أعلنها هؤلاء الرؤساء كانت لأغراض التصدي لأزمات، من بينها حظر وصول التمويل لكيانات إرهابية وحرمان دول من استثمارات بسبب ارتكابها انتهاكات حقوقية.

وقال إندرو بويل، من برنامج الأمن القومي بمركز برينان من أجل العدالة، إن حالات الطوارئ التي أعلنها الرؤساء السابقون ذات طبيعة مختلفة، مشيرا إلى أنه من النادر جدا أن يعلن رئيس حالة الطوارئ الوطنية في محاولة لتمويل مشاريع بناء محلية.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق