خسائر بالجملة لقطاع تركيا المصرفي.. وأردوغان يتأخر في تسديد القروض

الإثنين، 04 مارس 2019 04:00 م
خسائر بالجملة لقطاع تركيا المصرفي.. وأردوغان يتأخر في تسديد القروض
اقتصاد تركيا

 

خسائر فادحة يتكبدها الاقتصاد التركي، جراء سياسات الرئيس رجب طيب أردوغان، حيث تعاني البنوك التركية من أزمات شديدة في الوقت الراهن، على خلفية عدم سداد القروض التي كانت منحت لها في وقت سابق.

وتعاني تركيا استنزاف مستمر في قطاع الاقتصاد، جراء استمرار العقوبات الأمريكية المفروضة عليها منذ العام الماضى، والتى تضمنت عقوبات على وزير العدل التركي، عبد الحميد غل، ووزير الأمن الداخلي، سليمان صويلو، اللذان لعبا دورًا بارزًا في توقيف القس الأمريكي أندرو برانسون، في أكتوبر 2016، قبل الإفراج عنه في 2018.
 
وتقول شبكة سكاي نيوز، أن مؤشر القطاع المصرفي الذي يبين أداء الأسهم في سوق الأوراق المالية بنسبة 46% على أساس دولاري العام الماضي انخفض؛ حيث وصلت القيمة الحالية لأحد البنوك الذي كانت قيمته السوقية اقتربت من 25 مليار دولار قبل بضع سنوات، لأقل من 7 مليارات دولار.
 
وتسبب الأرصدة المتعثرة للبنوك، في ضائقة كبيرة للقطاع المصرفي، بحسب البيانات الواردة في ملاحظات الميزانية العمومية لعام 2018، لأكبر 10 مصارف تركية، والتي تشكل ما يقرب  من 85 في المائة من القطاع المصرفي، حيث تؤكد لجنة تنظيم ومراقبة القطاع المصرفي (BDDK) أن النسبة الرسمية في القروض المعدومة في القطاع يتم حسابها عند مستوى 4.5%.
 
وتعرضت تركيا لخسائر اقتصادية واسعة، نتيجة انخفاض العملة المحلية الليرة في العام الماضي، حيث انخفض قيمتها نحو 40% أمام العملات الأجنبية، وهو ما قلل من رصيد الاحتياطي الأجنبي في البلاد. 
 
وتسبب الأزمات المتلاحقة للاقتصاد التركي، في استنزاف رؤوس المال التي وضعها أصحاب المال، وفي حاجة النظام المصرفي إلى مال إضافي، مما يوضح عدم قدرة حزب العدالة والتنمية التركي الحاكم في تقديم مزيد من القروض على الرغم من ضغوط إدارة الاقتصاد عليه.
 
ومؤخرا توقعت وكالة التصنيفات الائتمانية «ستاندرد أند بورز جلوبال»، انخفاض الليرة التركية على نحو مطرد في الأعوام الثلاثة المقبلة، وارتفاع مستوى القروض المصرفية المتعثرة إلى المثلين عند 8 %، في الـ12 شهرا المقبلة، وقد أكد  المحلل الاقتصادي لدى ستاندرد أند بورز، مكسيم رابنيكوف، أن التوقعات حاليا انخفاض قيمة العملة التركية على نحو مطرد طوال الوقت حتى 2022، فيما قال محلل قطاع البنوك، ماجار كيومديان، أن مستوى القروض المتعثرة، وهي القروض التي تأخر سدادها 90 يوما على الأقل، سيبلغ نحو 8 % قرب نهاية العام، بالرغم من أن القروض المعدومة على نطاق أوسع ستبلغ 15-20 %.
 
وجلعت الأزمة الاقتصادية الحادة فى تركيا، نسبة التضخم  ترتفع إلى  ثلاثة أمثال متوسط نسبتها في الدول ذات الأسواق الناشئة المماثلة، وأصبحت البلاد في سلة واحدة مع البلاد التي تعاني معدلات تضخم ضخمة مثل الأرجنتين 22.9 % وأوكرانيا 13.6 %، حيث ارتفع معدل التضخم السنوي فى تركيا خلال أكتوبر الماضي إلى 25.2 %، مما انعكس على المستثمرين في قطاع الإسكان، فتعرضوا لخسائر بنسبة 17 % على أساس القيمة الحقيقية، ونتيجة لكل ذلك، انتشر الركود المشهود في المناطق المركزية لقطاع الإسكان، مثل مدينتي إسطنبول وأنقرة، إلى جميع أنحاء البلاد، وفقا لمصادر تركية.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق