موضة جديدة.. صفحات تتخصص في محاربة الابتزاز الجنسي بالتواصل مع المتحرش وتهديده

الأحد، 24 فبراير 2019 04:00 ص
موضة جديدة.. صفحات تتخصص في محاربة الابتزاز الجنسي بالتواصل مع المتحرش وتهديده
تحرش
أحمد سامى

- ميرفت التلاوى: غياب دور الأسرة وعدم مراقبتها يهدد بانتشار هذه الظواهر

ظاهرة غريبة، بدأت تغزو مواقع التواصل الاجتماعى بعد أن تخصصت سلسلة من الصفحات على شبكة الإنترنت فى محاربة ظاهرة ابتزاز الفتيات بالصور الجنسية، حيث بدأت هذه الصفحات فى لعب دور شرطة الإنترنت، بعد أن تلجأ إليها الفتيات اللائى تعرضن للابتزاز الجنسى لمساعدتهن فى مواجهة من يقوم بتهديدهن.
 
البداية كانت باستغاثة أطلقتها إحدى الفتيات قائلة: «يا بنات ساعدونى أنا بتعرض للابتزاز من شخص مجهول بيهددنى بصور خاصة.. اتصرف إزاى»، وقد تلقت الفتاة سلسلة من التغريدات التى أحالتها إلى بعض الأشخاص، مطالبين إياها بالتواصل معهم، ومنها صفحة «محاربو الابتزاز الإلكترونى»، و «كابتن مينا سمير»، و«سفير السعادة كابتن محمد رفعت»، حيث تحولت هذه الصفحات بين يوم وليلة إلى شرطة إنترنت، لإنقاذ الفتيات.
 
ظهور هذه الصفحات، يشبه إلى حد كبير، ظاهرة المنظمات والجمعيات التى ظهرت لمكافحة ظاهرة التحرش الجنسى، حيث تحول جروب «سفير السعادة كابتن محمد رفعت» من مجرد جروب للفضفضة والنصائح النفسية إلى أهم جروب لمساعدة الفتيات فى حال تعرضهن للابتزاز الجنسى بصور أو فيديوهات، حيث يضم الجروب 250 ألف فتاة، وجاء تعريف الجروب كالتالى: «مفيش بنت تخاف من عيل بيهددها أو يبتزها حتى لو غلطانة علشان ربنا اللى بيحاسب وبس.. مفيش بنت تخاف من عيل أى كان هو مين ولا ابن مين ولا أخو مين.. مفيش بنت تظهر لأى عيل خوفها حتى لو خايفة.. مش معنى إنك غلطانة يبقى تعيشى مذلولة».
 
يعرف كابتن محمد رفعت نفسه على الجروب بأنه  «كابتن طيار ومدرس علم نفس، ويعطى جلسات واستشارات نفسية وعاطفية، ويساعد البنات فى مشاكل التهديد والابتزاز التى يتعرضن لها»، «اعرفوا حاجة مهمة أنا كل مشكلة بحلها بربى عداوة مع حد علشان الحق أساعدكم، وأنتو مش حاسين بحاجة ولا مقدرين كمية التشويه والإكونتات الفيك اللى بتنزل صور وتتكلم باسمى مع بنات، وهما بيصدقوا دا، لكن أنا ورايا جيش من البنات بيساعدنى ويدعمنى.. وأوعدكم طول ما أنا عايش مفيش بنت ولا ست حتى  هتتأذى».
 
ورغم عدم معرفة الطريقة التى يعتمد عليها كابتن رفعت فى التعامل مع أى شخص، يهدد الفتيات ويبتزهن، إلا أن تعليقات الشكر تنهال عليه من العديد من الفتيات، حيث كتبت مارينا: «كان فى مشكلة مع بنت أعرفها، بقالنا 9 سنين فى رعب، ولما كلمنا الدكتورة هالة من فريق مساعدة الكابتن اتحلت المشكلة فى أقل من يوم، مفيش كلام يتقال بعد اللى حصل ولا كلمة شكر تكفى».
 
وكتبت فتاة أخرى: «كنت بفكر فى الانتحار بعد المشكلة اللى حصلت معايا، ودعيت ربنا كتير إنه يساعدنى، وكنت سمعت عن كابتن محمد وفريقه، واتصلت بيهم.. والحمد لله المشكلة اتحلت.. ودلوقتى أقدر أقول لكل بنت أوعى تثقى فى أى ولد، وكمان محلات الموبايلات مفيش أمان خالص».
 
نفس الأمر تكرر مع  مينا سمير «هيرو فيسبوك»، الضابط بقطاع الأمن المركزى، بعد مساعدته الفتيات اللاتى يقعن فريسة للابتزاز من جانب الشباب، ويُعد «مينا» أحد أشهر الشخصيات على مواقع التواصل.
 
الغريب أنه لا يوجد جروب نسائى أو موقع رياضى يخلو من صورة أو موقف لـ «مينا»، وتستشهد كل الفتيات به وبمواقفه، فعلى جروب «حد يعرف» أشهر الجروبات النسائية، بمجرد أن تكتب فتاة قصتها وأنها تعرضت لمحاولة للنصب عليها، واستغلالها من قبل أحد الشباب واستغلال صورتها، تجد التعليقات تنصحها بمحادثة الضابط مينا سمير، «وهو هيقوم معاه بالواجب».
 
وأكدت بعض التعليقات أن سمير لا يتأخر عن مساعدة أى فتاة، تقع فى مشكلة، فهو بمثابة المنقذ الذى لا يتأخر عن تأديب من يتجاوز فى حق الفتاة بالقانون.
 
من ناحيتها قالت السفيرة ميرفت التلاوى، رئيس المجلس القومى للمرأة سابقا، إن ظاهرة ابتزاز الفتيات من الظواهر الجديدة، التى أخذت فى الانتشار، وتتمثل هذه الجرائم فى الابتزاز الجنسى والمادى والتحرش عبر التلاعب بالصور والفيديوهات المخلة للآداب، وتركيب صور شخصية مع صور خليعة، وهى حالات يقع ضحيتها فتيات صغيرات ونساء، ويتم ابتزازهن ماديا للحصول على أموال أو المطالبة بممارسة علاقة جنسية معهن.
 
وأضافت التلاوى، أن الأسباب التى تدفع الشباب لابتزاز الفتيات هى قلة الوعى الدينى، والفراغ وعدم استغلال أوقاتهم بشكل مفيد، كما أن غياب دور الأسرة له عامل كبير ومؤثر فى تربية وتنشئة الأبناء بشكل سليم، وتركهم دون مراقبة أو ملاحظة يشكل خطرا عليهم وعلى من حولهم.
 
أما المحامى ياسر سيد أحمد، فقد أكد  أن «الجروبات»، التى تساعد الفتيات ضد الأشخاص، الذين يقومون بابتزازهن ،ليست جهة رسمية، بل هى إن صدقت، تعد عوامل مساعدة بالنصح والإرشاد أو توفير محامين للمساعدة فقط، ولا استغناء عن مباحث الإنترنت كجهة فنية وحيدة مختصة فى مصر. وأضاف: «إن الجميع مسئول عن محاربة هذه الظواهر،  مع اتباع كل أداة يمكن أن تحد من تلك الجريمة، وتخفف من أضرارها، ولكن على أى شخص التعرض لمثل هذه الجريمة، الإبلاغ فورا عن هذه الجريمة للجهات المختصة للحد من الجريمة والكشف عن المجرمين وملاحقتهم».

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق