كل ما تريد معرفته عن الزراعة الرقمية ومواضع انتشارها

شغل مصطلح"الزراعة الرقمية" أو"Digital Agriculture"خلال السنوات الأخيرة،تفكير الكثيرين فى الريف والحضر،متعلمين وغير متعلمين،وعلى رأسهم الفلاحين والمزارعين البسطاء،بعد أن ترددت هذه العبارة بصورة متكررة،خلال المؤتمرات الصحفية واللقاءات والمناقشات،التى يتحدث فيها المسئولون حول تحديث الزراعة المصرية،ضمن خطة التنمية المستدامة لعام 2030،وكان أقربها توقيع بروتوكول اليوم بين مصر ممثلة فى وزارة الزراعة،ومنظمة الأغذية والزراعة العالمية الـ"فاو"لدعم التنمية المستدامة،ومنها الزراعة الرقمية،ومن أجل إلقاء الضوء على هذا المصطلح المتداول زراعياً.

فى السطور التالية نكشف ما هى الزراعة الرقمية،وكيف تتحول الزراعة التى تقوم على عناصر ثلاثة،وهى المياه والتربة أو الأرض ثم التقاوى والبذور،إلى أرقام تقوم عليها التنمية المستدامة؟

الدكتور محمد محمد عبد السلام جبر مدير معهد بحوث البساتين

الزراعة الرقمية ومقوماتها

على الرغم من صعوبة تعريف الزراعة الرقمية،كما وصفها لـ"موقع صوت الأمّة"،الدكتور محمد محمد عبد السلام جبر،مدير معهد بحوث البساتين،بمركز البحوث الزراعية،التابع لوزارة الزراعة،لعدم تبلور التعريف نظراً لحداثة هذا النوع من الزراعة،إلاّ أننا نستطيع القول إنها إدارة مجموعة العمليات الزراعية ،من خلال إدخال معلومات تتعلق بمواعيد الري ودرجة الحرارة اللازمة لنمو المحصول المزروع، ومن ثم تقوم الماكينة الزراعية المستخدمة في هذه العملية بتنفيذ الأوامر تلقائياً،وتابع الدكتور محمد عبد السلام،أن هذا الأمر يتم فى جميع مراحل الزراعة،من بداية زراعة المحصول حتى حصاده أو جمعه أو جنيه،وسوف تتم جميع هذه العمليات والأنشطة،عن طريق إصدار أومر التشغيل من الجهاز الرقمى أو الكمبيوتر إلى الآلات أو المعدات ،لتنفيذ أمر الحصاد أو الجنى فى الوقت المحدد،وبذلك تكون مقومات الزراعة الرقمية،هى التكنولوجيا الحديثة فى الآلات والمعدات وأجهزة الحاسب الآلى أو الكمبيوتر،مع توافر مستلزمات الإنتاج الزراعى،التى ستعمل هذه الآلات والمعدات على إيصالها للنبات أو المحصول المنزرع،من أسمدة أو مبيدات محددة فى وقتٍ معين،أو تدفئة أو تهوية أو رفع درجات الحرارة أو الرطوبة،كل تلك العمليات تتم من خلال تخزين معلوماتها،وتنتشر هذه النوعية الحديثة من الزراعة،فى الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وألمانيا وفرنسا والصين وعددٍ آخر من الدول المتقدمة علمياً وصناعياً وتكنولوجياً.

الدكتور حسين جادين

قدرة تنافسية عالية

وعن الفوائد التى تعود على القطاع الزراعى،من استخدام الزراعة الرقمية،قال الدكتور محمد عبادى،إنها كثيرة ومتعددة،ومنها بل وأهمها،تقليل تكاليف مستلزمات الإنتاج،من عمالة وغيرها وكذلك  استخدام الأسمدة والمبيدات،لأنه عند التحكم فى وحدة إنتاج معينة،نستطيع ونتمكن من الوقاية من الأمراض،وعند وضع المقننات السمادية،ستكون موجهة للنبات فقط،دون أن تتبدد أو تضيع هباء،وبذلك نقوم بتوفير الأسمدة وفى نفس الوقت مد النبات بالمخصبات أوالمغذيات الخاصة به واللازمة له،وعن طريق مجموعة العمليات هذه،ندفع النبات لإعطاء الإنتاج الأمثل له،ومن هنا تتم عملية تعظيم الإنتاج بطريقة مباشرة،وفى نفس الوقت الحفاظ على النبات من متبقيات المبيدات وتقليل التلوث،وهو ما يخدم عملية التصدير،و يجعل لدينا قدرة تنافسية عالية.

الدكتور عبد السلام ولد أحمد مساعد المدير العام

الخطة الاستراتيجية للتنمية المستدامة

من ناحيته،قال الدكتور عز الدين أبوستيت وزير الزراعة واستصلاح الأراضي،إن الخطة الاستراتيجية للتنمية المستدامة حتى عام 2030 تحتاج لمراجعة في ظل المتغيرات الاقتصادية والاجتماعية الاخيرة،وهناك اهتمام بالزراعة الرقمية والتغيرات المناخية،ولفت الوزير إلى أن عمليات التحديث،تتضمن تنمية المهارات وبناء القدرات  للعاملين في القطاع الزراعي والهيئات البحثية ،وخاصة في عمليات التخطيط الاستراتيجي،وذلك من خلال عقد المزيد من ورش العمل والدورات التدريبية في هذه المجالات،وأشار أبو ستيت إلي ضرورة التوجه،في الوقت الحالي إلي الزراعة الرقمية،في كافة المجالات الخاصة بالزراعة، وتطوير الإرشاد الزراعي،من خلال التقنيات التكنولوجية الحديثة،لتزويد المزارعين بالمعلومات والبيانات والمعرفة،بما يساهم في زيادة الإنتاجية، وجودة المنتجات الزراعية،فضلاً عن توعية المزارعين،لحمايتهم من الآثار السلبية للتغيرات المناخية المختلفة،وقال وزير الزراعة،إنه من المقرر البدء في عمليات التنفيذ لهذه البرامج الشهر المقبل.

الزراعة الرقمية

أهداف التنمية المستدامة

ومن جهته أخرى،قال الدكتور عبد السلام ولد أحمد  مساعد المدير العام "للفاو":"توقيع الاتفاقية جاء متزامنا مع جهود الحكومة المصرية،لتحديث أهداف استراتيجية التنمية المستدامة 2030،وتقدم منظمة الأغذية والزراعة الدعم للحكومة في جهودها لتحقيق هذه الأهداف،خاصة المتعلقة بمجال الزراعة والأمن الغذائي".

الدكتور سعد نصار مستشار وزير الزراعة 

بينما قال الدكتور حسين جادين، ممثل الفاو في مصر :"ستقوم الفاو بتمويل أنشطة تحديث استراتيجية التنمية الزراعية المستدامة في مصر لعام 2030،في إطار علاقات التعاون المتميزة بين منظمة الفاو والوزارة، حيث ساهمت الفاو في صياغة الاستراتيجية عام 2009،علماً بأن تحديث الاستراتيجية جزء من إطار البرنامج الوطني المُوّقع بين المنظمة والوزارة للسنوات الـ 5 المقبلة 2018-2022،والذي يركز على تحقيق 3 أولويات حكومية وهي تحسين الإنتاجية الزراعية،ورفع مستوى الأمن الغذائي في السلع الغذائية الاستراتيجية،والاستخدام المستدام للموارد الزراعية الطبيعية".

الزراعة الرقمية تزيد الإنتاجية

وأشار الدكتور سعد نصار،مستشار وزير الزراعة إلي أن برنامج التعاون الفني،بين وزارة الزراعة والمنظمة،يأتي فى وقت مهم،نظراً لأنه يهتم بتحديث استراتيجية التنمية الزراعية المستدامة 2030،كما يأتي هذا التوقيع في إطار ما تطالب به وزارة التخطيطي،فيما يتعلق بتحديث استراتيجية التنمية المستدامة في مصر- رؤية مصر 2030،حيث طلبت وزارة التخطيط من مختلف الوزارات تحديث استراتيجيتها القطاعية.

الزراعة الحديثة