ماجد تمراز يكتب: دعاة الدم وحادث قطار محطة مصر

الأربعاء، 27 فبراير 2019 09:29 م
ماجد تمراز يكتب: دعاة الدم وحادث قطار محطة مصر
ماجد تمراز يكتب

دعاة الدم أو كتائب الدمار أو قتلة السوشيال ميديا المأجورين، يمكنك أن تنعتهم بما تشاء، ففي أعقاب كل مُصيبة تتعرض لها مصر، يخرج علينا المئات منهم ليُزَيفوا الحقائق ويبدلوها، غير مُراعين حُرمة الدم، فقد احترفوا الصيد في الماء العكر، ومع الأسف الشديد ينساق الكثير من المُتابعين وراءهم دون العودة إلي أصل المعلومة أو أسبابها.

 وبعد حادث حريق محطة مصر الناتج عن تصادم جرار أحد القطارات برصيف 6، استغل هؤلاء ذلك الحادث، وخرجوا عبر منصاتهم علي موقعي «فيس بوك» و«تويتر» والتي تضم ملايين المُعجبين ليبثوا من خلالها سمهم المُندس في العسل الذي يقدموه لمُتابعيهم علي تلك المنصات، وكأنهم يشعرون بالحزن علي حالهم وما وصلوا إليه.

بعد وقوع الحادث مُباشرة، سلاسل من الحملات المُمنهجة لاستغلاله في تشويه رؤوس الدولة المصرية، فاقتطعوا مقطع من حديث طويل جمع بين الرئيس عبد الفتاح السيسي والدكتور هشام عرفات، وزير النقل المُستقيل، ليخرجوا منه بجملة واحدة فقط مُدتها لا تتجاوز ثواني معدودة عن توفير 10 مليار جنيه لدعم منظومة تطوير السكة الحديد، فهم لا يعرفون أن السبب وراء ذلك الحديث هو أن الرئيس يضع تطوير ذلك القطاع كأولوية مُلحة في خطته وإلا لم يتحدث عن ذلك ولن يطلب الوزير من الرئيس علي الهواء ذلك الطلب.

أما عن خلفية الحديث الذي دار بين الرئيس بالوزير، فمكان هدفه توضيح الأزمات التي يمر بها قطاع السكة الحديد والخسائر التي تتكبدها الوزارة بسبب ضعف وقلة الإمكانيات المُتاحة، فقد بدأ الحديث بينهما عندما استعرض الوزير خطة الوزارة في ميكنة وتطوير المنظومة الإلكترونية وأن الوزارة كانت في حاجة إلي ما يقرب من 12 مليار جنيه من أجل التطوير، وباستكمال الفيديو المُقتطع، فإن حديث الرئيس كان واضحاً فيما يتعلق بزيادة أسعار تذاكر القطارات، فقد رفض فرض أي زيادة قبل تطوير المنظومة، وكانت الوزارة قد بدأت أعمال التطوير بالفعل وفقاً لخطتها التي وافق عليها الرئيس نفسه.

فدُعاة الدم يَعرفون جيداً أن التطوير الشامل لسكة حديد مصر وإحلال وتطوير بنيتها التحتية بما في ذلك خطة صيانة القطارات واستخدام الوسائل التكنولوجية بدلاً من الوسائل اليديوية بمحطات القطار بمختلف محافظات الجمهورية، لا يمكن بأي شكل من الأشكال أن تحتاج إلي 12 أو 10 مليار جنيه فقط، فإنها علي الأقل ستحتاج إلي مبلغ يتراوح ما بين 40 إلي 80 مليار جنيه، ولكنهم أرادوا تضليل الناس واستغلال الدم في الترويج لشائعاتهم، وخلطوا بين مصالحهم الشخصية مصالح الجماعات الإرهابية التي ينتمون لها وبين حُرمة الدم.

احذروا من مواقع التواصل الاجتماعي، احذروا من كل ما يُقال فيها، تأكدوا من المعلومات التي تصل إليكم عبر مناصتها، لا تحكموا علي الأمور في ظاهرها وكونوا يداً واحدة، ففي الفترة الأخيرة لعبت تلك الصفحات دوراً كبيراً في انتشار الفتن والأكاذيب، وألقت بالظلم والإفتراء علي الكثير من الأبرياء، وبرأت الكثير من الجناة والظالمين.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق