عاصر 9 رؤساء.. قصة وفاة أقدم سجين في مصر بعد 50 يوما حرية

الأحد، 17 فبراير 2019 08:00 م
عاصر 9 رؤساء.. قصة وفاة أقدم سجين في مصر بعد 50 يوما حرية
وفاة أقدم سجين في مصر
كتب- أمين قدري

 
50 يوما بالتمام والكمال، قضاها «كمال ثابت عبد المجيد»، أقدم سجين داخل السجون المصرية، في الحرية، إذ قضى 46 عاما من عمره خلف الأسوار في القضية رقم 2212/218 لسنة 1972م جنايات أخميم شروع في قتل، بالسجن المؤبد أشغال، والقضية رقم 768/501 لسنة 1973م جنايات أخميم، قتل عمد، وإحراز سلاح، بالسجن 15 سنة، والقضية رقم 190/18 لسنة 1974م جنايات المعادي، قتل عمد، بالأشغال الشاقة المؤبدة، وخرج بموجب عفو رئاسي من الرئيس عبد الفتاح السيسي.
 
تفاصيل سجن «كمال» حدثت قبل حرب أكتوبر عام 1973 التي بدأت من قرية الديابات الشرقية التابعة لمركز أخميم بمحافظة سوهاج، كان وقتها يبلغ من العمر ما يقرب من الـ 21 عامًا شابًا قويًا مفعمًا بحيوية الشباب عندما وقعت مشاجرة بين عائلته وعائلة أخرى بالقرية انتهت بمقتل والده، وعلى الفور أمسك بسلاحه الناري وقتل اثنين من العائلة الأخرى، لتعاقبه محكمة الجنايات بالأشغال الشاقة المؤبدة وهي السجن 25 عاما.
 
عقب الحكم على كمال ودخوله لقضاء عقوبة الحبس، تصادف وجود شاب من العائلة الأخرى التي تشاجروا معها في نفس العنبر، ونشبت مشادة بينهما وتطورت لاشتباك أدى لقتل كمال الشاب الآخر لتعاقبه المحكمة بأشغال شاقة جديدة مدتها 25 عاما لتصل مدة الحكم إلى 50 سنة سجن.
 
لم يكن كمال شابًا جاهلًا إنما كان حريص على التواصل والتعرف بما يدور حوله أثناء قضائه فترة العقوبة، وكان يتابع كل الأحداث، منذ عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، وفترة حرب أكتوبر واغتيال الرئيس الأسبق أنور السادات، وتولي الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك الحكم، ثم فترة تولى محمد مرسي، ثم تولي الرئيس عدلي منصور الحكم خلال الفترة الانتقالية، انتهاء بتولي الرئيس عبدالفتاح السيسي كرسي الحكم.
 
وناشد كمال ثابت أبناء الصعيد وخاصة محافظة سوهاج الذين لا يزالوا متمسكين بعادة الثأر الذميمة. يقول ثابت: «أقول لكل شخص مهما كان عمره أو سنه أو منصبه لا تندفع وراء عادات أصبحت لا تصلح في الوقت الحالي، الذي انتشر فيه العلم والتنوير وعم كافة أنحاء العالم».
 
ويضيف: «الشخص يكون متحمسا لأخذ الثأر وبعد ارتكابه الجريمة وتنفيذه العادة الذميمة يصيبه الندم فورًا بعد القبض عليه وتظلم الدنيا في وجهه أكثر وأكثر بعد توقيع عقوبة السجن عليه بمحكمة الجنايات»،  مناشدا العقلاء وكبار العائلات في الصعيد بالتدخل السريع وبالتعاون مع مشايخ الأزهر والأوقاف لوقف هذه العادة الذميمة.
 
كان لـ «كمال» أحلام عديدة خصوصًا بعد عمره الذي ضاع خلف أسوار السجن، وكان أهمها الزواج، فقد كانت أمنيته في عروس أحلامه زوجة عذراء لا يتجاوز عمرها 25 عاما، وأن تكون على خلق ودين، وتنتمي لعائلة عريقة مشهور عنها الصلاح والالتزام، ومن أبوين يعرفان الله جيدًا حتى تكون ابنتهما مثلهما وتتقي الله، لكن، الموت سبقه قبل أن يحقق حلمه، فلقد توفي كمال ثابت بعد العفو عنه بخمسين يومًا.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق