خطوات «غسيل المخ» لانضمام الانتحاري فى صفوف المبشرين بـ«جنة الوهم»

الثلاثاء، 19 فبراير 2019 07:00 م
خطوات «غسيل المخ» لانضمام الانتحاري فى صفوف المبشرين بـ«جنة الوهم»
انتحارى - صورة أرشيفية
علاء رضوان

«عملية غسيل مخ»..هى الخطوة الأولى التى تُقدم عليها الجماعات الإرهابية قبل تجنيد الشباب للإنضمام إلى صفوف هذه الحركات وصناعة العناصر الإنتحارية فى محاولة لإقناعهم بتفجير أنفسهم لإيهام هذه العناصر بأنها ستنال الشهادة لتلحق بـ«الحور العين» فى الجنة دون أن يدركوا أن الله ورسوله منهم براء.  

وعن عملية غسل مخ الشباب، يقول أشرف فرحات، الخبير القانونى والمحامى بالنقض، أن الجماعت الإرهابية معروف عنها عملية تجنيد الشباب طبقاَ لعدد من السمات الشخصية والمواصفات المتعارف عليها المتمثلة فى درجة الفطنة والذكاء من سن اثني عشر عاما أي بعد سن التمييز للأطفال، وذلك من خلال تدبير كافة الاحتياجات الشخصية للشاب أو العنصر الذي وقع عليه الاختيار من ملابس ومساعدة مالية شهرية ثم رحلات ومعسكرات صيفية، ثم تأتى مرحلة العزل التام عن معارفه بصفة عامة وأسرته بصفة خاصة بحجة العمل خارج المحافظة ويتم غرس ما يسمي باعتناق ثقافة الموت التى تطور إلى لفظ «الاستشهاد فى سبيل الله» وليس لفظ انتحاري، ولا يدرب علي السلاح أو القنابل بل علي الأحزمة الناسفة ضمن مجموعات منفصلة لا يزيد عددها عن خمسة . 

maxresdefault

 التدريبات البدائية والتكنولوجية

أما عن عمليات التدريب – وفقا لـ«فرحات» -  أن الجماعات الإرهابية تعتمد على التقنيات التكنولوجية الحديثة فى التدريبات وليس التلقائية التقليدية من خلال الإعتماد على التنكر والمفاجأة والمباغتة ومعاينة مسرح الجريمة والتردد عليها مرات تلو الأخرى حيث أن الانتحاري هو أداة تنفيذ فقط بالمقابل وليس ممولاَ أو مخططاَ أو مدبراَ وليس وسيطا وليس له دخل بتدبير الإنتقال أو الإقامة بالشقق المفروشة بل هناك من يجهز له كل شئ ويزيل كل الموانع والعوائق ويسهل له مسرح الجريمة ليفجر نفسه وسط حشد بشري، وغالبا لا يرغب في التنفيذ علي قارعة الطريق بل داخل مسرح جريمة مغلق مسقوف لحشد أكبر عدد من الضحايا دون النظر لمراحلهم العمرية أو هويتهم.

فيما يؤكد الخبير القانونى والمحامى بالنقض ياسر سيد أحمد، أن الجماعات الإرهابية تعمل بشكل مباشر على استغلال جهل بعض الشباب بحقيقة الدين الإسلامى عن طريق اختيار عناصر شبابية يعانون من الفراغ الدينى ويملأون عقولهم بأفكار جهادية وتكفيرية حتى يصبحون على اقتناع تام بما سيفعله من تفجير نفسه. 

تجنيد-داعش-للأطفال

الجماعات الإرهابية – بحسب «أحمد» فى تصريحات خاصة - تعقد العديد من الجلسات للشاب الانتحارى قبل تنفيذ أى عملية ارهابية بعد الاستشهاد بآيات قرانية وأحاديث نبوية بعد تحريف تفسيرها تدعو للجهاد فى سبيل الله بإعتبار أن الانتحارى الذى يفجر نفسه يكون مقتنعا بأنه يخدم دينه ودنياه وأنه سيقاتل الكفار ويصبح شهيدا، وتعقد الجلسات بطريقة وشكل مكثف قبل تنفيذ الانتحارى العملية الإرهابية حتى يصل الى مرحلة الاقتناع الكامل بأنه سيكون شهيد فى سبيل الله وأن المجتمع كافر ولابد من محاربته لنصرة الإسلام وذلك فى عملية «غسيل مخ» للانتحارى  قبل تنفيذ العملية حتى لا يعدل عن تفكيره.

الجماعات الإرهابية قبل تنفيذ العملية الإرهابية تُخبر الانتحارى بميعاد التنفيذ قبل الميعاد بعدة أيام حتى يبدأ فى عملية رصد الهدف الذى يقوم فيه بتفجير نفسه  حيث أنه يوم العملية تقرأ على الإنتحارى بعض الآيات ويوهموه قبل توجهه لتنفيذ العملية بأنه شهيد فى سبيل الله وأن حور عين فى انتظاره ويقدمون له حجج تكفيرية تدفعه للانتحار- الكلام لـ«أحمد». 

20161216173824524636175067045243683

الانتحارى  حال القبض عليه قبل تنفيذ العملية يعترف بكافة التفاصيل لإيمانه بأنه يقاتل مجتمع كافر وأن ما يفعله هو جهاد فى سبيل الله، و يستغل الجماعات الإرهابية جهل بعض الشباب بالدين الإسلامى ويجندوهم للانضمام الى صفوفهم ويصنعون منهم انتحاريين .  

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة